بدأ الجدار الحصين للهيمنة الصهيونية بالتصدع في طريقه الى الانهيار في سابقة تاريخية وعلى جميع الأصعدة في حلقات متتابعة بدأت بكشف زيف الرواية الصهيونية والتي بنيت على خرافات وأساطير، مرورا بكشف زيف ما يسمى بواحة الديمقراطية في غابة الشرق الأوسط وأسطورة الجيش الذي لا يقهر والأكثر أخلاقية، ومرورا بالحق المزعوم بدولة يهودية تقوم على نفي الآخر من خلال الترحيل والإحلال، هذا التغيير بدأ يأخذ مجراه في كل العالم وأعتقد أنه يدق آخر إسفين في نعش المشروع الصهيوني ، وهو يترجم لأول مرة في أروقة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وتباعا في الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بل وفي مركزية القضية الفلسطينية في كل المجالات السياسية في أروقة برلمانات الدول والجمعية العامة للأمم المتحدة وفي الأوساط الأكاديمية والثقافية في ثورة الشباب والطلاب على امتداد جامعات العالم، والاقتصادية في المقاطعة لدولة الاحتلال ولداعميها، وانتقلت من حديث النخب إلى حديث الجماهير في ساحات العالم والتعامل مع دولة الاحتلال كعصابة متطرفة ومطلوبة للعدالة الدولية. فطوفان الأقصى شكل منعطفا تاريخيا جعل العالم يدرك أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم بدون إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة وفق القانون الدولي والقرارات الأممية التي تنص على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفق القرار194.
كل هذا بفعل صمود المقاومة والتضحيات الجسام لشعبنا التي قدمها وما زال يقدمها في حرب الإبادة الجماعية، التي تستهدف محو الشعب وقضيته في أبشع حرب عرفها التاريخ، بغطاء ودعم من الولايات المتحدة الامريكية، هذه الحرب التي كشفت زيف وادعاء الولايات المتحدة الامريكية ودول الاستعمار الغربي التي طالما تشدقت بالديمقراطية والقانون والعدالة وحقوق الانسان، وعند أو محطة تظهر حقيقة هذا الادعاء وهذه الأكاذيب التي حاولت أمريكيا عبر سنوات تمريرها على العالم، فلم تتوان لحظة في التشكيك بالقانون الدولي بل والتهديد للمحكمة الجنائية الدولية، إضافة الى محاولة تسويف وتمييع قرارات محكمة العدل الدولية والالتفاف على قراراتها، رغم أنها استخدمت هذه المنظمة واستندت اليها في تمرير سياساتها وما زالت تستخدم مجلس الأمن لتمرير سياساتها الاستعمارية وفرض هيمنتها على العالم، كما تحاول استخدام المؤسسات الدولية وفق رغبتها ومصالحها، ولكن العالم تغير ونقطة التحول هي القضية والحقوق الفلسطينية فأين نحن من كل هذا، فعلى الصعيد الميداني هناك بطولة وصمود لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا لها، وهذا يتطلب تكاملا ما بين الميدان والسياسية لتحقيق النصر وتجسيد الحقوق، لأن معايير التقييم للنضال ومقاومة المحتل لا تقاس بالحسم العسكري لوحده، وإنما باستثمار الحق المشروع لمقاومة المحتل والصمود الأسطوري والتضحيات الجسام وتوظيف ذلك في المعركة السياسية وجني الثمار التي يستحقها شعبنا بعد هذه الملحمة البطولية بنيل حريته واستقلاله وكنس الاحتلال عن أرضه، وأعتقد أن المطلوب لا يختلف عليه اثنان اذا عزلنا المصلحة الضيقة والفئوية المقيتة والنهج العبثي والراهن على الآخر.
فالمطلوب فلسطينيا تغليب المصلحة الوطنية وتجسيد الوحدة الوطنية فورا ووضع استراتيجية كفاحية ترقى الى تضحيات شعبنا وصموده في أرضه، هذا كفيل بقطع الطريق على كل المشاريع المطروحة ويشكل أرضية صلبة للحق الفلسطيني، بل ويجعل الجانب الفلسطيني يفرض شروطه ولا يمكن أن تملى عليه الشروط من أحد. وفي سياق ذلك مطلوب تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني ووضع آليات مباشرة وفورية لتطبيق ما صدر عن بيان موسكو واتفاقيات المصالحة المتعددة. وفي جانب آخر ورداً على سياسات حكومة اليمين المتطرف وإمعانها في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري وسياسة الضم والتوسع الاستيطاني وقرار فك الارتباط وقرصنة الأموال الفلسطينية، يستوجب من القيادة الفلسطينية إعلان بسط السيادة على كامل الأرض الفلسطينية ومطالبة العالم التعامل مع دولة فلسطين تحت الاحتلال، والتحرر الاقتصادي من خلال حسم القرار بالانفكاك والتبعية عن الاقتصاد الإسرائيلي، وفرض الولاية القضائية الفلسطينية على كامل أراضي الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال، فعوامل القوة بأيدينا إذا أحسنا استثمارها وتوظيفها بأجندة فلسطينية فقط.
-----------------
طوفان الأقصى شكل منعطفا تاريخيا جعل العالم يدرك أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم بدون إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة وفق القانون الدولي والقرارات الأممية التي تنص على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفق القرار194.
أقلام وأراء
الثّلاثاء 28 مايو 2024 9:40 صباحًا - بتوقيت القدس
من طوفان الأقصى إلى طوفان العالم: ما هو المطلوب فلسطينيا

تلخيص
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الوحدة الوطنية الشاملة هي الحل الأوحد لكل مشاكلنا
نعمان توفيق العابد
ردّ على دعوة جرشون باسكين.. بين بناء الثقة وتنامي مظاهر الاستعمار البشع
مروان إميل طوباسي
مسلسل إرهاب الاحتلال في الضفة لا يتوقف.. فكيف يكون الرد؟
محمد علوش
النظام الدولي الجديد.. والدولة الفلسطينية
محمد المصري
الأكراد ضحايا الجغرافيا
رمزي الغزوي
هل يقلب ترامب الطاولة على نتنياهو؟
رشاد أبو داود
إلغاء اتفاق أوسلو
حمادة فراعنة
التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟
عريب الرنتاوي
أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس
بقلم : محمد غازي الجمل
سوريا أمام المخاطر
عمرو الشوبكي
بالونات اختبار أمريكية
بهاء رحال
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
غزة بين التهجير والصمود
رام الله - "القدس" دوت كوم
ماذا يجري في الضفة !
ابراهيم ملحم
اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا
كريستين حنا نصر
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
الأمريكان ملهمش أمان !
إبراهيم ملحم
حرق المساجد في فلسطين
الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة
أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس
الأكثر تعليقاً
إلغاء اتفاق أوسلو

الاحتلال يفرج عن الطفلة المقدسية تقى غزاوي بشروط
ترامب يعلن اعتقال الناشط محمود خليل "المؤيد لحماس" في جامعة كولومبيا ويتوعد بالمزيد
مبعوث ترمب للشرق الأوسط: حان الوقت لاستسلام حماس ونزع سلاحها
وقف إطلاق النار بغزة: ترقب لمستجدات المفاوضات ووفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة

كشف تفاصيل بشأن ضبط أجهزة تجسس خلال عمليات تسليم المحتجزين في غزة
سموتريتش: هناك تعقيدات لوجيستية لتطبيق خطة ترامب بشأن غزة

الأكثر قراءة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 40 عاملا من الضفة خلال مكوثهم داخل أراضي الـ48
رام الله: هدم معرضي مركبات وإضرام النيران في كراج سيارات

ترامب: لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة

اعتقال ناشط فلسطيني شارك في احتجاجات جامعة كولومبيا الأميركية
في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في القدس.... المحكمة المركزية تصادق على مخطط بناء 20 شقة بدون ترخيص
الجيش الإسرائيلي يعثر على 90 نفقا في محور فيلادلفيا
إمهال نتنياهو 24 ساعة لإلغاء قرار قطع الكهرباء عن غزة

أسعار العملات
الخميس 13 مارس 2025 1:56 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.97
شراء 3.96
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 817)
شارك برأيك
من طوفان الأقصى إلى طوفان العالم: ما هو المطلوب فلسطينيا