حديث القدس
استمرار دولة الاحتلال في انتهاكاتها وجرائمها بحق أبناء شعبنا في مدينة القدس خاصة، وباقي ارجاء الضفة الغربية عامة، يثبت للقاصي والداني ان هذه الدولة لا ترغب في السلام والتهدئة، بل في مواصلة سياسة التهويد والضم والتوسع الاستيطاني والعربدة وترحيل المواطنين من منازلهم واراضيهم.
فأمس قمعت قوات الاحتلال وبأوامر من الحكومة برئاسة نتنياهو وقفة تضامنية مع أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وأصابت عدة شبان بالرصاص في بلدة نعلين وغيرها من المدن والبلدات والقرى والمخيمات في الضفة، الأمر الذي يؤكد بأنها غير معنية مطلقا باتفاق التهدئة المتزامن، رغم ان ما جرى من مواجهات كان سببها الجرائم والانتهاكات والتطهير العرقي في القدس وغيرها من الأماكن في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك اقتحامات الأقصى من قبل المستوطنين وبدعم من قوات الاحتلال.
فدولة الاحتلال تتعمد تصعيد العدوان ضد شعبنا سواء من خلال الاعتداءات واطلاق النار على المواطنين او من خلال البناء الاستيطاني، حيث أعلنت يوم الخميس الماضي عن بناء 560 وحدة استيطانية في منطقة بيت لحم على حساب أراضي المواطنين، وأمس الأول قتلت قوات الاحتلال بدم بارد هي وقطعان المستوطنين المربي زكريا حمايل في بيتا.. الخ، من جرائم يندى لها جبين الانسانية.
فلم تعد بيانات الشجب والاستنكار والانتقاد الخجول لدولة الاحتلال كافية أو تسهم في ردع قوات الاحتلال الأمر الذي تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الاميركية التي تمد دولة الاحتلال بشتى أنواع الاسلحة وكذلك بالأموال وغيرها من الدعم اللامحدود اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وكذلك الأمر بالنسبة للعديد من الدول الاوروبية المسؤولة عن مأساة شعبنا منذ أن ساهمت في اقامة دولة الاحتلال على أنقاض شعبنا، ان عدم ارغام دولة الاحتلال على وقف جرائمها ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا، سيؤدي عاجلا أم آجلا الى انفجار الوضع من جديد والذي ينبئ بمخاطرلا تحمدعقباها وكذلك ستكون لها انعكاسات ليس فقط على الاقليم بل وعلى العالم برمته.
فالاحتلال الغاشم بحاجة لوضع حد لجرائمه منفلتة العقال، والا فإن ما يواصل القيام به سيؤدي بالنتيجة الى تهديد الأمن والسلم العالميين، وسيكون العالم خاصة الدول المساندة والداعمة لهذا الاحتلال المتضرر الأكبر وعندها لا ينفع الندم وعدم وقف الاحتلال عند حدوده، خاصة وان شعبنا مصمم على مواصلة النضال حتى تحقيق كامل حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
فلماذا اذن لا يتم ردع هذا الاحتلال الذي يرى بنفسه بأنه فوق القوانين والأعراف الدولية وانه من المسموح له فعل ما يريد دون تقليم أظافره؟
شارك برأيك
لماذا لا يتم ردع الاحتلال ؟