Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 07 أبريل 2023 5:28 مساءً - بتوقيت القدس

والدة الأسير الجريح باجس كايد: نتمنى أن نفرح بحريته وعودته لنا في العيد القادم

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

تنهمر بغزارة، دموع الوالدة الستينية أمنة الكايد، على كل مائدة إفطار وسحور، لحزنها وتأثرها لغياب نجلها الأسير الجريح باجس محمود الكايد، فتحضن كريمته "جنين"، التي أبصرت النور بعد أيام من اعتقال الاحتلال لوالدها، وتقضي وقتها بالتضرع لرب العالمين، ليعيده لمنزله في جنين، وتفرح بحريته، ويعيش فرحة كل والد برؤية وعناق طفلته الأولى التي حرمته سجون الاحتلال منها.


وتقول: "بوجوده بيننا، كان لرمضان نكهة وفرحة كبيرة، يرعانا ويهتم بأسرته، ويحرص على إضفاء أجواء الفرحة والسعادة ويغمرنا بالمحبة والحنان، ويتولى تزيين المنزل بإضاءات رمضان التي غابت خلال العام الحالي".


وتضيف: "منذ اليوم الأول للشهر الفضيل، نعيش لحظات مؤلمة ومريرة، لا تجف دموعنا على موائد الإفطار، كلما شاهدنا مكانه فارغاً، وافتقدنا ابتسامته الجميلة وأحاديثه الطيبة وحضوره الذي جعل رمضان بلا نكهة أو طعم".


وتكمل: "نسأل رب العالمين أن يصبرنا في مواجهة هذه اللحظات العصيبة، ولا نملك سوى الثبات والدعاء في هذه الأيام المباركة، بالفرج القريب لابني ولجميع الأسيرات والأسرى من سجون الاحتلال الظالمة".


يعتبر الأسير باجس، الثاني في عائلته المكونة من 10 أفراد، أبصر النور قبل 28 عاماً، في البلدة القديمة من مدينة جنين، التي نشأ وتربى وعاش بين أهلها الذين قدموا التضحيات وكل صور النضال، وبحسب والدته أم حسين، تعلم في مدارسها حتى أنهى المرحلة الإعدادية، ثم قرر تحمل المسؤولية مع والده لرعاية أسرتنا الكبيرة، عمل في عدة مهن حتى انتسب لصفوف الأجهزة الأمنية في السلطة الوطنية، وعندما اعتقل، كان ما زال على رأس عمله.


منذ بداية حياته، تمتع باجس بروح نضالية ووطنية، ورغم صغر سنه، عندما اندلعت انتفاضة الأقصى الثانية، شارك بفعالياتها، وانتسب لصفوف حركة "فتح"، وتحدثت والدته بفخر واعتزاز عن بطولاته في التصدي للاحتلال بشوارع جنين التي أحبها، فأطلق على ابنته اسمها تيمناً بها.


وأضافت: "ككل جيله ثار وانتفاض ضد الاحتلال الذي أصابه برصاصه مرتين، ففي المرة الأولى أصيب بعيار ناري إسرائيلي في الفخذ بقدمه اليمنى، وفي المرة الثانية أصابه رصاص الاحتلال الغاشم في القدم اليسرى، مما أثر على العصب الذي تعرض للتلف، وما زال يعاني من مضاعفات الإصابة حتى اليوم".


فجر تاريخ 8-12-2022، انتزعت قوات الاحتلال باجس من منزله، خلال عملية عسكرية كبيرة، قادتها الوحدات الخاصة، التي قتلت بدم بارد ثلاثة مواطنين وسط جنين، في منطقة قريبة من منزل باجس، وبحسب الشهود، تسللت قوات المستعربين المتخفية بالزي المدني للمنطقة، احتلت العمارات والمباني، وقد اغتالت الوحدات الخاصة بالتتالي، الشهيد صدقي صادق زكارنة، وعندما حاول الشاب طارق الدمج الوصول إليه لمحاولة إنقاذه، أصابه رصاص المستعربين، فوقع قرب زكارنة مضرجاً بالدماء، دون أن تتكمل مركبات الإسعاف من الوصول إليهما.


وخلال ذلك كانت تمر مجموعة من عمال قباطية من المنطقة في طريقهم لمكان عملهم في الداخل، وعندما شاهد العامل عطا شلبي زكارنة، صدقي والدمج ممدان على الأرض، ركض نحوهما لإسعافهما، فأطلق المستعربين الرصاص عليه، فانضم إليهم، وفيما بعد ارتقى الثلاثة شهداء، رغم أنهم لم يكونوا مسلحين ومطلوبين.


في هذا الوقت، كانت وحدة أخرى من المستعربين مدعومة بالعشرات من جنود الاحتلال، يحاصرون منزل باجس، وتقول والدته: "استيقظنا على صوت تفجير بوابة منزلنا، وما كدت أغادر فراشي حتى اقتحم العشرات من الجنود منزلنا المكون من 3 طوابق، احتجزونا وعزلونا ثم صعدوا فوراً، لمنزل باجس في الطابق الثالث".


وتضيف: "انتزعوه من فراشه، وأخضعوه للتحقيق الميداني خلال تفتيش منزلنا وتدمير محتوياته بالكامل، كما صادروا خاتمين ذهب لزوجته وثلاثة أجهزة هاتف خلوية".


وتكمل: "عندما اعتقلوه حاولت احتضانه، لكنهم منعونا، وقيدوه ونقلوه معهم، شعرت بحزن لعجزي عن حماية ابني وإنقاذه من قبضتهم، وخلال انسحابهم فجروا ودمروا مركبته الخاصة".


تروي الوالدة أم حسين، أن الاحتلال اقتاد باجس لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، وعلى مدار أكثر من شهر، عزلوه رهن التعذيب، منعوا المحامي من زيارته وانقطعت أخباره، حتى انتهت فترة التحقيق ونقلوه لسجن مجدو، وجرى عرضه على محكمة سالم العسكرية 5 مرات، وما زال موقوفاً.


عندما اعتقل باجس، ترك زوجته حاملاً في شهرها الأخير، وتقول والدته: "كان يعيش مشاعر الفرح بانتظار إنجاب طفله الأول ، وعندما دخلت زوجته المخاض، كنا في حالة حزن وألم، ومرت بلحظات قاسية وعصيبة، عندما أنجبت طفلها في غيابه وبكت، لأنه لم يحتضنها ويلقنها الآذان، لكن حققنا وصيته وأمنيته، وسميناها لجنين، التي كان يعشقها ويحبها كثيراً".


وتضيف: "فرحت كثيراً عندما وصلت لبوابة السجن لرؤيته والاطمئنان عليه، كتمت أوجاعي وما كابدته في رحلة المعاناة على الحواجز، لأجعله يفرح بولادة جنين".


وتكمل: "لم يسمح الاحتلال للطفلة بزيارة والدها، لكني أحضرت معي صورها، ففرح كثيراً عندما شاهدها ونسي القيد، وشاركه الأسرى وقدموا له التهاني، وحاول إخفاء حقيقة مشاعره المؤلمة لعدم قدرته على رؤيتها وعناقها".


وتضيف: "كانت فرحة منقوصة لباجس، بسبب اعتقاله التعسفي، فصبرته ورفعت معنوياته، لكنه كان أقوى مني، بصموده وثباته، فغادرت السجن، وقلبي يتضرع لرب العالمين ليكرمه بالحرية والعودة لنا ولطفلته، وكلنا أمل أن يكون معنا في العيد القادم".

دلالات

شارك برأيك

والدة الأسير الجريح باجس كايد: نتمنى أن نفرح بحريته وعودته لنا في العيد القادم

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)