بعد وضع اطار صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في باريس ونقاش التفاصيل الفنية في الدوحة فان القاهرة قد تعلن خلال هذا الأسبوع الذي وصفته وسائل إعلام دولية وعربية واسرائيلية بالدراماتيكي ، عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار لمدة ستة اسابيع والبدء بصفقة التبادل وذلك قبل حلول شهر رمضان المبارك .
منذ ساعات صباح امس تم التفاعل بشكل كبير مع الاخبار التي أفادت ان وفدا اسرائيليا ووفدا من حماس سيصلان إلى القاهرة حتى موعد اقصاه اليوم الاحد لمواصلة نقاش القضايا الفنية العالقة في صفقة التبادل بطريقة غير مباشرة ، ورغم نفي إسرائيل واشتراطها كشف المقاومة عن اسماء المحتجزين الذين ظلوا على قيد الحياة حتى تستأنف مشاركتها في المفاوضات ، إلا ان كل الدلائل تشير ان صفقة التبادل قادمة في مرحلتها الاولى لا محالة ، خصوصا بعد التصريحات التي بثتها وكالة أسوشيتدبرس نقلا عن مسؤول أميركي بان إسرائيل وافقت بشكل مبدئي على وقف اطلاق النار في غزة وان الكرة في ملعب حماس للرد والتوصل إلى هدنة .
مصادر اسرائيلية كشفت النقاب الليلة الماضية عن تواجد القيادي في حماس خليل الحية في القاهرة لتسليم مصر ردود المقاومة حول الصفقة المرتقبة وهذا يشير إلى ان القاهرة قد تستلم من حماس قائمة المحتجزين لتعطي الضوء الاخضر لإسرائيل للتحرك نحو القاهرة لانجاز الاتفاق ، اضافة لمطالبة حماس لإسرائيل بالكشف عن مصير وأسماء كافة الاسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم بعد السابع من اكتوبر ..
ما يثير القلق من امكانية عدم الوصول إلى صفقة ان كل ما ينشر هو مجرد خطابات وتصريحات إعلامية لا تعطي اجابات واضحة ، والحقيقة كاملة هي من خصوصية المفاوضين والوسطاء ، لكن هذا القلق يبدو انه سيتبدد في ضوء التقدم السريع لانجاز بعض ملفات الصفقة والاتفاق على الخطوط العريضة.
السباق مع الزمن مهم في هذه المرحلة في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق نار إذا لم تحدث مفاجآت في اللحظات الأخيرة لانه سيمنح غزة بصيصا من الامل لايقاف العدوان الإسرائيلي لأربعين يوما وبالتالي سيسمح بعودة عدد كبير من النازحين إلى الجنوب لبيوتهم وأحيائهم المدمرة في الشمال ، كما انه سيمنح غزة قدرا اكبر من المساعدات بشكل منظم وهذا جزء حيوي لوقف حرب الابادة والمجاعة التي نتمنى ان تنتهي بلا رجعة ..
نأمل ان تخرج الصفقة إلى النور وان لا تضع اسرائيل عراقيلها وشروطها مرة اخرى حتى يعانق ايضا عدد من الاسرى الفلسطينيين ذويهم خلال الشهر الفضيل الذي قد يرسم فرحة مؤقتة على وجوه ابناء شعبنا في القطاع بانتظار الفرحة الكاملة بنهاية العدوان واندحاره لتعود غزة للعيش بحرية وكرامة صوب مشروع اعمار واحياء طويل وبعيد المدى .
شارك برأيك
سباق مع الزمن