أقلام وأراء
الخميس 23 مايو 2024 10:53 صباحًا - بتوقيت القدس
عودة «دون كيشوت»
تلخيص
مع غروب شمس كل يوم وشروق شمس يوم آخر جديد، تتناقص المسافة الفاصلة بين الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي لانتخابات الرئاسة دونالد ترمب، والعودة إلى الجلوس في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وفي الوقت ذاته، وبشكل عكسي، يزداد الشاغلُ الحاليُّ للمكتب، الرئيسُ جو بايدن، اقتراباً من باب الخروج يوماً بعد آخر.
في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تصل حروب المُسنَّين إلى خاتمتها، ونأمل بأن «يفضّ عرس أحمد» على خير، ولا يتكرر ما حدث في يناير (كانون الثاني) 2021.
حربان انتخابيتان رئاسيتان مشهورتان قادهما العجوزان ودخلتا التاريخ من أوسع أبوابه. حظيَ المُسِنُ الديمقراطي جو بايدن بالفوز في الأولى، ولم يحظَ باعتراف خصمه بالهزيمة، لكنه استحوذ على الغنيمة كاملة، وأقام في البيت الأبيض أربع سنوات. ومن المرجح أن يحظى المُسِنُ الجمهوري دونالد ترمب بالفوز في الحرب المقبلة، حسب آراء المعلقين، وما يُنشر من نتائج في استبيانات الرأي العام.
المتابعون لماراثون الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في شهر نوفمبر المقبل، يعرفون، بحكم العادة، أن الماراثون في بعض مراحله، خصوصاً القريبة من خط الوصول النهائي، يتحوّل إلى سيرك يمتلئ بالمهرّجين وبالتهريج. وأرجو ألا تثير المفردة (سيرك) غضب أو زعل البعض من القرّاء، كونها تمثل رأياً شخصياً، من السهل جداً التغاضي عنه، وتجاهله. وهو، في الحقيقة، وصف يطاول المواسم والحملات الانتخابية أينما كانت. وفي بلداننا العربية عادة ما تتحول الانتخابات إلى موالد!
وما كنتُ لأعتقد بوجود تشابه بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب من جهة، وشخصية روائية مشهورة تدعى دون كيشوت من جهة أخرى، لولا اطلاعي صدفة على مقالة لكاتب صحافي أميركي، منشورة في صحيفة «ذا نيويورك تايمز» في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، يستعرض فيها عداء الاثنين لطواحين الهواء. الذين أُتيحت لهم فرصة الاطلاع على رواية «دون كيشوت» للكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس، يتذكرون، بلا شك، حربه العبثية التي شنّها ضد طواحين الهواء، على اعتبار أنّه كان يتخيّلها أعداء يتوجب عليه قتلهم. تلك الحرب ضد طواحين الهواء اشتهرت وأضحت مثلاً يُضرب للتعبير عن تضييع الوقت والجهد فيما لا فائدة تُرجى منه.
والذين منّا يتابعون تصريحات المرشح الجمهوري ترمب، ربما يتذكرون موقفه المعادي للتوربينات الهوائية، التي تُستخدَم في توليد الطاقة الكهربائية.
وهنا، ربما يكون من المفيد، التذكير بما يصدر عن السيد ترمب من عجائب وغرائب على شكل تصريحات إعلامية. ولعلنا لا ننسى نصيحته السيئة الصيت للمواطنين باستخدام المبيدات الكيميائية التي تُستخدَم في تنظيف المراحيض في الوقاية من الإصابة بفيروس «كوفيد»! وهذا لا يعني بالضرورة أن تصريحاته أحياناً لا تخلو من حكمة وصواب. وعلى سبيل المثال، يحضرني موقفه المعارض بشدة لاستخدام البطاريات في تشغيل الدبّابات بدلاً عن وقود الديزل. فهو، أي السيد ترمب، سفّه اقتراحات البيئيين بتصميم دبّابات حربية تسير بالبطاريات حفاظاً على نظافة البيئة!
السيد ترمب، في واحد من تجلّياته التي لا تُنسى، طوّح بالمقترح في وجوه أصحابه، معللاً ذلك بكونهم فقدوا عقولهم. ومذكّراً إياهم بحقائق الواقع المُرّة، وهي أن الدبّابات تُصنع لغرض واحد، وهو خوض الحروب والقتل والتدمير، وبالتالي مَن يفكر أو يهتم خلال خوض المعارك إن كان وقود الدبّابات يتسبب في تلوث الهواء؟
موقف السيد ترمب من توربينات الهواء لا يمكن وصفه بالحكمة، ويُضَم بلا تردد إلى القائمة الطويلة من تصريحاته العجائبية الغرائبية. فهو، استناداً إلى كاتب المقالة، يدّعي من دون دليل أو برهان أن مزارع التوربينات التي توضع في البحر تتسبب في قتل الحيتان! وأنّها، عافاكم الله، قد تسبب الإصابة بمرض السرطان. وتكون سبباً في انقطاع التيار الكهربائي. وأنّها تقتل كل أنواع الطيور. وللتأكيد على عدائه الشديد لها، تعهّد أمام أنصاره بأنّه، ومنذ اليوم الأول لتسلُّمه السلطة، سوف يصدر قراراً رئاسياً بوضع حد أمام (زرع) أي توربينات هوائية جديدة.
التشابه بين السيد ترمب ودون كيشوت، لو دققنا جيداً، لربما وُجد في مَناحٍ أخرى. لكن الفرق بين الاثنين هو أن دون كيشوت شخصية روائية هزلية، وأنّها تمكّنت من البقاء على مر العقود، في حين أن دونالد ترمب شخصية حقيقية، تَمكّن من قيادة أكبر دولة في العالم اقتصادياً وعسكرياً، وإذا سارت الرياح حسب مشتهاه، سيحظى بشرف قيادتها ثانية ولمدة أربعة أعوام أخرى. وعلى قادة ورؤساء دول العالم وحكوماته الاستعداد لما سيأتيهم به من مفاجآت.
المتابعون لماراثون الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في شهر نوفمبر المقبل، يعرفون، بحكم العادة، أن الماراثون في بعض مراحله، خصوصاً القريبة من خط الوصول النهائي، يتحوّل إلى سيرك يمتلئ بالمهرّجين وبالتهريج.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
هآرتس: نتنياهو أحبط 3 مرات التوصل لصفقة "الرهائن"
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
عودة «دون كيشوت»