Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 26 ديسمبر 2022 10:25 صباحًا - بتوقيت القدس

هدير الضمير.. حديث عن التَّطَرُّف!!

بقلم: ياسين عبد الله السعدي
التطرف مصطلح جديد من المبتكرات التي يبتكرها الغرب لوصم العرب والمسلمين بها عندما ينتهج المسلمون في أمور حياتهم منهاجا مغايرا للمناهج الغربية المتسمة بالتساهل في الحياة الدينية والاجتماعية خاصة.


يقول المنجد في تعريف التطرف: (التطرّف هو تعبير نسبي يستعمل لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبرّرة من ناحية الأفكار. ويستعمل هذا التعبير لوصم الأيديولوجية السياسية التي تعتبر بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع. من ناحية الأعمال، يستعمل هذا التعبير في أغلب الأحيان لوصف المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغيرات سياسية أو اجتماعية. وقد يعني التعبير استعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف للترويج لجدول أعمال معين).

من أين جاءت كلمة التطرف؟

اشتقت كلمة التطرف من الفعل الماضي (تَطَرَّفَ) ونقول: تطرَّفَ يَتطرّفُ تطرُّفًا فهو مُتطرِّف. والمفعول مُتطرَّف – للمتعدِّي ومثاله شخص رَأَى خِصَاماً فِي الشَّارِعِ فَتَطَرَّفَ جَانِباً واِبْتَعَدَ إِلَى الطَّرَفِ.

وتَطَرَّفَتِ الْمَاشِيَةُ جَوَانِبَ الْمَرْعَى: صَارَتْ بِأَطْرَافِهِ أي جوانبه البعيدة وتَطَرَّفَتِ الشَّمْسُ: دَنَتْ إِلَى الغُرُوبِ وتَطَرَّفَ الحَدِيثَ: اعتبر طَرِيفاً أما عندما نقول: يَتَطَرَّفُ فِي أَفْكَارِهِ: يَتَجَاوَزُ حَدَّ الاعْتِدَالِ وَالحُدُودِ الْمَعْقُولَةِ، يُبَالِغُ فِيهَا وتَطَرَّفَ منه: تنحَّى وتَطَرَّفَ الشيء: أَخَذَ من أَطرافِهِ. والتطرُّف: المغالاة السياسية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية، وهو أسلوب خطِر مدمِّر للفرد أو الجماعة تبذل بعض الدول جهودًا مضنية للقضاء على التطرُّف الإرهابي.

والسياسيون منهم خاصة، يطلقون على من يلتزم بتعاليم دينه ويغالي في تطبيق معتقداته السياسية ومن يضبط السلوكيات ويطبق النظام بأنه متطرف فكرياً وهذا هو المفهوم الذي يبثه الغرب عموما عن العرب والمسلمين لكي يشوهوا المعتقدات عن المسلمين والعرب ولذلك كان اختيار دولة قطر لإقامة المسابقات الرياضية سنة 2022م مناسبة لتصحيح النظرة الغربية عن المجتمع العربي بشهادة الرياضيين المسئولين عن برامج هذه المسابقات بأن المونديال كان مثاليا في الأداء والتنظيم والضبط بحيث لم تحدث مشاكل تذكر خلال المباريات مع المحافظة على السلوك الديني والأخلاقي الذي حاول بعض المشاركين والمشجعين الأجانب بثه فتصدت له إدارة المهرجان بحزم ومنعت الظهور العلني للمثليين كما حدث مع وزيرة الدفاع الألمانية عندما غافلت المشرفين على المهرجان وكشفت عن شعار المثليين على ذراعها، ولم تسمح قطر للطائرة التي نقلت الفريق الألماني الى قطر من الهبوط لأنها كانت موشومة بشعار المثليين فحطت في عُمان واستقل الفريق طائرة غيرها.

لم يكن منع تقديم الخمور تطرفاً إسلاميا وكذلك منع مبيت الرجال وصديقاتهم في غرفة واحدة وسرير زوجي كما يعيشون في مجتمعاتهم ولذلك لم يُشاهَد شاب يقبل صديقته في الساحة او الشارع العام كما يفعلون في بلادهم.

قبل مدة طالعنا صورة فتاة إماراتية ترفض مصافحة وزير الخارجية الفرنسي في حفل تكريم الخريجين في إحدى الجامعات الفرنسية فهل التزامها بتعاليم دينها تطرفاً؟ الإسلام حرم المصافحة لغير المُحْرَمين ولكنهم في الغرب يتبادلون القبلات.

يحاربوننا بحجة محاربة الإرهاب الذي وصفه أكثر من رئيس غربي بأنه (الإرهاب الإسلامي) كما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الأمريكي جو بايدن وقبلهما الرئيس السابق دونالد ترامب وغيرهم.

لم تسمح روسيا بزواج المثليين بالرغم من انتمائها الغربي وحتى إسرائيل رفضت إقامة احتفال المثليين في شوارع تل أبيب فهل ينتقل التسامح الغربي بزواج المثليين الى بلد عربي مسلم يوما؟ لا نعتقد لأن الشعوب هي التي تقرر السلوكيات المجتمعية والشعب العربي لا يمكن ان يتساهل ويطبق ما يريده الغرب المدعي بحقوق الإنسان والحرية الشخصية وحقوق المرأة؟

كل هذه المصطلحات التي يبتكرونها هي من أجل انحلال الأسرة وتدمير المجتمع العربي والإسلامي بزعم الحرية و(عدم التطرف) لكي تسهل السيطرة عليه ويدوم استغلاله ويتواصل استعماره واستعباده.

الصحوة الدينية في العالم الإسلامي هي مفتاح التقدم الحضاري الذي يصل بالمجتمع إلى الاستقرار والاستقلال وتخليصه من التبعية والعبودية.

في قصيدة (أُنشودة الدهر) التي نشرتها في جريدة القدس يوم الجمعة بتاريخ 10-10-2014م؛ صفحة 18 بدأتها:

أُنْشودَةُ الدَّهْرِ إسْلامٌ وقرآنُ *** لَمْ يُبْنَ مثلَهُما للمجدِ بُنْيَانُ

وختامها:

يا أُمَّةَ العُرْبِ! لا تعلو مكانَتُنا *** بَيْنَ الشُّعوبِ، ولا يَعْلو لنا شانُ
ولا ُيعيدُ إلى الأوطانِ عِزَّتَها *** إِلاّ إذا كَانَ للإسلامِ سُلْطَانُ

دلالات

شارك برأيك

هدير الضمير.. حديث عن التَّطَرُّف!!

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)