Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 21 يناير 2023 12:06 مساءً - بتوقيت القدس

قيود الاحتلال وسياساته حرمت المزارعين من أراضيهم في بلدة يعبد بجنين

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي - كل الطرق مغلقة أمام غالبية المزارعين الذين تقع أراضيهم في محيط ومحاذاة حاجز "دوثان" العسكري، والمستوطنة التي تحمل نفس الاسم، والتي يقع مدخلها على بعد أمتار منها، جنوب غرب بلدة يعبد بمحافظة جنين، والتي تعتبر المنطقة الوحيدة التي تضم مستوطنات ومعسكرات للاحتلال، الذي يتحكم بحياة وحركة سكان المنطقة ومزارعيها، كون الأراضي الواقعة فيها زراعية وتعتبر مصدر الدخل لأصحابها وضامنيها.


وأفاد المزارع الستيني محمود خالد عبد الله لـــــ"القدس" دوت كوم، أن قيود وإجراءات الاحتلال تزايدت خلال العام المنصرم، ولم يتمكن في كثير من الأيام من الوصول لأرضه القريبة من الحاجز، بسبب إغلاقه تارة، ومضايقات الجنود واعتراضهم ومنعهم من الوصول إليها والعمل فيها، موضحاً أن الاحتلال يتعمد في كثير من الأحيان إغلاق الحاجز مما يجعل وصوله لأرضه التي يزرعها أباً عن جد، مستحيل.


ويمتلك عبد الله، عشرة دونمات درج على زراعتها طوال سنوات عمره التي قضاها مزارعاً، ويقول: "تعتبر الزراعة مصدر معيشتنا الوحيد، وطوال عمرنا لم نواجه ظروف وصعوبات مشابهة لما يجري، ورغم سيطرة الاحتلال على المنطقة، فإنه يمارس سياسات تستهدف الضغط علينا لترك أراضينا التي لا معنى لحياتنا دونها".


وأضاف: "مرة الحاجز يغلق أمامنا ولا يسمح لنا بالمرور طوال النهار، ونرغم على ترك محاصيلنا التي تحتاج لرعاية وسقاية، وتارةً أخرى ينتشر الجنود أو يطلقون الخنازير البرية مما يشكل خطراً على حياتنا".


ولا تختلف معاناة أصحاب الأراضي الواقعة قرب وفي محيط مستوطنة "مابو دوثان"، فإن حياتهم بدائية وبسيطة، بسبب منعهم من البناء أو الإعمار والدخول للأرض وزراعتها، وتقول المواطنة الخمسينية ليلى محمد عبيد لــ"القدس" دوت كوم،: "المستوطنة مصدر قلق ورعب دائم لنا، فهي تحاصرنا من كافة الجهات والطريق الوحيد الذي نسلكه مشترك ولا يوجد له بديل، لذلك نتعرض دوما للاحتجاز والتفتيش، كما يتعمد جنود الاحتلال مداهمة منازلنا وتفتيشها بحجج واهية".


وتضيف: "أكبر مأساة نعيشها بسبب الخنازير البرية، فقد شاهدنا مرات عديدة شاحنات الاحتلال تحضرها في ساعات المساء وتطلقها حول منازلنا، لتثير الرعب والقلق خاصة لدى أطفالنا، فلا يمكننا التحرك والتنقل حتى لا تهاجمنا، وهذه إحدى أساليب الاحتلال للضغط علينا لإخلاء المنطقة".


وتكمل: "الاحتلال منعنا من نقل الحطب الذي نطهو عليه، ومنعنا من قطف الزعتر ومرات عديدة وخلال تجولي في المنطقة لجمع شيء نقتات منه، كنا نفاجأ في الجنود فوق رؤوسنا يوجهون أسلحتهم نحونا ويرغمونا على مغادرة المنطقة ومصادرة حتى الزعتر".


وتتابع: "حتى المياه حرمنا الاحتلال منها، ونضطر لشراء الصهاريج وتعبئتها بالخزانات التي وفرتها لنا مؤسسة كير الدولية، بينما تتوفر المياه والكهرباء للمستوطنين على مدار الساعة".


مسافات طويلة، تضطر المواطنة أم عدي لقطعها سيراً على الأقدام للوصول لبلدة يعبد ثم السفر لمدينة جنين لشراء احتياجات عائلتها، وتقول: "لا يوجد حركة مواصلات لمنطقتنا، وكل أسبوع وأكثر أغادر منزلي سيراً على الأقدام لتوفير متطلبات المعيشية، فنحن نعيش بعزلة تامة ولا يجرؤ أحد على الاقتراب أو الدخول إلينا".


وتضيف: "قضيتنا الأهم تعليم أطفالنا، فيوجد في منطقتنا 15 طالب وطالبة مسجلين في مدارس يعبد، وما زالوا يعانون مشقة الطريق الطويلة، توجهنا لكافة المؤسسات لمساعدتنا حتى لا يضيع مستقبلهم لكن دون جدوى".


وتكمل: "أتحسر كل صباح وأبكي عندما أشاهد حافلات خاصة تنقل أبناء المستوطنين بسهولة وأمان بحراسة دوريات الاحتلال، بينما بناتي خسرن دراستهن لعدم اهتمام أحد بأبنائنا ومستقبلهم".


ويملك المزارع الستيني وائل الطاهر "أبو الطاهر"، أرض مساحتها 150 دنماً في منطقة سهل "مابو دوتان"، لكن الاحتلال يقيده ويمنعه من حرية الحركة والتنقل والعمل فيها، ويقول: "نحن لا نعيش حياة طبيعية بسبب الحاجز والمستوطنة، فهناك صعوبة دائمة في الوصول إلى أراضينا بسبب وجود حاجز دائم على مدخل مستوطنة دوتان".


 ويضيف: "في كل مرة نتوجه فيها لأراضينا يحتجزنا الجنود بداعي التفتيش، لكنهم يتعمدون احتجازنا وتأخيرنا وتكرار نفس الأسئلة حول جهة مسارنا، رغم معرفتهم الجواب وهدفهم مضايقتنا لترك الزراعة وتدمير أرضنا".


ويضيف: "عندما يسمح الجنود لنا بالمرور، بعد انتظار ومعاناة مريرة، فإنهم يتحكمون ويحددون ساعات العمل في الأرض لتنتهي قبل إكمال رعايتها وفلاحتها، إضافةً لفرض رقابة علينا، وأحيانا يستخدمون طائرات رصد صغيرة لمراقبتنا وتصويرنا ".


في نفس الوقت، اشتكى الطاهر  من ظاهرة انتشار الخنازير البرية، موضحاً أن الاحتلال يتعمد إطلاقها في أراضينا لتدمير المحاصيل الزراعية، مما يضاعف خسارتنا، ويقول: "هذه الإجراءات والحاجز، هي إذلال لنا ومحاولة للمس بكرامتنا وتدمير لمقومات معيشتنا، ونعاني بشكل مستمر، من قيام الجنود باحتجاز مركباتنا لفترة طويلة، وأخرى إغلاق الحاجز بشكل كامل حتى أشعار آخر".


لكن الاحتلال لم يكتفي بذلك ،فقام بتوسعة حدود منطقة الحاجز الذي يعتبر حيوي ورئيسي لكافة مزارعي المنطقة، والطريق الرئيس الذي يربط بين محافظتي جنين وطولكرم، وذكر المزارع محمد سالم لــــ"القدس" دوت كوم، "أن جنود الاحتلال قاموا قبل سنوات، بعملية تجريف في الأراضي الزراعية لتوسعة الشارع، وتسييج الأراضي التي تعود ملكيتها لعدد من مواطني يعبد، كما قام بوضع تحصينات عسكرية حول منطقة الحاجز، مما أدى لمصادرة مساحات من الأراضي، والتي تحولت فيما بعد لمنطقة عسكرية مغلقة، وأصبح غالبية أصحابها غير قادرين على دخولها والعمل فيها، ورغم ذلك، يقول: "لن نتخلى عن أرضنا سواء خربوا أو دمروا، ومهما كلف الأمر لن نتنازل عن ذرة من ترابها".


ومع تشديد الإجراءات الإسرائيلية مع تصاعد عمليات المقاومة، وتكرار هجمات المقاومين وإطلاق النار على حاجز دوثان والمستوطنات المحاذية ليعبد، فإن المشهد الماثل أمام سكان المنطقة، كما يقول الرئيس السابق لبلدة يعبد الدكتور سامر أبو بكر لـــــ"القدس" دوت كوم: "استمرار معاناة منطقة يعبد من حصار دائم من قبل قوات الاحتلال، يتمثل بإغلاق مدخلها الغربي منذ 12 عامًا، ونصب حاجر دائم على الشارع الرئيسي الواصل إلى البلدة، مما يعيق حركة المواطنين ومنع وصول المزارعين إلى أراضيهم".


وذكر أبو بكر، أن مستوطنة "مابو دوثان"، أقيمت في تشرين أول عام 1977 عبر مجموعات دينية وغير دينية، عاشت في خيام مجاورة لمبنى الشرطة في مستوطنة ترسلة صانور المخلاة حالياً، وسميت بهذا الاسم، لأنها تقع على طريق قرية دوثان الأثرية، وقد انتقلت هذه المجموعة إلى موقع التلة في حزيران 1981 بمساعدة منظمة أمانا الاستيطانية، بهدف تعزيز الوجود الاستيطاني في الضفة الغربية.

دلالات

شارك برأيك

قيود الاحتلال وسياساته حرمت المزارعين من أراضيهم في بلدة يعبد بجنين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)