يبدأ وزير الدفاع الأميركي لويد  أوستن بزيارة إسرائيل ودولتين في الخليج العربي هذا الأسبوع، حيث يضغط مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على إسرائيل "لإنهاء حملتها البرية والجوية واسعة النطاق في قطاع غزة في غضون أسابيع والانتقال إلى مرحلة أكثر تركيزًا في حربها ضد حماس" بحسب تصريحات المسؤولين الأميركيين.

وبالتزامن مع بدء الزيارة، صرح كل من وزير خارجية بريطانيا، ديفيد كاميرون، ووزيرة خارجية ألمانيا، آنالينا بيربووك في مقال رأي مشترك في صحيفة صنداي تايمز (الأحد) يطالبن فيه بتفعيل وقف إطلاق نار مستدام في غزة ، ما يدل على عزلة إدارة الرئيس الأميركي بايدن في موقفها المتفاني في تأييد حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة.

وسيجتمع أوستن مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لمناقشة تفاصيل "متى وكيف ستنفذ القوات الإسرائيلية مرحلة جديدة يتصور المسؤولون الأميركيون أنها ستشمل مجموعات أصغر من قوات النخبة التي ستتحرك داخل وخارج البلاد، فيما قال مسؤولون أميركيون إن "الولايات المتحدة ستنفذ مهمات أكثر دقة تعتمد على معلومات استخباراتية للعثور على قادة حماس وقتلهم وإنقاذ الرهائن وتدمير الأنفاق" بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وبحسب الصحيفة "قال مسؤول كبير في البنتاغون إنه بينما من المتوقع أن يعبر الوزير عن دعمه للحملة الإسرائيلية لتدمير قدرة حماس على شن عمليات عسكرية، فإنه سيعزز أيضًا أهمية أخذ سلامة المدنيين في الاعتبار أثناء العمليات والحاجة الماسة لزيادة توصيل المساعدات الإنسانية" .

وباعتباره رئيسًا سابقًا للقيادة المركزية للبنتاغون، فإن أوستن على دراية تامة بالدروس القاسية التي تعلمتها القوات المسلحة الأميركية في العقدين الماضيين أثناء انتقالها من الحروب البرية الكبرى في العراق وأفغانستان، إلى عمليات أكثر استهدافًا. وقال مسؤول البنتاغون، شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة نيويورك تايمز، لمناقشة التقييمات الداخلية، ,إنه يريد مشاركة تلك الدروس مع المسؤولين الإسرائيليين".

وفي علامة على مدى حرج هذه اللحظة من الحرب، سينضم الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إلى  أوستن في إسرائيل.

وبعد عشرة أسابيع من هجوم حركة حماس الأولي (7 تشرين الأول) على إسرائيل، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى ما يقرب من 20 ألف شخص معظمه من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين، فيما حذرت جماعات حقوق الإنسان الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية هناك. وكان الخطر الذي يواجهه الأشخاص المختطفون من قبل حماس وغيرها من الجماعات المسلحة - ويعتقد أن هناك ما لا يقل عن 100 فرد ما زالوا محتجزين - واضحا يوم الجمعة، عندما قتلت القوات الإسرائيلية عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن إسرائيليين.

وتعتبر زيارة  أوستن، وهي الثانية له إلى إسرائيل منذ 7 تشرين الأول ، كجزء من ضغط كامل من قبل الإدارة الأميركية لحث إسرائيل على إنهاء الجزء عالي الكثافة من الحرب. والتقى جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، بالقادة الإسرائيليين يوم الخميس حول اتجاه الصراع. ولم يحدد سوليفان جدولا زمنيا، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن بايدن يريد أن تتحول إسرائيل إلى تكتيكات أكثر دقة في غضون ثلاثة أسابيع تقريبا.

وسيسافر الوزير أوستن أيضًا إلى البحرين، قاعدة الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، لمناقشة حرية الملاحة والأمن البحري في المنطقة. وتجري الولايات المتحدة مناقشات مع حلفاءها لتوسيع قوة عمل بحرية لحراسة السفن التي تمر عبر البحر الأحمر بعد عدة هجمات أخيرة شنها المتمردون الحوثيون على السفن التجارية فيما يبدو أنه امتداد متصاعد للحرب الإسرائيلية مع حماس الى القوات الوكيلة التي ترعاها إيران. 

ومن ثم سيزور السيد أوستن قطر، حيث يدير البنتاغون مركز قيادة رئيسي في قاعدة العديد الجوية. وسيجتمع أوستن مع كبار المسؤولين القطريين الذين لعبوا دورًا مهمًا في تسهيل إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزهم مقاتلو حماس يوم 7 تشرين الأول .