Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 20 مايو 2024 8:48 صباحًا - بتوقيت القدس

خيارات إسرائيل الصعبة بعد رفح

تلخيص

الاستمرار في حرب لا نهاية لها ولا أفق تحولت بفعل الخسائر وتآكل الدعم والخلافات العلنية بين أطراف حكومة نتنياهو إلى خيار لا يدعمه سوى نتنياهو نفسه، ووزيرين يؤمنان بأن مستقبلهما السياسي والأيدولوجي معلق باستمرار هذه الحرب و توسيعها أيضاً، فالحرب التي يقودها نتنياهو بروحٍ انتقامية ستوفر له الوقت الكافي -ربما- لتحقيق إنجاز ما، كاعتقال أو قتل قادة من الصف الأول في حركة حماس أو تحرير محتجزين إسرائيليين، أو -ربما أيضاً- تستسلم المقاومة بسبب الضغط والحصار ونقص المؤن والذخائر، وبالمناسبة، فان نتنياهو يملك كل ما يريد لإطالة أمد هذه الحرب، فهناك التغطية الغربية الاستعمارية، وهناك الذخائر، وهناك اللوبيات الضخمة الجاهزة لتبرير وتبييض وإنقاذ إسرائيل من العقاب أو النقد، إذ تملك هذه اللوبيات ما يكفي من أدوات الاغتيال المعنوي والسياسي والجسدي أيضاً لتكميم الأفواه وإجهاض المواقف.


ولكن الاستمرار في الحرب انتظاراً لحدوث مفاجأة أو معجزة ما خيار عبثي وجنوني أيضاً، فالاستمرار في الحرب يجر معه الفشل والانكشاف والمساءلة وتشقق الحكومة أو تفككها أو قد يقود الاستمرار في الحرب إلى إضراب شامل في الحياة العامة الإسرائيلية يؤدي إلى الدعوة لانتخابات مبكرة.


الاستمرار في الحرب ليس خياراً سهلاً أو مضموناً، فليس هذا ضمانة بأن الحرب ستنهي حركة حماس، وليست هناك ضمانة بأن الاستمرار في الحرب سيضاعف من إنجازاتها، بالعكس من ذلك، إذ كلما طالت هذه الحرب تعقَّد المشهد تماماً، مع الإدارة الأمريكية رغم ضعفها وارتباكها وتناقضها، ومع مصر، رغم رغبة مصر العلنية بعدم التصعيد ومحاولة احتواء الموقف، ومع الاتحاد الأوروبي الذي يسارع بعض أعضائه إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومع الجمهور الاسرائيلي الذي بدأت قطاعات جديدة تقتنع بأن نتنياهو يأخذهم رهائن لرؤيته ولسياسته وأطماعه، والأكثر أهمية فإن هذه الحكومة ذاتها تشهد مواجهات عنيفة وعلنية بين غالانت الذي يعتقد أن ما تم إنجازه في غزة يكفي لإيقاف هذه الحرب، وبين نتنياهو وشركائه الذين يعتقدون أن الحرب لم تنته بعد، وأنها قد تحقق أكثر مما تم تحقيقه.


وبرأيي، فإن نتنياهو -الذي يندفع إلى هذه الحرب لأهداف متعددة، منها شخصية ودينية حقاً- لا يستطيع أن يوقف هذه الحرب إلا بسقوطه المدوي. إيقاف هذه الحرب والدخول في تسوية مع المقاومة أو مع غيرها هو انهيار لكل ما ادعاه نتنياهو وروج له، خصوصاً أن هذا الرجل يريد أن يجعل من حربه هذه إعادة صياغة للتسوية مع الشعب الفلسطيني، فهو يريد القضاء على حركة حماس أمنياً وسياسياً، ويريد أن ينهي حركة فتح، أو تفكيكها تماماً، من خلال محاصرة السلطة الفلسطينية أو إهمالها. ليس هذا فقط، وإنما يريد هذا المتطرف أن يفصل بين قطاع غزة والضفة والقدس المحتلتين فصلاً سياسياً وإدارياً وديموغرافياً. نتنياهو يريد من خلال هذه الحرب أن يسقط حل الدولتين ليطرح حل الدول الفلسطينية المتعددة والجماعات الفلسطينية المتفرقة، وهذا الحل الذي يحلم به نتنياهو لن يتحقق بسبب الرفض الفلسطيني أولاً، وبسبب الشروط العربية التي لن توافق على تمويل أو تغطية هذا الحل الذي لا يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى والاضطراب، ولن يتحقق مثل هذا الحل بسبب الرؤى الغربية الأمريكية والأوروبية، لأن مثل هذا الحل سيجعل هذه الدول تدفع ثمن استمرار الصراع، وربما بطريقة أشد.
كيف يمكن لنتنياهو أن يخرج من هذا المأزق؟! فإما الاستمرار في الحرب ومأزق عدم الرغبة في النزول عن الشجرة ، خصوصاً أن المقاومة أعلنت أنها مستمرة في المواجهة مهما كلف ذلك من ثمن.


أم هل من الممكن أن تفتح الولايات المتحدة بالتعاون مع أصدقائها في المنطقة ممر خروج آمناً لنتنياهو، يجنبه الحرج أو السقوط؟! وهل من الممكن أن تقرر إسرائيل فجأة – بسبب الخسائر والخلافات المتصاعدة في وجهات النظر وضغط الجمهور- إعادة الانتشار في قطاع غزة دون الاتفاق مع أي طرف؟!


وهذا ما فعلته إسرائيل أكثر من مرة، ومن الممكن أن تفعله، وقد تبرر ذلك بالقول إنها أنجزت المهمة بنسبة تسعين بالمئة، وإنها يمكن لها أن تتعايش مع تهديد العشرة بالمئة المتبقية.


الخيار الصعب جداً الذي لم نشر إليه حتى هذه اللحظة هو خيار التسوية السياسية التي تقوم على إقامة دولة فلسطينية حرة وكريمة ضمن ترتيبات إقليمية ودولية، وهذا من أصعب خيارات إسرائيل التي لم تعد ترى في الاعتراف بالشعب الفلسطيني و حقوقه خياراً أبداً.

نتنياهو يريد من خلال هذه الحرب أن يُسقط حل الدولتين ليطرح حل الدول الفلسطينية المتعددة والجماعات الفلسطينية المتفرقة، وهذا الحل الذي يحلم به نتنياهو لن يتحقق بسبب الرفض الفلسطيني أولاً، وبسبب الشروط العربية التي لن توافق على تمويل أو تغطية هذا الحل الذي لا يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى والاضطراب.

دلالات

شارك برأيك

خيارات إسرائيل الصعبة بعد رفح

المزيد في أقلام وأراء

الرسوم الجمركية الأمريكية "من أجل الفنتانيل" تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية

جي وينهوا

الوعد المشؤوم

حديث القدس

بين ابتزاز غزة بالتهجير واجتثاث مخيمات الضفة.. ما العمل؟!

جمال زقوت

الرقص على حافة الجنون

رمزي الغزوي

العناد الفلسطيني ورفض التوطين والتهجير

حمزة البشتاوي

هذه رسالتي لحركة "حماس"

محمد المصري

أزمة النظام السياسي الفلسطيني بين الشرعية الثورية والانتخابية ومعضلة الديمقراطية

مروان إميل طوباسي

أميركا وتداعيات "الدعم غير المشروط"

جيمس زغبي

اعتذار الرئيس الأميركي

حمادة فراعنة

زامير والتهديد بالتغيير

حديث القدس

خطاب فانس في ميونخ.. الضلال والسطحية والتطرف

أحمد رفيق عوض

جمعية فلسطين الدولية.. تفوّق نوعي متعدد الطبقات

حمادة فراعنة

مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية ضد مخطط التهجير

رائد عبد الفتاح مهنا

عن السعدنة وطريق السعادين

مصطفى بشارات

الأنظمة وتهجير غزة.. بين "التنمية بالحماية الشعبية" ومواجهة الصهيوأمريكي

د. عادل سمارة

التحول في الترمبية في المرحلة الثانية

رمزي عودة

نتنياهو وتزييف الحقائق

حديث القدس

الحالة الفلسطينية وغياب العقد الاجتماعي

محسن أبو رمضان

الاقتراح المصري خطة وطنية وخطوة ضرورية

بهاء رحال

في القدس.. حرب على الوعي والمناهج والهوية والذاكرة والتاريخ

راسم عبيدات

أسعار العملات

الثّلاثاء 18 فبراير 2025 9:30 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.57

شراء 3.56

دينار / شيكل

بيع 5.03

شراء 5.02

يورو / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.7

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 661)