أقلام وأراء
الإثنين 20 مايو 2024 8:42 صباحًا - بتوقيت القدس
فصول النكبة تتواصل مع جرائم الحرب والصمود الأسطوري
تلخيص
في الوقت الذي أحيا فيه الشعب الفلسطيني في فلسطين ومخيمات اللجوء والشتات في داخل فلسطين وخارجها، ذكرى النكبة السادسة والسبعين، تواصل إسرائيل ارتكاب نكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون أي اكتراث بالمواثيق والأعراف الدولية، ومسيرات الاحتجاجات والرفض للإبادة الجماعية، وبدعم وغطاء أمريكي بريطاني غربي لكل جرائمها. صورة جديدة للتغريبة الفلسطينية، لا تختلف بالتفاصيل عن نكبة وتغريبة العام 1948، التي ارتكبت فيها إسرائيل أبشع الجرائم، حيث هجر الاحتلال الاسرائيلي في النكبة، نحو 800 ألف فلسطيني، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
أنشئت إسرائيل ككيان استعماري، وبقرار غربي على 78% من مساحة فلسطين، على أنقاض 531 قرية ومدينة فلسطينية. بعد أن سمحت بريطانيا مستخدمة سلطاتها الانتدابية وقوتها العسكرية بمضاعفة عدد اليهود في فلسطين من 55 ألفا عام 1918 (أي في بداية الانتداب)، إلى 646 عشية النكبة عام 1948. ونفذت العصابات الصهيونية، ومن بينها الهاغاناه وليحي وايتسل، أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين راح ضحيتها آلاف الشهداء.
التاريخ يعيد نفسه مع استمرار وجود من يحملون الفكر الصهيوني الإقصائي المتطرف، بكل ما فيه من كراهية وعنصرية ضد الشعب الفسطيني، تتحول إلى سياسات وأفعال إجرامية منها جرائم الإبادة التي نشهدها حاليا، واستمرار الدعم الغربي والصمت العربي على كل جرائم اسرائيل. حرب إسرائيل وحلفاؤها على قطاع غزة، تعيد لذاكرة العالم من جديد النكبة عام 1948، حيث وجدت فيها إسرائيل فرصة لاستكمال مشروعها الإستيطاني، واستكمال عدوانها على الوجود الفلسطيني الديمعرافي والجغرافي، وطمس أي ملامح للهوية الفلسطينية، تماماً كما حصل عام 1948، نكبة قطاع غزة، وتحويل أبناء الشعب الفلسطيني إلى نازحين بين الخيام وتدمير الكنائس والمساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات، والأماكن الأثرية، والمؤسسات والمراكز الثقافية. ولم تتوقف الإبادة الجماعية رغم كل مظاهر الاحتجاجات في العالم، ورغم قرار محكمة العدل الدولية ومطالبة اسرائيل باتخاذ تدابير لمنع الإبادة، عدا الدمار الكلي للبيوت وقصف المنازل وتدميرها على رؤوس ساكنيها، حيث وصل عدد الشهداء حتى الآن إلى أكثر من 40 ألف شهيد (بحساب الأرقام الرسمية لوزارة الصحة وجزء من المفقودين)، أكثر من 70% منهم أطفال ونساء، وبلغ عدد الجرحى أكثر من 80 ألفاً، والعدد آخذ بالارتفاع مع مواصلة إسرائيل عملياتها العسكرية، إضافة إلى رفض إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بما فيها الأغذية والمستلزمات الطبية التي يؤدي نقصها أو غيابها إلى زيادة عدد الضحايا، وتعريض أكثر من 677 ألف شخص لأعلى مستويات الجوع، وفقاً لتقرير مشترك للأمم المتحدة والبنك الدولي.
إن النكبات المتتالية على الشعب الفلسطيني، كشفت ازدواجية المعايير على كافة الأصعدة للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وأسقطت كل شعارات تلك الدول الرنانة والبراقة كذبا، ولم تستطع آلة الإعلام الغربية تمرير كذبها وتضليل الشارع الغربي، أمام الكوارث الإنسانية التي تحصل في قطاع غزة على أيدي عصابات الجيش الإسرائيلي، فشعارات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، لتلك الدول والوعود برفاهية شعوبها لم تعد لها أي مصداقية أمام الرأي العام الغربي، بعد دعم تلك الدول بما أوتيت من قوة عسكرياً ومالياً، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكانت شريكاً بكل جرائم القتل والتهجير التي حصلت، ضاربة كل الوعود بمبادئ حقوق الإنسان بعرض الحائط، في سبيل حماية أمن اسرائيل وبقائها.
الدول الغربية التي اعترفت وباركت قيام ما تسمى دولة إسرائيل، على أنقاض القرى والمدن والمجتمع الفلسطيني، وعلى جثث الفلسطينيين الشهداء المسلوبة أرضهم والمنكل بهم، هي نفسها التي ترفض الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، مع إنكارها حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. تلك الدول التي استنفرت لحماية سيادة أوكرانيا معتبرة أن الحرب الروسية تعدٍّ على سيادتها، واحتلالٌ لدولة ذات سيادة، هي نفسها الدول التي تدعم الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي، بكل جرائم الحرب التي يرتكبها وجرائمه ضد الإنسانية.
ستنتهي الحرب على قطاع غزة، ولكن لن ينسى شعبنا الفلسطيني جرائم الاحتلال في قطاع غزة وفي كل مدن فلسطين، فشعبنا الفلسطيني متمسك بحقوقه، متجذر بأرضه لن يمل ولن يكل من مواجهة الاحتلال ومقاومته بكل السبل المتاحة، حتى الاعتراف الكامل بالسيادة الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. إن هذا التحالف الغربي الإسرائيلي ضد القضية الفلسطينية، يتطلب الترفع عن الخلافات الداخلية ووضع حد للانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية التي من خلالها فقط يمكن مواجهة كل مخططات الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، لوضع حد للنكبات المتتالية على الشعب الفلسطيني. فالمعركة مع الاحتلال الإسرائيلي معركة وجود، ومثلما يحاول الاحتلال الإسرائيلي كسب تعاطف العالم من خلال تذكيره بالهولوكست، فقد آن الأوان لتكثيف النشر والتوثيق عن النكبة وعن كل جوانب المعاناة الفلسطينية المستمرة، لكشف زيف روايات الاحتلال وتاريخه الملفق، وأن الحقيقة الوحيدة هي أن فلسطين أرض فلسطينية، والشعب الفلسطيني صامد عليها إلى الأبد، والانتصار فقط للشعوب وحقوقها، والاستعمار وآلاته العسكرية وحلفاؤه وممارساته بالقتل و الدمار وسرقة ثروات الشعوب وخيراتها وأراضيها زائلون لا محالة.
......................
النكبات المتتالية على الشعب الفلسطيني كشفت ازدواجية المعايير على كافة الأصعدة للدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وأسقطت كل شعارات تلك الدول الرنانة والبراقة كذباً، ولم تستطع آلة الإعلام الغربية تمرير كذبها وتضليل الشارع الغربي، أمام الكوارث الإنسانية التي تحصل في قطاع غزة على أيدي عصابات الجيش الإسرائيلي،،
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
د. رمزي عودة
محمد الطوس "أبو شادي" يبعث من جديد بعد أربعين سنة
وليد الهودلي
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. قفزة نحو المستقبل أم تحدٍّ أخلاقي يلوح في الأفق؟
سارة الشماس
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
الترامبيّة المُتحوّرة!
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
صحة غزة: 20 شهيداً و20 إصابة خلال 24 ساعة الماضية
إصرار ترمب على التهجير.. ما لم يُحققه في ولايته الأولى لن يُحققه في الثانية
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
فصول النكبة تتواصل مع جرائم الحرب والصمود الأسطوري