أقلام وأراء
الإثنين 18 سبتمبر 2023 9:09 صباحًا - بتوقيت القدس
41 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا : جرح لا ينسى وجريمةٌ لا تغتفر
السادس عشر أيلول 41 عاما تكون قد مضت على مجزرة صبرا وشاتيلا ، ما زالت محفورة في الذاكرة تمزق وقائعها التي عشت دقائقها نياط القلب ما زالت مقدماتها حاضرة ايما يممت، دبابات العدو الاسرائيلي وطائراته قذائفه وصواريخه التي تعطر كالمطر تحول الواح الصفيح الى شظايا تمزق الاجساد الغضة ، قذائف الانارة وازيز الطائرات وهدير الدبابات وكواتم الصوت وبلطات المجرمين سكاكينهم و سواطيرهم المشحوذة تجز الرقاب وتبقر البطون ، زجاجات الخمر المتناثرة على طاولات القتلة الجنازير والحبال الملتفة على رقاب واجساد الشهداء ،، ما تبقى من صرخات الاطفال وانين الجرحى الواقفون على حافة الموت ، رؤس الاطفال واطرافهم المقطوعة تسبح في بركة دماء ، الفتيات بعمر الورود المذبوحات بوحشية وسادية العصر وأكوام الشهداء الذين قضوا ، وبضعة شبان أبطال استبسلوا حتى لا تكون المجزرة أفضع وأوسع ، مشاهد ما زالت تسكن في اعماق الذاكرة وتحتل سويداء القلب ، في هذه الذكرى الأليمة لا يصلح الا قول "لن ننسى ولن نغفر" ... فهناك كنت شاباً في ازقة ذاك المخيم ، وهناك أيضاً رحل احبة واصدقاء شجعان لا ننسى مآثرهم .
لن أنسى تلك اللحظات المحفورة في ذاكرتي ما حييت انها ثلاث أيام بلياليها قاسية صعبة ومرة، فيها شربت الارض الدماء حتى ارتوت ولا ابالغ بالقول ان الدماء غدت بركة تعوم فيها اطراف الاطفال الغصة في احد المنازل ،، الدم اختلط بالماء اعضاء الاجساد البشرية اختلط ببعضها البعض ، السادس عشر من ايلول قبل 41 عاماً ومع ساعات غروب يوم خميس وعلى امتداد ثلاثة أيام طوال وطوال جداً ، وقعت مذبحة العصر -مجزرة صبرا وشاتيلا- مقدماتها مؤلمة ووقائعها اكثر ايلاماً أما احداثها الدامية فما مازلت منقوشة على جدار القلب لا تمحى ، تسكن ثنايا الضلوع محفورة في ملفات الذاكرة تستحضر الدمع المتحجر في المُقل كما تستحضر لحظات الغضب المتطاير كاللهب ، يومها قبل واحد واربعين عاماً كانت دبابات العدو الاسرائيلي التي اقتحمت بيروت بعد رحيل الثورة الفلسطينية ،، تصب حمم قذائف مدافعها وصواريخها على بيوت المخيمين المتهالكة ، القناصون الصهاينة متمركزون على اسطح العمارات العالية في دوار السفارة الكويتية، ابطال القوات المشتركة الذين عزموا على البقاء في بيروت يقاومون التقدم الذي بدأه جيش الاحتلال الغازي في ساعات المجزرة الاولى يحصد الرؤوس دون ضجيج او صخب وبلطات المجرمين سواطيرهم وخناجرهم تبقر البطون تحت وابل من قذائف الانارة التي غطى بها جيش الاحتلال سماء المخيمين، زجاجات الخمر تتناثر على طاولات القتلة قرب ملجأ ال مقداد في منطقة الحرش ،، الجنازير والحبال التي التفت على عجل حول مجموعات من الناس الذين اطلق الرصاص على رؤوسهم دون رحمة ،وجثث الشهداء تختلط مع إطارات السيارات على مدخل المخيم قرب حاجز اجنادين، وصرخات من تبقى من الاطفال وانين الجرحى الواقفون على حافة الموت قبل ان تحلق ارواحهم لتصل عنان السماء.
رؤوس الاطفال واطرافهم المقطوعة وملقاة في برك من الدم خلف دكان الدوخي ، والفتيات بعمر الورود المقتولات بوحشية وسادية العصر، وأكوام من الشهداء قضوا برصاص القتلة يتم نقلهم وتجميعهم في خنادق طويلة بطول الألم وعميقة بعمق الجرح والالم ، وتراب ينهال على عجل لطمس معالم الجريمة في مقبرة جماعية ضمن ما يزيد عن ٣٥٠٠ شهيد ، في خضم هذه الاثناء الملتهبة بضعة من الشباب الذين لم تتجاوز اعمارهم العشرينات واعدادهم العشرات قاتلوا من زقاق لزقاق استبسلوا حتى نفذ الرصاص قاتلوا بشجاعة الرجال حتى لا تكون المجزرة أفضع وأوسع واطول ، كلها مشاهد ما زالت حاضرة تسكن اعماق الذاكرة لن تمسحها السنين الطوال ، فكيف يمكن للمرء ان ينسى لحظات موته المؤكد ونجاته بالصدفة في آن.
لمثل الذكرى لا يمكن النسيان ولهذه المجرة لا يمكن الغفران ... فهناك هناك كنت شاباً وهناك بين الازقة رحل احبة واصدقاء شجعان وتراب شاتيلا يحتضن العديد منهم . لن أنسى تلك اللحظات ما حبيت انها ثلاث أيام قاسية وصعبة ومُرةٌ أيضاً، فيها شربت الارض الدماء حتى ارتوت .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .
مروان أميل طوباسي
الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟
د. فوزي علي السمهوري
أهوال جحيم الإبادة
بهاء رحال
صوت الكفاح الفلسطيني العاقل
حمادة فراعنة
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
قد تتوقف الإبادة ولكن !
بهاء رحال
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة
دلال صائب عريقات
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
مقتل 4 جنود إسرائيليين جراء تفجير لغم شمال قطاع غزة
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
شهيدان وعدة إصابات في قصف للاحتلال على مخيم جنين
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
الأكثر قراءة
أوسلو تستضيف اجتماعا دوليا لدعم حل الدولتين
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. اتفاق يلوح في الأفق وهذه تفاصيله!
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
أسعار العملات
الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.12
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 415)
شارك برأيك
41 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا : جرح لا ينسى وجريمةٌ لا تغتفر