ربما كان غادي آيزنكوت عضو كابينيت الحرب الإسرائيلي الاقل ظهورا أمام وسائل الإعلام منذ بداية الحرب ، على العكس من رئيس الوزراء نتانياهو ووزير الجيش يؤاف غالانت وزعيم المعسكر الوطني بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي الذين انشغلت المحطات والمنصات الإعلامية بتصريحاتهم وتعليقاتهم وردود افعالهم ، لكن أن يطل آيزنكوت امس بتصريحات مهمة ومثيرة للغاية بعد صمت طويل ، فنعتقد انه من المهم السؤال : أين كنت يا أيزنكوت طيلة هذا الوقت ؟
مستهل تصريحات المسؤول الإسرائيلي البارز ان من يقول اننا سنحل كتائب حماس في رفح ثم نعيد المختطفين كمن يزرع الوهم ، وان الانتصار المطلق مجرد شعار ، مهاجما نتانياهو ، قائلا انه فشل في تحقيق اهدافه الأربعة التي حددها لحكومته الحالية عند تنصيبها، وهي "كبح البرنامج النووي الإيراني، والسعي لتحقيق السلام مع السعودية، والحفاظ على الاقتصاد وخفض تكاليف المعيشة واستعادة الأمن والحوكمة (سلطة الدولة)"، وشدد على أن نتنياهو فشل في جميع هذه الأهداف "فشلا ذريعا".
وقال إيزنكوت ان إسرائيل تحتاج من ٣-٥ سنوات لتحقيق الاستقرار وسنوات اخرى لتشكيل حكومة جديدة، وبالمقابل قال ان حماس منظمة ايديولوجية ولو جرت انتخابات في غزة فسوف تفوز بها .
ومن التصريحات المهمة ايضا اشارة إيزنكوت إلى ان الوزير المتطرف ايتمار بن غفير هو الأكثر تاثيرا على نتانياهو ، وان الأوضاع في الضفة تدهورت نتيجة لتقسيم صلاحيات ادارة الأوضاع امنيا على ثلاثة وزراء ..
عندما تصدر تصريحات كهذه عن مسؤول رفيع المستوى داخل كابينيت الحرب ، فانها لا تكشف المستور فحسب ، وانما تقدم دليلا واضحا اضافيا على فشل كل مخططات اسرائيل لتحقيق اهدافها في الحرب ، وعجز حكومة نتانياهو وضرورة عزلها ، بالإضافة إلى ان هذه التصريحات تكشف في المحور الذي يتعلق بالعملية على رفح النوايا الاسرائيلية الحقيقية التي تستهدف فقط المدنيين الأبرياء العزل ، وان الجيش سيبقى عاجزا عن تحقيق هدف نتانياهو بالقضاء على المقاومة في قطاع غزة ، وان نتانياهو كرئيس حكومة لا يتخذ القرارات إلا بتوجيه من ايتمار بن غفير المتطرف .
تأتي هذه التصريحات لتزيد من الضغوطات على نتانياهو وتياره المتطرف لتكشف تدريجيا عن خفايا ما يدور من خلف الكواليس في حكومة قررت فقط إعدام الشعب الفلسطيني لإدراكها ان المقاومة ستبقى في القطاع مهما طال أمد العدوان .
شارك برأيك
آيزنكوت ..أين كنت ؟