كلماتٌ ليست كالكلمات، هي أوجاعٌ مغموسةٌ في عذابٍ يُكابدُه الآباء والأمهات، وهم يُلَملِمون أشلاءَ قلوبِهم، ونسغَ أرواحِهم من بين ركام غُرَفِ نومِهم، فوق وتحت أسِرّتهم.
يا حبيبي يا محمد.. عبارةٌ صاعدةٌ من قلب أُمّ مفجوعةٍ ذاهلةٍ، من هَول ما أصابها من صدمة، كادت تُذهِبُ عقلَها، وهي تُلملمُ نثارَ قلبِها من بين جُثَث الأطفال الـمُمزّقة، من الأولاد والبنات الذين تعذّرَ التعرّف عليهم، لفظاعة ما أصابَ أجسادَهم الغضّة من أنياب "المفرمة" و"أسراب الفيلة في متجر الفخار"، وهو الاسم الذي أطلقه المعتدون على المقتلة.
أغمض محمدٌ عينيه في إغفاءته الأخيرة، بعد أن نام على الطوى، جائعاً، خائفاً، قلقاً، كما يوسف وجورج وهند، وغيرهم من الأطفال الذين قضوا في أتون الإبادة التي كانوا بنكَ أهدافها، وشارةَ النصر المطلق لـمُرتكبيها.
يا حبيبي يا محمد.. صوتٌ ينسربُ من الشاشات المضرّجة بدماء الأبرياء، وسط جَلَبة الأُمهات الذاهلات، وهُنّ يبحثن عن قلوبهنّ المدماة في مرافق المستشفيات، جرحى بين المصابين، أو أشلاءَ بين الجثامين.
يا حبيبي يا محمد.. عبارةٌ تختصر أوجاعَنا، وتفتحُ جراحاتنا، وتصفعُ وجوهَنا، لتَفَرّقِنا وعجزِنا عن حماية أبنائنا من ما يفعله بهم أعداؤنا.
يا حبيبي يا محمد...
دعوةٌ لتحضنوا أبناءكم، وتُقبّلوهم، وتحرسوهم برموش عيونكم.
اذرفوا دمعةً ووردةً على محمد، وأترابِه الشهداء.. فالدمعُ ثناء.
أوقِفوا الحربَ الآن.
شارك برأيك
يا حبيبي يا محمد!