صدمة كبيرة، تعيشها عائلة الشاب محمد نادر السعدي (29 عاماً)، بعدما حولته سلطات الاحتلال للاعتقال الإداري، رغم عدم إدانته بأي تهمة، منذ اعتقاله من منزله في مخيم جنين، خلال اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي في 4-7-2023، والذي عاشت خلاله زوجته وأطفاله الثلاثة، لحظات مروعة في ظل ممارسات جنود الاحتلال الذي استهدف المدنيين للانتقام والعقاب بعد فشله في تنفيذ أهداف العدوان وتصفية المقاومة.

تروى المواطنة مروة السعدي، أن العائلة التزمت منزلها في ظل قصف الطائرات الإسرائيلية المستمر للمخيم، مضيفةً: "في ظل الأخبار التي انتشرت حول الجرائم الإسرائيلية والقتل ومنع طواقم الإسعاف من التحرك، وسقوط الضحايا في منازلهم، اجتمعنا في منزلنا ولم نتحرك حتى لا نتعرض للأذى بعدما سمعنا عن تفجير المنازل والمداهمات الوحشية".

وتابعت: "لم يكن لدينا مطلوبين، ولم يتواجد غير عائلتنا في المنزل، وفجأة وقع انفجار قوي هز المنزل وأرعبنا، وسرعان من تبين أن جنود الاحتلال فجروا الباب، واقتحموا منزلنا مباشرة وكان برفقتهم كلاب بوليسية".

وأكملت: "وجهوا أسلحتهم نحونا، دون مراعاة وجود أطفال ونساء، وعزلونا في غرفة جميعا وسط حراسة مشددة، وبعد التفتيش والتخريب، فوجئنا بانتزاع شقيقاي محمد وخالد، وتكبيلهما وتعصيبهما، ونقلوهما معهم للدوريات العسكرية، رغم أنهما ليسا مطلوبين".

وتقول مروة: "المطلوب والمقاوم لا يبقى في منزله خلال الاجتياحات، ولحظة الاقتحام، كان خالد ومحمد معنا ووسطنا، ولم يقوما بأي شيء يستدعي الاعتقال، وقد نقلهم الاحتلال وسط ظروف غير إنسانية لمعسكر سالم، وبعد يومين من الاعتقال تم الإفراج عن خالد وعاد إلى منزلنا، بينما احتجز محمد".

وتضيف: "حولوه لأقبية التحقيق، وتعرض للعزل والضغوط ومنع الزيارات لفترة، ثم نقلوه إلى سجن مجدو، ورغم عدم إدانته بأي تهمة حولوه للاعتقال الإداري، وهذه مأساة كبيرة لنا ولزوجته وأطفاله، فلا يوجد أصعب من الإداري".

وقالت: "العائلة تأثرت كثيراً خاصة زوجته التي تواجه مسؤولية مع أطفالها الذين يرتبطون بوالدهم بعلاقة وطيدة، خاصة طفله عمر الذي يبكي كل يوم على فراق والده وحبيب قلبه الذي لم يكن يتركه يوماً إلا ويفرحه بكل ما يريده".

منذ اعتقال محمد، تقضي الوالدة الستينية نصرة "أم خالد"، أوقاتها بالدموع وسط الحزن على ابنها، وتقول: "وجع المرض يمكن تحمله والصبر عليه، لكن ألم السجن وحرماننا من محمد لا يمكن احتماله، انتزعوه من أحضاننا دون سبب، وكلنا نفتقده ولا يوجد من يعوضنا عنه ويخفف وجعي على بعاده".

وتضيف: "ليل نهار صلواتي ودعواتي لرب العالمين  أن يصبره ويفرج كربه ويعود لأحضاني وأحضان أطفاله، فابني لم يقترف شيئاً، وتم اعتقاله بهتاناً وزوراً".