الاعتقاد بان إسرائيل تستطيع النصر على المقاومة وقتل روح الكبرياء في الشعب الفلسطيني ، هي تصريحات عبثية تسعى فقط من خلالها قيادات الكيان وفي مقدمتها رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو إلى رفع معنويات الشارع الإسرائيلي الذي يتجه بسرعة إلى منحدر خطير إذا لم يتحرك جديا لوقف العدوان على قطاع غزة لان سلبياته على إسرائيل أكثر بكثير من أي محور ايجابي ..
ان شن إسرائيل هجومها وعدوانها على قطاع غزة بدافع الانتقام والتدمير والقضاء على مقومات الحياة الفلسطينية ، رغم الشعارات التي ترددها حول اعادة المحتجزين تحت الضغط والقضاء على حماس ومنع اطلاق الصواريخ ، هي شعارات تنطلق من أوهام النصر التي ربما ستدفع اسرائيل لعدوان إلى ما لا نهاية ، في ضوء التخبط وعدم القدرة على الإطلاق على هزيمة حماس ، وهذا ما ألمح اليه العديد من المحللين السياسيين والعسكريين ، حيث قال احد محللي القناة ١٢ ان الجيش خدع الجمهور عندما اعلن انه قضى على خلايا حماس في الشمال والوسط ، لكن الحقيقة انها جميعها تعمل ونشيطة ، في معظم المناطق وليس في رفح فقط ..
قرر الجيش الليلة الماضية الدفع بلواء اضافي إلى مدينة رفح من اجل توسيع الهجوم البري ، ليشمل احياء إضافية للمنطقة الشرقية ، وذلك بعد عدة ايام من ارسال لواء كوماندوز ، في الوقت الذي يتواصل فيه القتال العنيف والتصدي القوي من قبل حماس في كل المناطق التي يحاول الاحتلال ترسيخ وجوده فيها وخصوصا ، جباليا ورفح ودير البلح ..
يأتي قرار الدفع بلواء جديد لمواصلة العدوان على رفح متزامنا مع تصريحات الوزير بيني غانتس عضو كابينيت الحرب ، الذي اعترف بما لا يدع مجالا للشك ، ان الجيش ومن خلفه الحكومة فشلوا في تحقيق ما يسمى الفوز على حماس ، ليحدد موعد الثامن من حزيران لانهاء الملفات العالقة وهي : القضاء على حماس واعادة المحتجزين ونزع سلاح غزة واقامة ادارة دولية لادارة القطاع ، والأسراع بتطبيع العلاقات مع السعودية ، والأول من ايلول لإنجاز اهداف المعركة في الشمال ، والا فانه سيقدم استقالته من حكومة الطوارئ ..
بعد وزير الجيش يؤاف غالانت الذي ادرك ان جيشه لن يستطيع المضي قدما في الحرب واحتلال الارادة الفلسطينية ، ها هو غانتس يلحق به ليبدأ مسلسل تساقط الوزراء الإسرائيليين مثل أوراق الشجر في الخريف ، ليبقى نتانياهو في الساحة ، حيث اختار السباحة باتجاه التيار المتطرف ، ليستمر بترويج صور النصر الوهمية التي تكذبها المقاومة الفلسطينية التي توجه ضربات كبيرة للجيش ، بشكل يومي وتلحق به خسائر جسيمة ، وتثبت ان كل الروايات الاسرائيلية زائفة ،وسيصحو الجمهور الاسرائيلي متأخرا على قرارات وأفعال حكومته السيئة وآنذاك يمكن القول ان القطار قد فاته ..
شارك برأيك
إسرائيل تصارع اوهام النصر