فلسطين

الجمعة 15 سبتمبر 2023 8:43 مساءً - بتوقيت القدس

جهود حثيثة لإدارة النفايات الصلبة لخدمة الواقع البيئي والصحي

نابلس ـ"القدس" دوت كوم- وفاء أبو ترابي

تمثل معالجة النفايات الصلبة تحدياً بارزاً في الأراضي الفلسطينية، فقد أدى التوسع العمراني والنمو السكاني إلى زيادة كميات النفايات، حيث تُنتج القطاعات المحلية المختلفة مئات آلاف الأطنان سنوياً.


وباتت معظم التجمعات السكانية في المدن والقرى الفلسطينية تعاني من تكدس النفايات في مكبات عشوائية، فيما يتم التخلص منها بطرق غير سليمة، وذلك إما بالحرق، أو الطمر في مدافن عشوائية، ما يجعلها بيئة خصبة لانتشار الملوثات ونواقل الأمراض كالقوارض والحشرات.


ومن أجل مواجهة هذه المخاطر التي تهدد البيئة وتكاد تفتك بالإنسان الفلسطيني والقطاعات المنزلية والاقتصادية المتعددة، تجهد المؤسسات الرسمية لحل هذه المعضلة من خلال الإدارة الفاعلة لقطاع النفايات الصلبة، حيث أنشأت المكبات الصحية لجمع النفايات في مناطق متعددة بين محافظات الوطن.


وبهدف تحسين الظروف البيئية والصحية ورفع الكفاءة في تقديم خدمة إدارة النفايات الصلبة، قادت وزارة الحكم المحلي الفلسطينية عام 2007 جهودا أفضت الى تشكيل (15) مجلساً للخدمات المشتركة لإدارة النفايات الصلبة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.


ففي محافظة نابلس، يسعى مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة إلى وضع خطة استراتيجية تهدف إلى الحد من هذه المكرهة البيئية الناجمة عن انتشار النفايات الصلبة، حيث قام بإنشاء محطات تجميع خاضعة للشروط والمواصفات الصحية، وتقوم بفرز وفصل ما يتم جمعه من النفايات داخل المدينة أو من القرى والبلدات المحيطة، وذلك تمهيداً لنقل ما يتبقى منها إلى مكب "زهرة الفنجان" في محافظة جنين.


ويقول المدير التنفيذي للمجلس في نابلس، المهندس سعد أبو زنط، بأن هذه الخطوة ساعدت في إغلاق عدد المكبات العشوائية التي كانت تتواجد في تلك المناطق، حيث قال: "لقد نجحنا بتخفيف عدد المكبات العشوائية التي كانت نتنشر في مدينة نابلس والتي وصل عددها إلى 23 مكباً، أما اليوم لم يتبق سوى القليل فقط".


وتابع، أبو زنط، خلال حديثه مع "القدس" دوت كوم: "يوجد لدينا محطتان لترحيل النفايات، إحداهما في المنطقة الشرقية وتسمى "الصيرفي" وهذه تخدم المدينة والتجمعات الريفية القريبة منها، بينما نعمل حالياً وبصورة مؤقتة على تجميع النفايات القادمة من المنطقة الغربية في مساحة محددة من محطة التنقية قيد التطوير في قرية دير شرف ومن ثم ننقلها إلى مكب زهرة الفنجان، ما يخفف العبء عن محطة الصيرفي".


ويتابع أبو زنط: "وبعد أن كان المجلس يمتلك خمس آليات فقط لجمع النفايات أصبح لديه الآن نحوعشرين آلية، وذلك بعد حصوله على منحتين لتحسين نظام إدارة النفايات الصلبة، إحداهما من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، والأخرى من بنك التنمية الألماني (KFW)، كما قمنا بشراء آلية بتمويل ذاتي، وهذا الأمر ساعد كثيراً في توسيع نطاق خدماتنا لتشمل مناطق أكثر داخل المدينة والأرياف المحيطة أيضاً".


ويعكف مجلس الخدمات المشترك في المحافظة على تقديم خدماته إلى حوالي أربعمائة وخمسين ألف نسمة من سكان المدينة ومخيماتها بالإضافة إلى (21) هيئة محلية في قرى وبلدات المحافظة، بينما يشرف أيضاً على ما تبقى من الهيئات المحلية غير المشتركة في المجلس وذلك نتيجة ضعفها في تطبيق الاعتبارات المتعلقة بنظام التعرفة.


ويحث، أبو زنط، المواطنين على ضرورة التعاون مع الطواقم المجلس العاملة في التجمعات السكنية من أجل تحقيق الإدارة الرشيدة لعملية جمع النفايات الصلبة بصورة متكاملة، ما يسهل الوصول إلى كافة الأهداف المرجوة من هذه العملية حتى تصبح بلادنا نظيفة.


وباتت المكبات الصحية التي يصل عددها إلى خمس مكبات رئيسية، منها ثلاثة في الضفة الغربية، وهي: مطمر نفايات أريحا والأغوار، وزهرة الفنجان في جنين، والمينا في بيت لحم، والفخاري وجحر الديك في قطاع غزة، تعمل جميعها بنطاق أوسع من طاقتها الاستيعابية، وذلك نتيجة الكميات المتزايدة للنفايات البلدية، الأمر الذي يهدد المعايير البيئية لديها كما يؤثر على المناطق التي تجاورها أيضاً.


وتقدر كمية النفايات المتولدة في فلسطين بحوالي 1,7 مليون في السنة، أي بواقع 1,1 طن سنوياً في الضفة الغربية، و0,6 طن سنوياً في قطاع غزة، وذلك بحسب البيانات الصادرة عن وزارة الحكم المحلي لعام 2022.


ويلفت، أبو زنط، إلى أن مكب زهرة الفنجان الذي يخدم محافظات الشمال أصبح الآن لا يستوعب كمية النفايات الكبيرة التي تُورد إليه يشكل يومي، رغم أنه يتسع إلى 450 طن يومياً، وذلك لأنه يستقبل نفايات المناطق غير المقررة له لافتقارها لمكبات قريبة، ما يستدعي توسيعه بما تبقى من مساحات فارغة لحفر خلايا طمر النفايات.


ورغم كل هذه العقبات التي تواجهها، لا تزال مجالس الخدمات المشتركة تحث الخطى نحو تحقيق أهداف الإدارة الرشيدة والمستدامة للنفايات الصلبة، وذلك من خلال مراحل التخلص من النفايات أو إعادة تدويرها بطرق سليمة وآمنة، ما يهيأ الظروف البيئية والصحية الملائمة للمواطنين، كما يعطي صورة حضارية مشرقة عن المجتمع الفلسطيني.


وتتطلع الجهات الرسمية الفلسطينية وبناءً على ما يقع على كاهلها من مسؤوليات إلى ضرورة تسخير كافة الجهود والإمكانيات المتاحة لديها من أجل تحقيق أهداف الاقتصاد الدائري الذي يعمل وفق قاعدة إبقاء النفايات قدر الإمكان في دائرة الانتاج، ما يخفف العمل في المكبات الصحية بوتيرة تتوافق مع قدراتها الاستيعابية.


ولذلك تدعو هذه الجهات القطاعات الصناعية إلى التوجه نحو زيادة الاستثمار في مشاريع إعادة تدوير النفايات الصلبة، ما يساهم في توفير مواد خام كمدخلات إنتاج وكذلك يخفف من حدة الأثر السلبي الناجم عن تراكم كميات هائلة من النفايات، فيما يساهم أيضاً بالوصول إلى أهداف التنمية المستدامة ودفع العجلة الاقتصادية، وكذلك الحد من تلوث البيئة الفلسطينية والتغير المناخي.


وفي الآونة الأخيرة، سعت وزارة الحكم المحلي إلى تنفيذ مشروع بيئي والذي تصفه بـ "المشروع الاستراتيجي الأول من نوعه في الشرق الأوسط"، حيث يهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية بعد جمع النفايات في مكب زهرة الفنجان وحرقها بطريقة آمنة وصحية.


وقال أبو زنط: "يتم العمل الآن على هذا المشروع، حيث وقعت الوزارة وشركة صروح الفلسطينية والتي تقود ائتلافاً دولياً من عدة شركات على اتفاقية بناء مصنع لتوليد الكهرباء، كما أننا نتطلع بأن يرى النور خلال فترة زمنية قريبة، فهذا الأمر يساعد كثيراً في معالجة النفايات في فلسطين، كما يشكل حلاً بيئياً للأماكن المجاورة للمكب، فضلاً عن أنه قطاع منتج وصديق للبيئة في آن واحد".

دلالات

شارك برأيك

جهود حثيثة لإدارة النفايات الصلبة لخدمة الواقع البيئي والصحي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 209)

القدس حالة الطقس