أقلام وأراء
الأربعاء 24 يوليو 2024 10:11 صباحًا - بتوقيت القدس
لا يفتي متخاذل لمقاتل ولا قاعد لمجاهد
تلخيص
بدت حماس خلال الأشهر الأخيرة معنية بالتوصل إلى صفقة، بشكل ملموس وملحوظ، وكأنها بحاجة إلى هذه الصفقة، ووصل الأمر إلى أن يراها البعض قد تنازلت عن بعض مما تمسكت به. وبالقدر نفسه بدا نتنياهو، بالتحديد، لا يريد مثل هذه الصفقة، وأنه يتهرب ويماطل ويشترط ويناور، وقد رآه البعض يتعمد تخريب ما عكف الوسطاء على صياغته أشهراً طويلة، وبهذا كان يقصد الإساءة لهؤلاء الوسطاء، والحط من قيمتهم، وتشويه صورتهم أمام شعوبهم وشعوب أمتهم، بقصد أو من دون قصد.
لقد بدت الصورة الكاملة عن بعد، صورة طرفين، الأول يريد الصفقة بإلحاح، والثاني لا يريدها بإلحاح، وبنظرة متفحصة في العمق، تبدو الأمور واضحة ويمكن تفهمها، إذ من الطبيعي أن تذهب المقاومة إلى عقد الصفقة، ففي ذلك وقف الحرب الإبادية التدميرية التجويعية على الشعب الفلسطيني، بكل فئاته وفي المقدمة الأطفال والنساء وبقية المدنيين الأبرياء. لقد تنوع عذابهم بما لم يتعذبه بشر من قبل، ولقد تمددت صنوف العذاب حتى كادت تطبق عليهم حولها الأول، من الخريف إلى الخريف، ويدرك الناس في العالم، الأحرار والعبيد، أن هذا العذاب الشديد والطويل، إنما هو بفعل فاعل، وأنه حدث مع سبق الإصرار والترصد والتشفي والتلذذ، وبدعم دولي مباشر، بالمال والسلاح والمرتزقة وبحماية أممية، تمثلت بالفيتو الأمريكي عدة مرات، ومحكمة عدل دولية تصدر قراراً بعد ستة أشهر استشارياً، ومحكمة جنايات تنتظر مجرم الحرب أن يسافر إلى أمريكا، ويكمل مشواره لكي تقول له أنت مجرم حرب، وصمت أخوي عربي إسلامي كصمت القبور، وكأنا بهم يهمسون في أذن نتنياهو ان عجّل في إنهاء مهمتك.
وبالقدر الذي بدت فيه المقاومة حريصة على التوصل إلى الصفقة، بدا مفهوماً رفض نتنياهو لها، فهو سيذهب إلى السجن المحلي أو الأممي أو الاثنين معاً، وهو سيذهب إلى انتخابات مبكرة لن يحصل فيها حزبه على مقاعد كافية لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة. إنه يرى بينه وبين أن يكون "ملك إسرائيل" الرابع بعد شاؤول وسليمان وداود، وبين أن يكون فاشلاً ومرتشياً وخائناً "للأمانة"، مجرد خيط رفيع، خيط من شهر إضافي لاستمرار الحرب، قد يقتل فيه بعض قيادات أو مقاتلي حماس مع "أضرار جانبية" من بضعة آلاف من الفلسطينيين، وقد يعثر خلاله على بعض الأسرى، "لا بأس إن كانوا أمواتاً، أو أحياءً نقتلهم، فنعيدهم إلى ذويهم جثثاً. المهم أن نمنع السنوار من إلقاء خطاب النصر، وأن نمنع إطلاق سراح آلاف الأسرى الملطخة أياديهم بدماء اليهود".
إن المصير الذي ينتظر نتنياهو، بصفقة أو بدون صفقة، هو المصير الذي وصله بايدن، بانتخابات أو بدون انتخابات، ببساطة، لأن دماء أطفال غزة مثقلة بها أياديهم ونواجذهم. أما أولئك الذين عمدوا إلى تحميل مسؤولية هذه الدماء الزكية لحماس، فينفع معهم ما قالته زوجة الشهيد الرمز خضر عدنان عندما أخذوا عليه إضراباته المفتوحة عن الطعام بأنها ترقى إلى "الانتحار" المحرم في الإسلام، لقد قالت لهم: لا يفتي قاعد لمجاهد، ولا متخاذل لمقاتل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
الترامبيّة المُتحوّرة!
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
محدث:: قوات الاحتلال تشرع بعمليات هدم في الضفة
صحة غزة: 20 شهيداً و20 إصابة خلال 24 ساعة الماضية
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
لا يفتي متخاذل لمقاتل ولا قاعد لمجاهد