أقلام وأراء
الإثنين 04 مارس 2024 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس
جرائم الإبادة .. مجزرة دوار النابلسي نموذجا
لم يترك المجرم الإسرائيلي الإرهابي شكلا من جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب المنصوص عليها بإتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية، ونظام المحكمة الجنائية الدولية، إلا ونفذها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم الارض الفلسطينية المحتلة، عبر سياسة ممنهجة، وعن سابق إصرار كشفت عن طبيعة تكوينه كيانا ومجتمعا دمويا إرهابيا توسعيا.
جريمة المستعمر الإسرائيلي الإرهابي شمال قطاع غزة على دوار النابلسي التي اوقعت مئات المدنيين الفلسطينيين ما بين شهيد ومصاب، تهدف إلى قتل أكبر عدد من الفلسطينيين سواء عبر القصف وإطلاق النيران او عبر التجويع والتعطيش والحرمان من مقومات الحياة الأساسية تمهيدا لطردهم خارج وطنهم، في خطة تهجير قسري ممنهجة ليست الأولى، لن تكون الأخيرة، طالما ان هذا الكيان الإستعماري الإحلالي المصطنع يحظى بدعم وإنحياز أمريكي واوربي يمكنه المضي بعدوانه الذي يصنف وفق القانون الدولي كجرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي، دون خوف من المساءلة والعقاب والتنديد والشجب.
وما الفيتو الأمريكي الذي حال دون إصدار قرار عن مجلس الأمن بوقف العدوان والمجازر الإسرائيلية، ووقف إصدار بيان عن مجلس الأمن يحمل إسرائيل المسؤولية عن جريمة دوار النابلسي، خلافا لميثاق الأمم المتحدة، ولمسؤوليات اميركا كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن، إلا الدليل. وطالما ان المجتمع الدولي يكتفي بإصدار البيانات والتصريحات، دون أن ترافقها اي خطوات إجرائية عملية ضاغطة على أمريكا لوقف دعمها وإنحيازها، بل وقيادتها الفعلية لحرب التطهير العرقي وحرب الإبادة التي لم يسجل التاريخ مثيلا لها منذ قرون.
جريمة دوار النابلسي ليست بحاجة إلى تشكيل لجان تحقيق او إثبات، فالشواهد ماثلة أمام اعين العالم وبإعتراف إسرائيلي، للعوامل التالية: أولا: الحصار المفروض على قطاع غزة منذ خمسة شهور، وما يشمله من منع الحصول على الغذاء والطعام والمياه والكهرباء والطاقة، وتدمير للمشافي والمراكز الصحية ومستودعات الدواء وغيرها. وما منع سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي إدخال الشاحنات المحملة بالمساعدات الأساسية والإنسانية عبر معبر رفح، ورفضها تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية، إلا شاهد على التخطيط المسبق لإيصال المواطنين الفلسطينيين لهذا الحال.
ثانيا: القصف العشوائي الممنهج للاعيان المدنية وللمنارل والعمارات والبنى التحتية في قطاع غزة، وإيقاع آلاف الشهداء والمصابين والجرحى، يعتبر الوسيلة الأكثر فتكا وتهديدا وإرهابا لدفع الغزيين قسرا لمغادرة أماكن سكناهم متجهين لجنوب القطاع طلبا للأمن والحياة والغذاء.
ثالثا: منع الاونروا والمؤسسات الدولية كبرنامج الغذاء العالمي من تقديم خدماتها في بيئة آمنة، وعبر آلية منظمة ومنتظمة من حيث المكان والتنظيم، أدى إلى التجمهر حول شاحنات المساعدات الإنسانية طلبا للحصول على المساعدات والطحين على راسها.
بناء على ما تقدم فجميع العوامل، ومهما كانت مزاعم الاحتلال الإسرائيلي وادعاءاته بأن "المدنيين شكلوا خطرا على قواته" لا يمكن قبولها كتبرير لجريمته بقصف المدنيين، وإطلاق نيران القناصة والدبابات عليهم، حيث كان بالإمكان لو كانت مزاعمه حقيقية، ان يلجأ لإستخدام الغازات المسيلة للدموع في منطقة دوار النابلسي، ولكن اداعاءاته تخلوا من أي منطق. كما أن زعمه بان اقل من عشرة أشخاص قتلوا برصاص قواته، يثبت ارتكابه هذه الجريمة.
وكذلك زعمه بأن باقي اعداد الشهداء والمصابين وقعت نتيجة للتدافع الناجم عن إطلاق النيران، يمثل دليلا اخر على مسؤوليته الكاملة عن هذه الجريمة، ما يفرض قيام المجتمع الدولي بواجباته، تجاه فرض إحترام ميثاق الأمم المتحدة وتنفيذ القرارات الدولية بإنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعدم تمكين الكيان الإستعماري الإحلالي الإرهابي الإسرائيلي ان يفلت من المسؤولية والعقاب، وإتخاذ الإجراءات الضاغطة بحقه ومن يدعمه، من عزل ومقاطعة على كافة الصعد، السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والإعلامية إقليميا ودوليا.
لقد آن الآوان لتشكيل جبهة دولية عريضة، تكفل تنفيذ القرارت الدولية دون إزدواجية في المعايير، عبر تعديل ميثاق الأمم المتحدة، وإلغاء حق الفيتو الظالم الذي يرسخ تقويض الأمن والسلم الدوليين، وفرض العقوبات الرادعة بحق الكيان الإستعماري الإسرائيلي، الذي يتبجح بتحديه للأمم المتحدة وميثاقها.
دون ذلك سيبقى الكيان الإستعماري المارق نموذجا لما سيحيق بالعالم من تجسيد لشريعة الغاب، فحماية الشعب الفلسطيني وحريته وإستقلاله باتت العنوان والبوصلة للعدالة وكفالة تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولكافة الشعوب.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
جرائم الإبادة .. مجزرة دوار النابلسي نموذجا