Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 17 أبريل 2023 12:03 مساءً - بتوقيت القدس

تهاني العيد الافتراضية.. هل أصبحت بديلاً عن الواقع؟

رام الله- "القدس" دوت كوم

ما بين حسناتها وسلبياتها، يثار الجدل حول أهمية التكنولوجيا الجديدة التي قدمت عولمة رقمية جديدة من شأنها أن تجعل العالم كله أصغر من قرية صغيرة، وباتت تقرب تلك التكنولوجيا الناس في مناسباتهم، لكنها تهدد خصوصياتهم، وسط تساؤلات كثيرة تثار حول إن كانت التهاني الافتراضية بالأعياد عبر منظومة التكنولوجيا بديلاً للتهاني على أرض الواقع.


يقول الخبير في التسويق الرقمي صدقي أبو ضهير لـ"القدس" دوت كوم: "إن العولمة الرقمية التي قربت العالم إلينا أقل من نقطة ماء، وجعلتنا قدرة هذا التطور الرقمي ننتمي لهذه المنظومة بإرادتنا، فالاحتياج الذي وفرته لنا هذه المنصات الرقمية، جلعتنا نكون ضمن تركيبته الداخلية، ونكون عنصرًا متكاملًا لا ينطلق بدوننا كمستخدمين، ولا نحصل على ما نحصل من وصول ومعلومات لولا التطبيقات المتاحة".


ويضيف أبو ضهير، "سياتي علينا عيد الفطر السعيد مجددًان وسوف نستخدم منصات التواصل وننشر التهاني ويعلق لدينا الأصدقاء ونعلق لديهم، وسوف نستخدم الملصقات (الإيموجي) بكثرة في كافة المنصات مهما اختلفت سياساتها، فالتهاني الافتراضية الرقمية مع الجيران والأصدقاء والأقارب والأسرة أصبح أمرًا لا مفر منه، وأصبحت تلك التهاني الرقمية كأنها التهاني الواقعية، بل أصبحت أكثر وصولاً وسرعة من الواقع ذاته!".


يؤكد أبو ضهير أن "الجهد المبذول في كتابة تهنئة (كل عام وأنت بخير) لكل صديق افتراضي على المنصات سواء على الريلز أو داخل ستوري على منشور أمر لا يستهان به، وهو أمر عظيم ومتعب، لدرجة قد نخبر بعضنا (قمت بتهئنة جميع أصدقائي على فيسبوك )"، مشيرًا إلى أن هذا الواقع الموجود الآن ولا مجال لتغير هذا الواقع الافتراضي، حتى ولو كان مجاملة أو كما يدعيه البعض نفاقاً أو كلمات رقمية لا تحمل مشاعر حقيقية.


ووفق أبو ضهير، فإنه "وبسبب هذه المنظومة لم يعد للعائلة شأن خاص سواء بالتهنئة بالأعياد، أو بالاحتفال بعيد ميلاد، أو الاحتفال بمولود جديد، أو حتى إنجاز أكاديمي طال انتظاره وغيره من المناسبات، فلم يعد لدينا أمر شخصي مطلقاً، ولا يحق لنا الاحتفال وحدنا".


يؤكد أبو ضهير أنه لم يعد صعبًا الآن الوصول إلى صديق أو قريب في الجانب الآخر من كوكب الأرض، وإرسال التهاني ومشاركته الفرح، ليعيش أجواء حلول رمضان، وربما اقتراب عيد الفطر السعيد، طالما سيستخدم منصات التواصل الاجتماعي التي ستخلق متعة التفاعل بأنواعه.


التكنولوجيا وفق أبو ضهير، استطاعت وعبر هذه المنصات الرقمية اختزال التهنئة بملصق "إيموجي"، لتكون كافية لإيصال الاهتمام والمشاعر الجميلة، "حيث إن من خصائص هذا التطور المذهل الإيحياء لك وإقناعك بوضع منشور يحمل صورتك الشخصية مع نص بسط يحمل أجمل عبارات التهاني كونك مسؤول عن مجتمع رقمي اسمه (الأصدقاء) في منصتك، وهم ينتظرون تهنئتك.


ويشير أبو ضهير إلى أنه قد تكون محظوظاً برسالة صوتية "بودكاست" مذكور به اسمك شخصياً لتسمع عبارات التهاني والتبريك ونبرات المحبة والمشاعر التي تعكس اهتمام الشخص المرسل.
لا يرى أبو ضهير أن منصات التواصل الاجتماعي تقدم العزلة، أو تجتث الإنسانية أو تفقدنا من طبيعتنا الحقيقية، بل يرى فيها أمرًا إيجابيًا كأداة ووسيلة تحمل المشاعر الحقيقية ذاتها، وتكون كما في العالم الافتراضي، لكن تختلف وتتفاوت في درجة نقل المشاعر من شخص لآخر .


وبما يتعلق بسلبيات التهاني بالمناسبات والأعياد في مواقع التواصل افتراضيًا، يقول أبو ضهير: "كل ما في الأمر أننا أسأنا الاستخدام الصحيح لمنصات التواصل الاجتماعي، الذي من أجله صنعت، لكننا أخفقنا في تعاملنا بالحياة الواقعية، واختفت معالم المحبة تدريجياً، وقل التواصل الحقيقي، وكثرت الأعباء العملية والبهرجة الاجتماعية، ووجدنا ضالتنا في العالم الافتراضي، لذلك اصبحت التهاني الرقمية لها وجود وجذور وأصيلة، وأكثر رغبة، لأنها تعطيني انطباعًا على كثرة المحبين والمعجبين".


ويؤكد أبو ضهير بالقول: "أنا مؤمن تماماً أن هذه المنصات صنعت لهدف جيد، ومؤمن أنه يمكن الاستفادة مادياً ومعنوياً منها، ولدي يقين تام أن وجودها في حياتنا اليومية أمر جيد، فقد أصبحت الآن تؤثر في صنع القرار في عالم السياسي،ة كما ينوي بايدن فعله بأن يجمع المؤثرين في أمريكا ليساهموا في جولته الانتخابية الثانية، ولها دور كبير على الناحية الاقتصادية، وفي وجود التجارة الرقمية".
ويتابع أبو ضهير، "حتى بالجانب الإعلامي، فإن كبرى ماكنات الإعلام والأخبار العالمية الغربية والعربية لا تستطيع الاستمرار بدون منصات التواصل الاجتماعي، لذلك من الجيد أن نبقى على اتصال ولو بتهئنة رقمية".

دلالات

شارك برأيك

تهاني العيد الافتراضية.. هل أصبحت بديلاً عن الواقع؟

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)