حولت القدائف والصواريخ الاسرائيلية ، خيام النازحين في رفح إلى مقبرة جماعية ، حيث اختلطت دماء الشهداء الزكية بألسنة اللهب والنيران التي اندلعت داخل البركسات والخيام التي تأوي اللاجئين ..
هكذا هي إسرائيل وجيشها الذي يوجهه أقطاب اليمين المتطرف لارتكاب المجزرة تلو المجزرة بحق المدنيين الأبرياء العزل ، في مشهد يؤكد على جرائم إسرائيل المتتالية بحق ابناء شعبنا ، ولا شك ان هذه المجزرة التي اقدمت عليها إسرائيل هي رسالة تحد واضحة للعالم ، الذي انخدع بمبررات الاميركيين الذين روجوا ان النازحين من رفح قد غادروا المدينة وعادوا إلى الوسط والشمال ، بينما الحقيقة ان الغالبية العظمى من المدنيين لم تغادر رفح ..
تتحمل اسرائيل تبعيات هذه المجزرة الرهيبة التي ترتقي إلى أعلى مستوى من جرائم الحرب ، وجرائم الابادة بحق المواطنين العزل ، وجلهم من الأطفال الصغار ، النائمين على أمل ان يستيقظوا اليوم وقد تحققت الانفراجة وزالت الغمة ، لكن احلامهم البريئة قضت عليها الصواريخ والمدافع ..
بعد ثلاثة ايام من قرار محكمة العدل الدولية الذي يطالب اسرائيل بوقف إطلاق النار في رفح ، تأتي المجزرة الجديدة متوافقة تماما مع تصريحات نتانياهو مساء الأمس حين أشار إلى أن الحرب لن تتوقف ، ومنسجمة مع تهديدات المتطرف ايتمار بن غفير الذي طالب بشن غارات قوية وفورية على رفح ومع ما تقدم به بيني غانتس عضو كابينيت الحرب الذي هدد بقصف رفح ردا على صواريخ المقاومة التي وصلت إلى تل ابيب .
ان هذا التوجيه الحكومي يعتبر تحريضا من اجل قتل كل معالم الحياة البشرية وقيمتها الإنسانية كاملة في قطاع غزة ، وعليه يجب ان يتم التوجه بشكل عاجل إلى مجلس الامن ليتخذ قرارا فوريا بوقف الحرب ، ليس على رفح فقط ، بل في عموم غزة التي تعاني من مجازر وجرائم متتالية ..
حيث يتعمد الاحتلال إيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء بين المدنيين والنازحين، مستغلا تواجدهم فيما يسمى الاماكن الآمنة بناء على توصيفه، وفي حقيقة الأمر لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة ، وفي نظر وسائل الإعلام الاسرائيلية كل الشهداء حتى الأطفال هم من المخربين والارهابيين ..
هكذا هي إسرائيل امبراطورية الجرائم الكبرى في العالم
شارك برأيك
شلال دماء في رفح