أقلام وأراء
الأربعاء 29 مارس 2023 11:02 صباحًا - بتوقيت القدس
مقاربة معطيات وازنه في الأرض المحتله وبشكل اخص في الضفه الفلسطينيه
بقلم:د احمد قطامش
قطاع غزة المنطقة المحررة التي تفلتت من " قبضة " الاحتلال
في غضون سنوات انطلقت أجنحة المقاومة أما الحروب الأربعة على غزة فلم تحصد أية نتائج سياسية فيما تعاظمت البنية التحتية للمقاومة وتعاظمت الخبرة إلى مستوى تشكيل غرفة مشتركة وبعض التعاون اللوجستي ( عندما تنشب حرباً بين طرفين لا ينتصر فيها الأقوى فهو مهزوم ) كيسنجر. ومن هنا بات لقطاع غزة هيبة ردعية لا يستهان بها .
أما السلطات الاستعمارية فلجأت للحصار والقصف التدميري للأبراج والأحياء المدنية وووو ولكن هل أفضى الحصار الأمريكي لكوريا لاستسلام أو سقوط النظام وهل أفضت العقوبات الأمريكية على إيران لرفع الراية البيضاء والحيلولة دون تعظيم ترسانتها العسكرية وحضورها الإقليمي ...؟ فسياسة الحصار والخنق أخفقت قبلئذ في الصين والاتحاد السوفيتي والاستعمار الاسرائيلي أكثر حنكة من التجارب الاستعمارية السابقة وعندما يلجأ لنفس أساليبها الفاشلة فذلك يعني أن جعبته فرغت ودخل في مأزق . إذ ماذابعد ؟
وبعد الاجتياح التدميري لبيروت والجنوب اللبناني عام 82 ، الذي أحرز انتصاراً مؤقتا ألم يجرجر أذيال الهزيمة بعد اقل من عقدين ؟
غزة مجرد 2.2 مليون نسمة وبقعة تشكل 6% من مساحة الضفة و 1% من عموم فلسطين ونسبة اللاجئين فيها 70% ومستوى البطالة فيها من أعلى نسب البطالة في العالم والفقر فيها ينافس أكثر البلدان فقراً ، ويغلب عليها التكوينات الطبقية لما قبل الرأسمالية وان ظهرت نويات وتحولات برجوازية . ولكنها تتمتع بإرادة فولاذية وتطلعات تحررية تتجاوز جغرافيتها إلى عموم الوطن. ألم يكن العنصر الفلاحي الأمي ما قبل انتصار الثورة الصينية 1949 هو99% من الأمة الصينية ، وألم يكن مثيله الفلاح الفيتنامي 82% أي أن تاريخهما مفوتاً لعقود وعقود لما قبل المرحلة الرأسمالية وطبقاتها المعاصرة ، حتى لم يكن مجرد جامعة واحدة في هذين البلدين ( 350 مليونا في الصين واليوم تقترب من 1.5 مليار و45 مليون في فيتنام واليوم أكثر من 100 مليون ) لقد قام صلاح الدين بحرق عسقلان لمنع الغزو الفرنجي من التقدم ثانية ، ولكن هل استسلم ؟ لا أما عندما دبّ الخلاف بين شقيقه الكامل وأبنائه وأبناء صلاح الدين بعد موته ضعفت الجبهة الداخلية وفتحت الأبواب للغزو ثانية ... " القلعة لا تقتحم الا من الداخل " لينين . صمود غزة وصمود الضفة وصمود الشعب الفلسطيني يتطلب أول ما يتطلب التشبت بالقواسم الميدانية والتعايش مع الخلافات أما أية محاولات ، من أي طرف كان لاستدراج الطرف الأخر لخياره فلن تثمر حاليا إلا إلى المزيد من الشقاق وتقاذف الاتهامات بما يضعف الجميع .
الضفة الفلسطينية هي الساحة المركزية
يبلغ تعداد سكان الضفة المحتلة 3.3 مليون نسمة ، وهي موزعة على محافظات أكبرها الخليل تليها نابلس فرام الله ... وبلا شك أنها تتمتع بتبلور طبقي ضمن حدوده الدنيا وإحدى تمظهرات ذلك المجتمع المدني من نقابات مهنية وعمالية واتحادات نسوية وطالبيه وشريحة برجوازية نافذة وانتشار ثقافة المواطنة في بيئات لا يستهان بها .
أما المستوطنون المستعمرون ، بما ذلك في القدس الشرقية ، فهم يقتربون من مليون وينتشرون في كل المناطق واحد تاكتيكاتهم هو التاكتيك الكنعاني القديم بالسيطرة على قمم الجبال (كان في فلسطين في ذلك العهد نحوه 115 مدنية ) وكما حال الشعب الفلسطيني في كل مكان تغلب في الضفة الثقافة الوطنية التحررية التي تصطدم بالاحتلال العسكري المباشر وسياساته الاستيطانية القافزة وتهويد الأرض يوميا ، وانتشار الهويات المحلية والحزبية وتوزيع السكان على المدن والأرياف والمخيمات لم يترك تاثيراً كبيراً على الهوية الجامعة .
وأخيرا يمكن رصد الميول التالية لما لها من انعكاس على الحالة السياسية
1: ميْل مشغول بكل شيء ما عدا النضال التحرري ، انه ميل وطني ولكنه لا ينغمس في النضال وتضحياته ، وعلى الأقل في مرحلة الجزر. ويمكن بيسر ملاحظة انه ميل الأغلبية. وفي لحظات المد تنخرط فئات واسعة في الميدان وجنازات الشهداء وبيوت العزاء . والجميع يشارك في الإضراب الجماهيري العام ، وكأن لسان حالهم يقول لسنا الفئة القائده ، ولكننا يمكن أن نتقدم إذا ابتكرت الفئة القائده تاكتيكات تناسب استعداداتنا ، ونموذج انتفاضة أواخر 87 مثال حي .
2: ميْل فصائلي يتنكب الهم الوطني واستحقاقاته كلُ ضمن خياره ومنطلقاته ( في قلاع الأسر يجتمعون على ما هو مشترك اجمالاً) واطر الفصائل مهما اتسعت قاعدتها فمن الصعب أن تتجاوز 10% من الشعب ، ولكنها النسبة الفاعلة التي تقرر الخيارات السياسية ، دون نسيان الحراك في الخارطة السياسية فمرحلة أوسلو دفعت قوى للصعود وقوى أخرى للهبوط من ناحية الوزن والفاعلية والإمكانات ...
والفئويه كما التباينات في غير مضمار " يوفران بيئة خصبة للمشككين بجدوى النضال ، ويستمر الحال على هذا النحو إلى أن تبدع صيغاً وحدوية تتسع للتناقضات الداخلية كالجبهة الوطنية أو الوحدة الميدانية كخط مركزي يتجاوز الأفق المحلي على أن لا يضخ في صفوفها رياح الفرقة والتنازع، أي أن تطلق أجنحة الميدان واستقلالية القرار المتصل بنشاطها.
3: البؤر الثورية وهذه طلائع موقعية وبشكل اخص في شمال الضفة المحتلة ومبادرات فردية وخلوية هنا وهناك ، وهي تتميز بتضحوية استشهادية وشجاعة لا تضاهي وتحظى بتعاطف معنوي جارف يتجلى أكثر ما يتجلى في جنازات الشهداء والإضرابات الجماهيرية حداداً وتضامنياً ... وهذه البؤر ، وان كانت محدودة الانتشار فثمة رفد شبابي ممن يجايلونها بما يضمن ديمومتها . أما أهم تحدْيين لها : فهي محصورة في جغرافيا ضيقة ولا نهوض شعبي عارم يشغل ويشتت من يستهدفها ويعتبر تصفيتها هدفه الأول بما لديه من إمكانات وعلانية وجودها.
فالمجموعات الثورية في جيال الضفة وأوكار وبيارات غزة في سنوات الاحتلال الأولى بعد 67 كانت تواصل عملها إلى أن يتم اكتشاف أماكنها... حتى مار جيلا في البرازيل وغيفارا في بوليفيا وقيادة التوبا ماروس .. تم تصفيتهم بعد رصد قواعد وجودهم . فبون شاسع بين إمكانات الحركات العصابية وإمكانات عدوها. ٍ والعديد من القيادات الفلسطينية المرموقة أصابها ما أصابها ارتباطا بعلنية وجودها .
وقد قرأت بحثا أكاديميا عن ظاهرة الاستخفاء قبل 67 وبعد 67... وما لفتني أن البعض لم يَر عائلته سنوات وهذا حال تعرضه للشمس وبطبيعة الحال لا عمل ولا تعليم م ولا أصدقاء ولا تليفون ولا سيارة... وكأنهم قرأوا رواية " العقب الحديديه" أما قائد الخمير الحمر في كمبوديا فقد اختفى أربعون عاما ولم يعرف أهله انه حي إلا بعد انتصار الثورة ، ( القضايا الكبرى تتطلب شغفا كبيرا ) هيجل وذكاء يحمي الرأس .
والمكان لا يتسع لأكثر، ولكنني اقرأ واسمع وأشاهد واستوعب .
4: السلطة الفلسطينية وحزبها كلاعب اول في الضفة بما لديها من أدوات وأجهزة منظمة وثقل شعبي ومؤسساتي تجاهر بفلسفتها ( نضال شعبي سلمي ) توجه ( للمنظمات الدولية والرأي العام العالمي ...)
وبصرف النظر عن أي تحليل حول المبادرات القاعدية المغايرة لهذا النهج فمنهجها معلن ومسارها معلن وتعبئتها واضحة.
5: الميل الانتفاضي ، وثمة تمظهرات كالأضراب الجماهيري والمناطقي بين الوقت والاخر ، والمواجهات الشبابية في مواقع عديدة تصديا للاقتحامات ، واعمال مقاومة والعنف الشعبي البؤري والمشاريع الريادية والزراعية ، والوعي الوطني بأن ابواب التسوية واوهامها مقفله والارث الانتفاضي الحي ، والقطاع الشبابي العريض رأس الحربة، جاء في وثيقة في السجن ( ان الركيزة الميدانية ، هي الركن الاول الذي يؤكد وجود انتفاضة من عدمه .
وهذه الركيزة لا يشتد ساعدها الا بانخراط جماهير واسعة ، وهذه تشترط الركيزة التنظيمية ، استناداً الى الانتفاض الشعبي في اواخر 87، أي اللجان الانتفاضية بكل المسميات في المناطق والمدن والاحياء والارياف والجامعات ووو... وصولا الى قيادة انتفاضية لها ثقلها وصدقيتها وقدرتها على الاستمرار ، وبطبيعة الحال إبداعيتها .. فالانتفاضة فن وعلم حسب الكتابات النظرية وملوس الخبرة الفلسطينية وركيزة سياسية تشتق هدفا جامعاً وتاكتيكات متنوعة تحافظ على طابعها الجماهيري وخطط متلاحقة تؤمن لها رؤية وتستولد زخما وأملا دون ارهاق الجماهير وتحفيزها لأطول زمن وربما تكون نمط حياة لا تنتهي الا بتحقيق اهدافها . وركيزة اقتصادية محورها الاقتصاد الإنتاجي الوطني كبديل ومقاطعة السلع الاستعمارية على اوسع نطاق كجسر لفك الارتباط والالحاق وبطبيعة الحال التضامن الشعبي وعدم ترك العائلات الأكثر عوزاً فريسة للجوع وتأمين ما امكن من مصادر ....
وركيزة معنوية لتحشيد الجماهير وتوحيد اراداتها وبث الثقة في صفوفها بأن الجميع على قلب واحد " فلا تثمير متعجل" ولا قرارات معاكسة لخط سيرها وان أهدافها وطنية صرفه لا تجيير فئوي أو زعاماتي لتضحياتها ....انتهى الاقتباس
وهناك ورقة برؤية أخرى للعصيان المدني صدرت عن مؤسسه حقوقيه ،. فلعل الفرشة أعلاه تساعد على فهم اللوحة وسماتها في اللحظة الراهنة، وهي لوحة متحركة بكل تأكيد .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الرئاسة تحذر من مخاطر التشريع الإسرائيلي الذي يمس بالأونروا
الأكثر قراءة
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
مقاربة معطيات وازنه في الأرض المحتله وبشكل اخص في الضفه الفلسطينيه