Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 01 يونيو 2024 11:03 صباحًا - بتوقيت القدس

الرد بالترجمة

تلخيص

سُجل في ثلاثية الرد بالكتابة لإدوارد سعيد، ورفعت العرعير، ووليد دقة بين مسافات زمنية وقعت في نير الحروب والأسر: حقق الشهيد العرعير كتابته بالرد في مقالة مطولة " غزة ترد بالكتابة " بارقة أمل بسرد القصص ليُرد برواية القصة متنقلاً بين الأجيال بقوة القصة والحافظ على الذاكرة الفلسطينية، لفضح زيف الرواية الاستعمارية. في زمن آخر كَتبَ إدوارد سعيد " إذن بالرواية " مطالباً الرواية الفلسطينية الوطنية الرد بالكتابة لإثبات وجودها واستمرارها، فالحقيقة أيضاً تناضل من أجل الصمود ومواجهة محاولات المحو والطمس الممارس من أدمغة الاحتلال المدمر، بينما عاش الشهيد الأسير وليد دقة سنوات سجنه الرهيب والطويل، يكتب الأزمنة الماضية والحاضرة، في دفاتر يوميات مابعد الكتابة والرد، أي حقيقة الزمن الموازي، من الزنازنة: يكتب ويرسم برسم الحياة في اتجاهات الحرية وتحرير المعرفة من معتقلات الجسد والروح والعقل، وهذه إحدى نضالات التحرر المتحققة. وقد أعطي الدكتور عبد الرحيم الشيخ، مساحة الرد بالترجمة، حيث ترجم إلى العربية " إذن بالرواية" التي كُتبت عن وقائع حرب إسرائيل على لبنان في العام 1982، ونقل إلى العربية " غزة ترد بالكتابة" والتي كتبها الشهيد العرعير قبل استشهاده، وهي الرواية والقصة التي ترد حول وقائع حرب إسرائيل على غزة منذ أكتوبر 2023. حيث صار في وسع الشهيد أن يكتب افتتاحية ومقدمات الكتابة، كما كَتبَ الشيخ مسرحية وليد دقة " الشهداء يعودون إلى رام الله". عن طيف مسيرة الشهداء الأسرى في تحرير جثامينهم من الأسر داخل ثلاجات السجون الإسرائيلية، في جغرافيات ثلاث: المنفى يكتب منه إدوارد سعيد منادياً بصوت الحقيقة في الرواية الفلسطينية الوطنية، والأرض المحتلة صوت الشهيد رفعت العرعير في تدوين الرواية بالقصة، والسجن سنوات وليد دقة في الكتابة في شرح النظرية والتطبيق على الشهداء الأسرى، والأسرى الأحياء وما يفعله الاحتلال.

"أن أكون أن أبقى كما أريد"

"لم يمت أحدٌ تماما، تلك أرواح تغيَّر شَكلها ومُقامها" في هذه اللحظة، وهي ليست بالجديدة، فقد سبقت لها مقدمات عديدة من الاستبدادية الاستعمارية، وحراك الفكر المتضامن مع الحقيقة.. هي اللحظة التي ينهض فيه البحث عن المضامين المكتوبة والأفعال الحرة التي طالبت وناضلت لأجل الاستقلال والحرية، ورواية القصص والفكر المقاوم في مفردات المعرفة بين ثلاثية إدوارد ووليد ورفعت، في أماكن اللحظة والحدث والمعرفة التي تحاول التحرر وتحرير خطاب الرد في المتن الفلسطيني العربي المستقل، بينما يجتاح العالم حدث الحرب ومطاردة الإرث الثقافي ورواياته الأصلية في المشهد الاستعماري، "ومواصلة ظاهرة التغييب المتعمّد". واليوم ونحن نعيش على مرآى الكون نشاط الوعي الشبابي بين الطلبة في الجامعات الدولية، ونهج محاصرة وتعرية دولة الاحتلال، نسترد تلك الثلاثية ونسترجعها في نطاق فكري ممتد من النهر إلى البحر ومن المحيط إلى المحيط. لمساندة الحق الفلسطيني ومسيرته الزمنية على مدار عقود من الاحتلال. إن المنهجية الفكرية هي القاعدة المعرفية الواعية في فهم خصوصية فلسطين المحتلة، التي استوطن فيها كيان يحارب ويطادر كل من يفهم وينشر الوعي عن الحقيقة. وفي سبيل ذلك كان الشهداء والأسرى والمثقف الحر الذي لا يقع في المصيدة السجينة للعقل والروح والكلمة.
تستمر هذه الثلاثية بين مسار المطالبة بقراءة الرواية الأصلية وكتابتها، ليكون الرد واسع الأفق، مها ضاقت المساحة، فالهدف في مسار الزمن إذ يمضي نحو استقلاله من معرفة محتلة، ليكون النضال المكتوب في ما يفتق التلقي من هول الصدمة التي تكتب الحق ورحتله مع الحقيقة والمجابهة. وتلك سردية التدوين وأهميته في توطين المكان في مساحته الحقيقية وموطنها، وترسيخ الأزمنة في توقيت يوضح الدرس ويغرس ثمرة الفكر الإنساني في سلوك البشر، قبل أن يقع ما قال فيه فرانز فانون: حول التحويل المعكوس لمسار الوعي لسلوك اجتماعي سلبي، يفقد الذاكرة المعرفية فهم واستعاب الراوية التسجيلية الحقيقية التي تواجهة الخريطة الاستعمارية، مستغلة نظرية التذويب والرماد لمعنى العدو والاستمرارية في هدم ذاكرة الشعوب.

رعب اللحظة
يؤسس الاحتلال كما هو متعارف عليه الكيانات الاستطانية ودولة المستعمر، إلى جانب محاولات تأسيسه في مساعيه لبناء شبكة النسيان بين الشعوب الأصلية وأهل الأرض. في هذا السطر نستدل على حقيقة هامة، بإن الاحتلال بدايته فكرية، لذلك فالتحرر منه يبدأ بالفكر وترسيخه، والبحث عنه والمطالبة بكتابته ونقله بين الشعوب وتوريثه للأجيال، فتتضح من ذلك أهمية النضال بالقصص والسرد كما قال وكَتبّ الشهيد العرعير، وحلم إدوارد سعيد بمستقبل الكتابة والإذن بالرواية، على أهمية المواصلة والبحث المعرفي والنقد الشارح للخل الذي ساند الاحتلال في الاستمرار بالاستغلال المعرفي، مستخدماً التنكولوجيا الحديثة والبرمجيات والسوق العالمي في ذلك، وإن كانت المقاطعة تعنى من جانب مقاومة استمراره وتحرير الوجدان والسلوك من حصار الاحتلال للوعي والثقافة، اليوم نعيش إحدى تجليات انتصار المعرفة في الحراك الطلابي وحتى الأطفال، التي تقطاع وتدرك معنى المقاطعة في ظروف استثنائية وقعت على سن الطفولة، فكان ذلك بطاقة الانتباه لهذه الأجيال التي تحاول التحرر وترفض فكرة السلطات الاستعمارية، ولا تستوعب وجود الاحتلال. وهي تعيش في ذاكرة مبكرة كل ويلات الحرب والانتهاكات الإسرائيلية المدمرة للوجود البشري في غزة، فإن المساندة بكتابة الرواية والقصة بكل اللغات المتاحة والممكنة، بطاقة مرور بين البشر في جسر متواصل يرفض ويعري نظريات الاستعمار وتاريخه في تقسيم الشعوب والأرض والحدود.
من واجب الإنسان وضميره مواصلة الكتابة ومجابهة الاستقطاب وحفريات قتل الحق والحقيقة، ومن واجب المثقف وصاحب الرأي البحث عن الأرشيف ونقله والبناء عليه في نهوض الكتابات العربية والعالمية وهي كثيرة بين المجلات والكتب والجرائد، وبين الفنون والموسيقى والصورة، وفعل ما يمكن من أجل نقله والحفاظ عليه ونحن نواجه جنون الإبادة الفكرية والبشرية.. كيف يمكن نسيان ذلك التاريخ والحاضر وهو يعد ويكتب ويصور الحقيقة الفلسطينية؟ في يقظة من الضمير لأعلى درجات الانتباه لما يحدث اليوم، وقد وقع في العصر الحديث، الذي يفترض فيه الانتهاء من فكر الاستعمار ووقف القتل واحتلال الشعوب.
كيف يمكن نسيان مسيرة وسيرة الكتابات في الشارع العربي ومصادفة العناوين والمحتوى المكتوب بضمائر حيّة، حتى لا نقع في الاحتلال الفكري وسرقة تاريخنا والتراث والهوية من أنظمة استعمارية كونية، تحارب الأرض والجسد والذاكرة، والكتابة الحقيقية جسر الرد للحماية الثقافية والهوية الإنسانية والوطنية
-----------------------
يؤسس الاحتلال كما هو متعارف عليه الكيانات الاستطانية ودولة المستعمر، إلى جانب محاولات تأسيسه في مساعيه لبناء شبكة النسيان بين الشعوب الأصلية وأهل الأرض. في هذا السطر نستدل على حقيقة هامة، بإن الاحتلال بدايته فكرية، لذلك فالتحرر منه يبدأ بالفكر وترسيخه والبحث عنه والمطالبة بكتابته ونقله بين الشعوب وتوريثه للأجيال.

دلالات

شارك برأيك

الرد بالترجمة

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)