أقلام وأراء
الإثنين 13 يناير 2025 10:11 صباحًا - بتوقيت القدس
قد تتوقف الإبادة ولكن !
ربما تتوقف الحرب! ربما يتوصل الطرفان إلى اتفاق في قادم الأيام، وربما تفضي المباحثات الجارية إلى نتائج يتفق عليها الطرفان، ولكن من يعيد خارطة الأمكنة لما كانت عليه؛ الشوارع والأحياء والتجمعات؛ ومن يعيد البيوت التي تهدمت؛ ويعيد بناء كل ما خلفته حرب الإبادة؛ وكيف سيكون حال غزة في اليوم التالي لهذه الإبادة؟ ومن يعيد الشهداء من الأبناء إلى أمهاتهم والأزواج لزوجاتهم، ومن يطبب الجراح ويصل المبتورة أعضاؤهم وأحلامهم، ومن أثقلتهم هذه الأيام بالجراح والنزيف الذاتي؛ وكيف سيكون وقت غزة في اليوم التالي لهذه الإبادة؟ مثل مدينة ثكلى أثخنتها الجراح لكنها تحيا، فالمدن لا تموت. أو مثل مدينة حرقتها نيران الحرب والقنابل، وحولتها إلى جحيم، لكنها تجرب النجاة، فالمدن لا تفنى.
هو حال غزة اليوم بعد أن مضت على حرب الإبادة 465 يومًا، لم يسلم فيها شيء من شجر وحجر وبشر، وقد تحولت إلى أرض محروقة غير قابلة للحياة، وفاقدة لأهلية العيش الآدمي، فهل الهدنة أو الصفقة القادمة قادرة على إنقاذ عزة من جحيم ما تعيشه؟ الناس بلا سكن ولا مأوى لهم غير العراء، وهم يعيشون في خيام لا تقي من البرد والمطر، وبلا دواء أو علاج بعد تدمير مستشفيات القطاع، وخروج الكثير منها عن الخدمة بشكل كامل، والنقص الكبير في الغذاء، وخراب البنية التحتية وسيول المياه العادمة، وآلاف الأطنان من القمامة والمخلفات الأخرى التي تنشر الأمراض، وتفتك بالبشر.
هو حال غزة اليوم، بعد أن سقطت عليها آلاف الأطنان من المتفجرات والبارود، وبعض أن قضمت الحرب كل أسباب الحياة فيها، فدمرت الجامعات والمدارس والمعاهد، ودمرت المستشفيات الرئيسية والمراكز الصحية والطبية، وأبيدت عائلات بالكامل وتم شطبها من السجلات، وغابت ملامح وجغرافيا الأحياء السكنية في المدن والمخيمات، واندثرت تحت ركام القصف الأماكن التراثية ودور العبادة، وهي اليوم بلا وزارات ولا مؤسسات ولا هيئات، وبلا مصانع وشركات، ومن دون خطوط مياه وكهرباء، وهي بهذا الواقع البائس وما خلفته حرب الإبادة عليها حتى اليوم.
صحيح أن وقف حرب الإبادة هو الأهم، وهو ما يحتاجه الناس في غزة، وهو ما يتطلعون إليه كل الوقت، ولكن بذات القدر فإنهم يحتاجون إلى الكثير في اليوم التالي، وسط ما يعيشونه من خراب ودمار، الأمر الذي يوجب تنسيقًا دوليًا وإقليميًا وعربيًا، كما يستدعي دورًا فلسطينيًا فاعلًا في إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية، على أرضية واضحة ومعلنة وغير قابلة للتأويل والمماطلة، مرجعيتها الوحيدة هي منظمة التحرير الفلسطينية، وما دون ذلك سنبقى ندور في فلك الانقسام الذي لن يعود بالنفع على أحد، بل يضر بمستقبل القضية الفلسطينية والتي تعصف بها جملة من التحديات والتهديدات.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة
دلال صائب عريقات
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
عبدالله جناحي
جابوتنسكي ونظرية الأمن الإسرائيلي
أسماء ناصر أبو عيّاش
هل كانت لداود مملكة في هذه البلاد؟!
تيسير خالد
منطق استعماري قديم
حمادة فراعنة
الأسرى يتعرضون للتنكيل والتعذيب الدائمَين
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
أبو ردينة: القيادة سعت منذ اليوم الأول لبدء العدوان على قطاع غزة
كاتس: لن تتحمل أي جهة عربية المسؤولية بغزة طالما لم نهزم حماس
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
مقتل 4 جنود إسرائيليين جراء تفجير لغم شمال قطاع غزة
الأكثر قراءة
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
"الاتصالات" تحذّر من توقف تدريجي للخدمة في غزة بسبب نفاذ الوقود
الجيش الإسرائيلي: امرأة وابنها قتلا في "غلاف غزة" في 7 أكتوبر بنيران قواتنا
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
مجلس النواب الأميركي يصوّت بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 408)
شارك برأيك
قد تتوقف الإبادة ولكن !