أقلام وأراء
السّبت 07 يناير 2023 10:14 صباحًا - بتوقيت القدس
شكرًا "بن غفير"!
بقلم:بكر أبوبكر
الإدانات العربية والدولية المتتابعة لخطوة اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى غير كافية، ومع ذلك وحتى لا تذهب الإدانات أدراج الرياح كالعادة، قامت السلطة الوطنية الفلسطينية باللجوء الى الأمم المتحدة على قاعدة القيام بتحرك سياسي فاعل قد يعكس ذاته دوليًا على الأرض. وفي محاولة للجم العدوان المتكرر على المسجد الأقصى (أحيانا يسمية البعض الحرم القدسي الشريف هو بمساحة 144 ألف متر مربع أي السور وكل مادار حوله من مباني ومساجد وساحات)، ولقد كان لهذه الخطوة الفلسطينية الدبلوماسية الأثر الكبير في تحريك الجهود العربية والدولية لمواجهة غلواء حكومة "نتنياهو" بمتطرفيه الفاشيين الفعالين والراغبين في تدمير أسس كيانهم المتقلقل، والشروع في إشعال الحرب الدينية السياسية.
المسجد الأقصى كما يعلم الجميع هو مكان مقدس للمسلمين فقط لاغير. وحتى في ادعاء اليهود ملكية حائط البراق من الحائط الغربي من المسجد الذي يدعون قدسيته لهم (أصبح الحائط جزءاً من التقاليد الدينية اليهودية المخترعة حوالي عام 1520 للميلاد) فإنه المعترف به للمسلمين حصريًا بموافقة قانونية حتى من الاستعمار الانجليزي -الذي أوجد الكيان- منذ انتفاضة البراق عام 1929م،
خطوة المتطرف الفاشي "بن غفير" باقتحام الأقصى تأتي بعد أن نجح الإسرائيليون عبر الزمن بتثبيت أن حائط البراق (يسمونه حائط المبكى) وكأنه لهم!؟ هي خطوة ذات دلالة على تعملق الفكر المتطرف ذو الطابع الديني المسيّس رغم رفض الحاخام الاكبر الإسرائيلي لدخول اليهود للمسجد الأقصى (الذي يسمونه جبل الهيكل) باعتبار أنه محرم على اليهود. بمعنى آخر ان الصهيونية الدينية تستخدم تفسيراتها للتوراة بما يتناسب مع مفاهيمها العنصرية الإرهابية العدوانية، وليس بما يتم تفسيره وفق المعنى الديني الحاخامي.
لقد كان لخطوة "بن غفير" الوزير المتطرف باقتحام الأقصى أن وحدت الأمة العربية –ولو مؤقتًا-التي اكتشف بعض قادتها أن مراهنتهم على الإسرائيلي سيعود عليهم بالوبال. فتجمدت الأصوات الصاخبة التي كانت تدعو للتطبيع مع السعودية أساسًا، وتراكضت الدول حتى تلك التي نسجت علاقات استتباعية مع الإسرائيلي للإدانة.
الخطوة الرسمية الفلسطينية بالذهاب الى مجلس الأمن كانت أكثر وقعًا من التهديدات الجوفاء من فصائل الصوت العالي والتشبث بالسلطة في مقابل بيع الأوهام والأحلام للناس إذ توقفت منذ زمن عن متابعة تنفيذ تهديداتها المتكررة والتي فاقت الدرجة 7 على مقياس ريختر للزلازل والوضع متزلزل ولا درجة واحدة يسجلها المقياس؟
قم بما تستطيع القيام به بلا عنتريات، وخطوة تلو الخطوة نحو الهدف، وإن وعدت عليك بالوفاء فلا تبيع الاوهام للناس. وتفجر في وجه الخصم الثانويات فأنت جزء من كل، ومتى تحرك الجزء مهما كان تحركه فالقيمة النهائية جزء فقط. ما يستدعي من كافة حكماء الوطن حسن الاستجابة والتعاون والتوحد بدلًا من تهديدات بلا مضمون من مثل ما قاله مشير المصري المتحدث الرسمي "لحماس" الذي قال على قناة الجزيرة: "نقف باسم شعبنا لنسجل غضبنا على الحكومة الصهيونية الفاشية وبن غفير"! وأن: "مقاومتنا قادرة على وضع كل الكيان في مرمى صواريخه"!، وهو شعار لطالما تكرر من سنوات بلا مضمون! ولكنه يستدرك بالقول بعيدًا عن مركز سيطرته الانقلابية في قطاع غزة أن "هذه الاعتداءات والتدنيس ومخططات العدو هي دعوة لمزيد من الثورة والعمليات النوعية بالضفة والقدس"!؟ أي بالضفة والقدس ولا علاقة لقطاع غزة بالامر!؟
مما لابد ذكره هنا هو تحية الموقف الأردني الثابت والصامد من القدس وفلسطين، ومنه تقتطف مما قاله أمين عام اللجنة الملكية (الأردنية) لشؤون القدس عبد الله كنعان حين أوضح أن "ما قام به وزير في حكومة نتنياهو هذا يؤشر على أن الحكومة الاسرائيلية هي التي تقتحم والحكومة هي التي تدخل على المقدسات. هذا مخطط صهيوني فهم يريدون اسرائيل كبرى ويريدونها من البحر للنهر ، ويريدون قدس بدون أهلها، وفلسطين بدون أهلها" مضيفًا على صوت فلسطين 4/1/2022م أن "قضية القدس، قضية فلسطينية قضية أردنية بامتياز. ما يجري على القدس أو فلسطين يجري على الأردن، لذلك الأردن يعتبر أن القدس وفلسطين جزء لا يتجزأ من الوطن العربي ومن بلاد الشام ومسؤوليته وصاية هاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية" ليختم مؤكدًا " لذلك في حديث الملك عبد الله الاخير مع (سي أن أن) كانت رسالة موجهة إلى حكومة إسرائيل وإلى المجتمع الإسرائيلي وإلى المجتمع الدولي وإلى المناصرين لإسرائيل في الغرب. وهذه الاقتحامات وهذا العدوان على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية. هذا لا يمكن أن يسمح به الأردن على الإطلاق مهما كلف الثمن".
لقد كان لثبات الموقف الأردني والفلسطيني ولأحرار العرب والعالم ان حرك المياه الراكدة في بيئة أمة ابتعدت اليوم كثيرًا وانعزلت عن القضايا الكبرى باتجاه القيم الاستهلاكية الاقتصادية الانبهارية بالغرب، وفي ظل شمولية لم تعد تعي معنى الخطر الأكبر والقضايا الجامعة وكل الفضل بالتحرك باتجاه دعم الأقصى كما قال لي صديقي الكويتي الخليجي هو للفاشي "بن غفير"!
تعجبت من رأيه للوهلة الاولى! ثم انتبهت أنه من الجيد أن يكون "بن غفير" عامل وحدة للموقف الاسلامي والعربي وإن مؤقتًأ.
قال لي صديقي العربي الخليجي هاتفيًا لو أن لديهم عشرة "بن غفير" لربما تستنهض الأمة!؟ وتدعم فلسطين ثانية، في ظل توقف كل الدعم الاستراتيجي والمالي منذ العام 2019 حتى الآن!
أضاف صديقي الخليجي الكويتي لافض فوه: إن المطلوب من العرب اليوم 5 أمور لمواجهة العدوان الاسرائيلي المتكرر وتغول المستوطنين المستعمرين والمستعمرات وتهويد القدس واقتحامات الأقصى وحصار القطاع، هي: إلغاء اتفاقات "إبراهام"، وإغلاق السفارات الإسرائيلية في عواصم العرب، وأعادة الدعم المالي لفلسطين، والحفاظ على الأمن القومي العربي بفهم الرواية ومعنى وجود الدولة المحتلة في قلب الامة. والعودة للألف قبل الياء ضمن المبادرة العربية (السعودية) للسلام.
قلت له لتكن واحدة على الأقل نستطيع أن نعبر، ومؤكدين نحن معًا على أهمية وربما أولوية العامل الفلسطيني الوحدوي الداخلي الذي بقوته الجمعية قادر على جر كل الامة باتجاه الخط الصحيح.
دلالات
محمد قبل ما يقرب من 2 سنة
معم رب ضارة نافعة تحرك العالم كله وموقف الاردن ممتاز افضل من مواقف دول عربية كبرى كمصر والسعودية
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
شكرًا "بن غفير"!