Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 15 يناير 2023 10:44 صباحًا - بتوقيت القدس

عن مشاريع تهويد الجليل: إرث السلف

بقلم:أنطوان شلحت

أول تصريح أدلى به الوزير الإسرائيلي الجديد لما تسمّى "شؤون الجليل والنقب والأطراف والمنعة القومية"، وهو من حزب "عظمة يهودية" (أو القوة اليهودية في ترجمة ذائعة) الكهانيّ بزعامة المتطرف إيتمار بن غفير، أنه يرى مهمته الرئيسية في دعم الأشخاص المعنيين بازدهار إسرائيل وتطوير الجليل والنقب على قاعدة تعزيز الهوية اليهودية. وحرص أكثر شيء على أن يؤكّد أن موقفه هذا هو خير استمرار لإرث كل السلف الصهيوني على شتى أطيافه. وعمومًا، مثلما تُثبت الوقائع، وقف في صلب سعي الإستراتيجية الإسرائيلية الصهيونية لتعزيز الهوية اليهودية هدف "ضمان أغلبية يهودية"، وجرى التركيز أيضًا على الجغرافيا، سيما على منطقتي الجليل والنقب، وأنشئت لأجلهما الوزارة المذكورة عام 2005. وتشدّد هذه الوزارة بالأساس على أن الوجود اليهودي في الجليل والنقب إستراتيجي، غير أنه مُهدّد بـ"خطر ديموغرافي ملموس" يتمثل بنزعة السكان اليهود إلى تفضيل السكن في "متروبولين غوش دان" (وسط إسرائيل)، والهجرة التدريجية من المنطقتين.

وفيما تشكّل منطقة "غوش دان"، الممتدة من مدينة نتانيا في الشمال وحتى مدينة رحوفوت في الجنوب، نحو 7% فقط من مساحة إسرائيل، ويسكن فيها اليوم نحو 41% من مجموع السكّان، تشكّل منطقة النقب، الممتدة من غور بئر السبع وحتى مدينة إيلات، نحو 60% من مساحة إسرائيل ويسكن فيها نحو 8% فقط من مجموع السكان في إسرائيل، بينما تشكل منطقة الجليل، الممتدّة من منطقة الحدود مع لبنان حتى مرج بن عامر، نحو 16% من مساحة إسرائيل، ويسكن فيها نحو 15% فقط من مجموع سكان الدولة. وقبل عامين، أجملت دراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي مترتبات هذا "الخطر"، حين أشارت إلى أن اختلال الميزان الديموغرافي في الجليل والنقب "ينطوي على خطر جيوسياسي يتهدّد إسرائيل". وهو برأيها خطرٌ يحدّده، بالأساس، التاريخ الدولي الذي يفيد بأن "الأقليات التي تتمتع بوعي وطني ولديها قيادات وطنية، والتي تشكّل أغلبية سكانية في منطقة جغرافية خاصة بها، تجنح، في العادة، إلى تحقيق تطلعاتها القومية من خلال المطالبة، العنيفة أو الهادئة على حد سواء، بـ"الاستقلال الذاتي" (كتالونيا في إسبانيا) أو بالالتحاق بدولة أخرى قد تكون ذات حدودٍ مشتركة (شبه جزيرة القرم). وبناء على هذا، ليس من المستبعد أن يتحرّك السكان العرب في إسرائيل (يعبرون باستمرار عن عدم الرضى من الوضع القائم السياسي والاجتماعي في الدولة) بمثل ما فعلت أقليات أخرى في العالم من قبل".

لمنع ذلك، ترصد إسرائيل ميزانيات طائلة جدًا تحت عناوين مختلفة، أبرزها "تطوير النقب والجليل"، الذي كان ولا يزال يعني تهويد المنطقتين، ولا تجد السلطات الإسرائيلية أي حرج في إشهاره. وكان أول من قاد تهويد الجليل تحديدًا رئيس الحكومة العمّالي، ليفي أشكول، منذ عام 1964، محذّرًا من أن انعدام غالبية يهودية فيه يشكّل خطرًا على المشروع الصهيوني برمته، وكان من مشاريعه إقامة مدينة كرميئيل في منطقة الشاغور لتكون مدينة يهودية في قلب الجليل العربي، وإنشاء كتل استيطانية بالقرب من منطقة الحدود مع لبنان، وفي منطقة البطوف.

كما رفعت حكومة إسحاق رابين الأولى (1974 - 1979) لواء تهويد الجليل عن طريق إنشاء ما عرف باسم "قرى صناعية"، هدفها أن تجذب أيدي عاملة يهودية من منطقة الوسط للشغل والإقامة الدائمة. ومما تسرده الوثائق الرسمية لهذه الحكومة أنه في 1976 وقف رابين وراء إطلاق خطة جديدة لتهويد الجليل من خلال إقامة 50 مستوطنة يهودية جديدة فيه. كما تنقل هذه الوثائق عن رئيس قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية في ذلك الوقت، رعنان فايتس، وهو من قادة حزب رابين، قوله: "علينا أن نعلن غاية تهويد الجليل علنًا وعلى مسامع الجميع ... لسنا ملزمين بتاتًا بأن نخفي أن منطقة مثل الجليل توجد فيها أغلبية كبيرة من السكان العرب تعتبر مثار قلق لإسرائيل، وبناء على ذلك ستعمل مؤسسات هذه الأخيرة بكل ما تمتلك من قوة لتهويدها".
عن "عرب ٤٨"

دلالات

شارك برأيك

عن مشاريع تهويد الجليل: إرث السلف

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 85)