يشكل الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة من قبل جمهورية ايرلندا واسبانيا والنرويج انعطافة تاريخية ،تعكس حرص هذه الدول على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابته في وطنه وأرضه واستقلاله .
ان انطلاق هذه الدول الكبرى من قناعتها التامة بضرورة المساهمة بحل الدولتين ولإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإحلال السلام والامان في الشرق الأوسط ، تعتبر خطوة متوافقة تماما مع قرارات الارادة والشرعية الدولية التي عبر عنها التصويت الأخير والصاخب في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، راجين ان تفتح هذه الخطوة الآفاق أمام المزيد من الدول للاعتراف بفلسطين، وذلك من اجل ترسيخ القانون الدولي .
بعد ٩ دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أعلنت سابقا اعترافها بالدولة الفلسطينية وهي : بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وقبرص وسلوفاكيا والمجر ومالطا ، ها هي ايرلندا وإسبانيا والنرويج على بعد خمسة ايام فقط من الانضمام للدول الراقية التي تقدر الشعوب وحريتها وكرامتها ..
من الطبيعي ان تفقد إسرائيل صوابها لتوجه تحذيراتها للدول المعنية وتسحب سفراءها ، وتعلن بدء الخطوات الخاصة بفرض عقوبات على السلطة الوطنية من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يهدد بمنع تحويل اموال المقاصة إلى اشعار آخر ، وتسريع وتيرة الاستيطان وتوسيعه في الضفة الغربية ، ليتوافق مع قرار وزير الجيش الاسرائيلي يؤاف غالانت الذي قرر الغاء قانون فك الارتباط مع مستوطنات شمال الضفة الغربية ، ليعطي الضوء الاخضر للمستوطنين للعودة إلى مستوطناتهم بعد ٢٠ عاما ، لخلق مزيد من التوتر المترافق باعتداءات يومية على المواطنين ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم ، في حين توجه ايتمار بن غفير إلى المسجد الأقصى فاقتحمه للمرة الاولى منذ بداية العدوان في السابع من اكتوبر في محاولة بائسة وفاشلة لتهويده وفرض السيطرة الاسرائيلية عليه ..
من البديهي ان تسعى إسرائيل لخلق العديد من المبررات السخيفة لافشال مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، حيث قال نتانياهو مساء امس ان خطة بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية تعتبر مكافأة للارهاب و أنها لن تجلب السلام ، ولن تعيق اسرائيل عن تحقيق نصرها على حماس اضافة إلى ادعائه بان الدولة الفلسطينية ستكرر هجمات السابع من اكتوبر ..
إسرائيل ستواصل عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية وستقوم بتوسيعه من أجل تدمير أي أفق سياسي يؤدي إلى نهاية الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية ، وستقوم بخطوات متسارعة لمحاربة السلطة الوطنية ومحاولة تقويضها ردا على الصفقة الاميركية الأخيرة ، وذلك لان إسرائيل كيان قائم على التخريب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وكلما اقترب العالم من حل دبلوماسي تقوم بإفشاله ، وذلك لمواصلة عدوانها على ابناء شعبنا ..
جاءت ردود الفعل العالمية لتؤكد على ان خطوة الاعتراف هي ثمرة جهود ونضال الشعب الفلسطيني الذي يستحق الإنصاف من اجل الوصول إلى اهدافه وفي مقدمتها اقامة دولته الفلسطينية ..
لا تكفي كلمات الشكر والامتنان لأيرلندا وإسبانيا والنرويج على خطوتها الجريئة متمنين ان تحذو حذوها باقي دول العالم
شارك برأيك
إنصاف تاريخي