فلسطين

الأربعاء 25 أكتوبر 2023 3:01 مساءً - بتوقيت القدس

أزمة خبز في قطاع غزة.. ومخزون الغذاء على وشك النفاد

غزة - (شينخوا)

مع بداية بزوغ الشمس يوميا، يسارع الفلسطيني أحمد نصار من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة مع خمسة من أشقائه مشيا على الأقدام للوصول إلى أقرب مخبز لهم والاصطفاف في طابور طويل للحصول على القليل من الخبز لعائلتهم النازحة.


وبعد ساعات طويلة من الانتظار التي غالبا ما تتخللها شجارات بين المواطنين خشية أخذ دور الآخر، يشتكي نصار (33 عاما)، وهو أب لأربعة أبناء، من أنه بالكاد يستطيع شراء 4 كيلوجرامات من الخبز، وفي بعض الأحيان قد يعود إلى منزله المكدس بالنازحين "صفر اليدين دون شيء".


ويقول نصار لوكالة أنباء ((شينخوا)) بعدما اقترب دوره للحصول على الخبز إن "الأمر الأكثر سوءا من الانتظار بمثل هذا الطابور هو سماع دوي الانفجارات المتتالية التي تنتج عن استهداف منازل المدنيين خاصة عندما تكون قريبة من المخبز الذي نقف أمامه".


ويضيف أن "إسرائيل لا تفرق بين مدني وعسكري وإذا أرادت استهداف شخص ما لن يهمها إن كان بيننا أو لا، فهي لا محالة سوف تستهدفنا جميعا".


وتابع "أنا لا أريد أن أموت وأترك أطفالي يعانون من بعدي فأنا المعيل الوحيد لهم في هذه الحياة المأساوية التي غالبا ما تضعنا في اختبارات صعبة ومميتة".


وعادة ما تستهلك عائلة نصار المكونة من ستة أفراد أربعة كيلوجرامات من الخبز يوميا، ولكن بسبب الظروف الصعبة التي يمرون بها قررت زوجته تقديم وجبة واحدة لأطفالها والقليل من الخبز لمرة واحدة بدلا من ثلاث مرات.


وتقول زوجته "نحن نازحون ولا نعيش في منزلنا الخاص .. كل شيء تغير وطوال الوقت نعيش تحت أصوات القصف والانفجارات، لا يوجد لدي مطبخ للطهي ولا حتى الأدوات اللازمة لذلك.. إننا حقا نموت بالبطيء".


ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للأربعيني نضال الأشقر الذي اعتاد الوقوف في طوابير الخبز الطويلة لأكثر من عشرة أيام عقب نزوحه من مدينة غزة إلى رفح جنوب القطاع هربا من الغارات الإسرائيلية.


ويقول الأشقر، وهو أب لستة أطفال، لوكالة ((شينخوا)) "لقد مللت الانتظار طويلا دون الحصول على الكمية الكافية لأطفالي، لذلك قررت زوجتي أن تصنع الخبز في المنزل".


ومع ذلك، لا يمتلك الأشقر كمية كافية من غاز الطهي وهو ما دفع زوجته وفاء إلى استخدام الحطب لإشعال النار لطهي الطعام وإعداد الخبز لعائلتها "المشردة"، على حد تعبيرها.


وأعرب الزوجان عن مخاوفهما من احتمالية استهداف المنزل الذي يعيشون فيه حاليا من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية خاصة مع تصاعد الدخان من النيران.


وتقول وفاء "في الغالب، أشعر أن طائرة مقاتلة إسرائيلية قد تهاجم منزلنا بسبب الدخان المتصاعد من الحطب".


ومضت قائلة "نحن نعيش في صراع غير مسبوق وإسرائيل لا تفصل بين المدنيين والمسلحين"، مشيرة إلى أنه "حتى لو نجونا من الهجمات الإسرائيلية، فلن يكون لدي ما يكفي من المال لشراء المزيد من الطحين إذا نفد".


وبالإضافة إلى عائلتي نصار والأشقر، هناك أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يعانون من تبعات الحصار الإسرائيلي المشدد الذي فرض قبل أسابيع على الجيب الساحلي كعقاب جماعي للسكان المحليين الذين يعانون أصلا من الفقر والعوز ونقص المواد الغذائية منذ أكثر من 17 عاما.


وتشن إسرائيل حربا واسعة النطاق على قطاع غزة منذ 19 يوما على التوالي، وذلك بعدما نفذت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما عسكريا على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.


وبحسب مسؤولين أمميين وفلسطينيين، أدى تشديد الحصار الإسرائيلي والحرب العسكرية إلى شح كبير في البضائع مع اقتراب الأسبوع الثالث من الحرب من نهايته، دون أي مؤشرات على التوصل إلى اتفاق هدنة.


ودفع ذلك شادي صالحة، وهو محام من سكان مدينة رفح، للتعبير عن مخاوفه من تداعيات الواقع الحالي قائلا "يبدو أن إسرائيل تتبع سياسة جديدة في قتلنا بغزة من خلال ارتكاب مجازر جماعية عبر طائراتها الحربية أو قتلنا بشكل جماعي عبر فرض مجاعة علينا".


ويضيف "انهم (الإسرائيليون) يستهدفون المخابز المنتشرة في القطاع (...) هل يمكنها أن تعطينا مبررا منطقيا لذلك؟"، مشددا على ضرورة حماية المدنيين من "الجنون الإسرائيلي" الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني بغزة.


وإلى جانب توفير الغذاء والاحتياجات الاساسية، يريد صالحة "توفير مناطق آمنة بضمانات دولية تمنع الاحتلال من استهداف هذه المناطق، في ظل استهدافه المتعمد للتجمعات المدنية".


وبعد مفاوضات مكثفة ومعقدة، سمحت إسرائيل بدخول نحو 40 شاحنة على دفعات متتالية محملة بالمساعدات الانسانية، من بينها أدوية وغذاء، إلى قطاع غزة دون إدخال الوقود.


وأكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين أن "هناك حاجة ملحة للغذاء لأن الظروف داخل غزة كارثية حقا (...) ان هذه المساعدات هي مهمة للسكان بغزة ولكن يجب علينا أيضا أن نوفر وصولا مستمرا وآمنا للعاملين في المجال الإنساني والمدنيين داخل غزة حتى نتمكن من إيصال هذا الغذاء إلى الأشخاص المحتاجين".


وقال رئيس المكتب الحكومي الذي تديره حركة حماس سلامة معروف إن "هناك بضائع نفدت تماما من الأسواق ونقاط التوزيع والبيع، إضافة إلى وجود بضائع أخرى متبقية بكميات شحيحة للغاية، الأمر الذي من شأنه أن يضع القطاع في حالة ركود" ، محذرا من أن "الأمن الغذائي للسكان في خطر".


وأضاف معروف أن "ما سمح بدخوله إلى غزة عبر معبر رفح لم يشمل الاحتياجات الغذائية الأساسية أو حتى الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات، في ظل اقتراب الوقود الموجود من النفاد، مما ينذر بخروج المستشفيات عن الخدمة وتهديد حياة المرضى".


وبحسب معروف، فإن نحو 1.4 مليون شخص نزحوا من منازلهم (التي دمر غالبيتها) لتفادي الهجمات "الهمجية التي تشنها إسرائيل على السكان المدنيين".


من جهتها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن نحو 406 آلاف نازح يقيمون في 91 منشأة تابعة للمنظمة الدولية في المناطق الوسطى وخان يونس ورفح، فيما صممت ملاجئ الوكالة لاستضافة ما بين 1500 و2000 نازح في كل مأوى.


وتقول القائمة بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا إيناس حمدان لـ ((شينخوا)) إن "الوضع في قطاع غزة كارثي للغاية في ظل الغارات الإسرائيلية المستمرة، بالإضافة إلى نقص الكهرباء وعدم توفر المياه إلا بكميات قليلة جدا".


وتضيف "نحن نعمل كل ما بوسعنا لتوفير مستلزمات النازحين داخل المدارس والمقرات التابعة للوكالة".


ومع ذلك، تواجه المنظمة التابعة للأمم المتحدة انتقادات شعبية ورسمية من جهات حكومية في غزة، وفصائل فلسطينية، وحتى منظمات حقوقية، على خلفية الفشل في توفير احتياجات النازحين في مختلف مناطق القطاع. 

دلالات

شارك برأيك

أزمة خبز في قطاع غزة.. ومخزون الغذاء على وشك النفاد

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 206)

القدس حالة الطقس