Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 17 ديسمبر 2022 12:27 مساءً - بتوقيت القدس

نكبة ثالثة تستهدف أصحاب الأراضي الزراعية المحاذية لجدار الفصل في جنين

جنين – "القدس" دوت كوم - تقرير: علي سمودي - "نكبة ثالثة".. الوصف الذي أطلقه رئيس مجلس قروي الجلمة أمجد أبو فرحة، على قرار قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف مرارًا وتكرارًا الأراضي الزراعية في المنطقة الحدودية المتاخمة لجدار الفصل العنصري، والذي يطال عشرات العائلات التي تعتمد في معيشتها على الزراعة، كمصدر وحيد.


وطالب أبو فرحة الحكومة الفلسطينية وكافة الوزارات والمنظمات والمؤسسات المعنية، التحرك الفوري والسريع، لحماية المزارعين وانقاذ ما تبقى من أراضي القرية التي لم يتوقف الاحتلال عن استهدافها منذ نكسة حزيران عام 1967، بسبب موقعها الاستراتيجي وخصوبة أراضيها التي تمتد في مرج ابن عامر.


موقع استراتيجي..


تقع قرية الجلمة على بعد 7 كيلو شمال مدينة جنين، والتي احتلت في نكسة عام 1967، وحظيت باهتمام كبير في أجندة الاحتلال الذي لم يتوقف عن استهدافها، كما يفيد أبو فرحة، لموقعها على حدود خطة الهدنة الذي جرى ترسيمه إبان النكسة آنذاك، وامتداد حدود أراضيها في مرج ابن عامر و عدد من القرى التي احتلت في نكبة عام 1948، والتي تعتبر مجاورة ومحيط بها مثل: صندلة ومقيبلة، وقرى جنين، كعرانة وبرقين.


استهداف اسرائيلي..


وذكرأبو فرحة، أن أراضي قريته المشهورة بخصوبة تربتها وتميز محاصيلها الزراعية وتنوعها، كانت دومًا رهن مطامع الاحتلال الذي صادر 60% من أراضيها منذ النكسة، ولم يكتفي بذلك، فاستهدفها مرة أخرى، بحملة مصادرة واسعة التهمت مساحات واسعة من أراضيها الواقعة على طول خط الهدنة لبناء واقامة جدار الفصل العنصري عام 2002.


جدار الفصل العنصري..


وأوضح أبو فرحة، أن معاناة أهالي الجلمة البالغ تعداد سكانها 3200 نسمة، وغالبيتهم يعملون في مجال الزراعة، لم تتوقف وما زالت مستمرة منذ بناء جدار الفصل العنصري والذي أقيم على أراضيها وداخل حدودها، فقد أقيم بطول 3.5 كيلو متر، وبعرض 50 مترًا، فوق مئات الدونمات من أراضي الجلمة الزراعية، عازلاً بذلك القرية وبشكل نهائي عن القرى والبلدات الفلسطينية المحتلة عام 1948، مما كان له بالغ الأثر على حياة المواطنين وخاصة المزارعين الذين فقدوا أراضيهم ومصدر عيشهم بسبب مصادرة أراضيهم للأبد.


معاناة وحرمان..


وتكمن خطورة الواقع الذي فرضه الاحتلال على قرية الجلمة منذ عام 2002، كما يوضح أبو فرحة، أن مسار جدار الفصل العنصري يمر من داخل الأراضي بشكل مباشر، وقد أصبحت معزولة ومفصولة ولا يمكن لأصحابها الوصول إليها أو الاستفادة منها في ظل اجراءات وقيود الاحتلال، مبينًا أن دخول الجدار في أراضي القرية، سبب معاناة ومشاكل كبيرة للمزارعين الذين تقع أراضيهم قرب الجدار من ناحية القرية، فهناك مشاكل ومعيقات من قبل الاحتلال الذي يقوم بطرد المزارعين من أراضيهم ولايمكنهم العمل بزراعتها والاهتمام بها بحرية تامة.


معبر الجلمة..


ولم تنتهي اجراءات الاحتلال عند حد بناء الجدار ومصادرة ونهب الأراضي الزراعية، فقد صادر مساحات واسعة لبناء معبر وحاجز الجلمة العسكري الذي تحول لشوكة في حلق الأهالي، وـهالي محافظة جنين عامة، ويوضح أبو فرحة، أن الاحتلال دمر واقتلع مشاريع زراعية ومنشات ومحلات تجارية قريبة من الجدار، وبنى مكانها معبر الجلمة على مساحة 50 دونمَا أصبحت مصادرة.


وأضاف: "يشكل معبر الجلمة المتنفس الوحيد والرئة والشريان الاقتصادي لأهالي محافظة جنين، والمدخل الوحيد لها، سواء للعمال أو المزارعين والتجار وكذلك عوائل الأسرى والمرضى والذين يتعرضون لسياسات الاذلال والقمع أثناء عبورهم بسبب عمليات التفتيش التي تتنافى وأبسط حقوق الإنسان".


وتابع: "كذلك المعبر، يعتبر صلة التواصل الوحيدة مع فلسطينين الداخل الذين لا يمكنهم وصول جنين إلا من خلاله، وبشكل مستمر، تغلقه قوات الاحتلال ضمن سياسات العقاب الجماعي والضغط على محافظة جنين، وعندما يغلق تتحول لسجن كبير، وهذه السياسة لها أثار اقتصادية مدمرة كبيرة".


الهجمة الجديد..


بشكل مستمر، يلاحق الاحتلال المزارعين وأصحاب البسطات والمنشآت القريبة من الجلمة، بين هدم وتدمير وملاحقة ومنع وتضييق الخناق وتكبيدهم خسائر كبيرة، لكن الاحتلال لم يكتفي بذلك، فقد استهدف القرية ومزارعيها بحملة جديدة، قبل أيام، وزع خلالها اخطارات على عشرات المزارعين لتدمير منشاتهم وبركساتهم ومحاصيلهم الزراعية القريبة من جدار الفصل العنصري.


وذكر رئيس المجلس أبو فرحة، أن قوات كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت القرية ووزعت اخطارات على المزارعين لازالة بيوتهم البلاستيكية المزروعة والتي تستهدف 97 دونمًا، اضافة لازالة برك معدنية، موضحاً أن القرار يستهدف 52 مزارعاً من القرية وعدد ’خر من القرى المجاورة، ممن يعتمدون على الزراعة في البيوت البلاستيكية، والتي تمتد أراضيهم من الجلمة حتى عربونة على طول خط الجدار.


النكبة الثالثة..


وسط حراسة مشددة وزع الاحتلال الاخطارات على المزارعين مطالباً اياهم بازالة فورية وهدم جميع البيوت البلاستيكية الواقعة بمحاذاة الفصل العنصري وابعادها مسافة 200 متر عن المنطقة، وأمهلهم حتى 28-12-2022، لتنفيذ القرار.


وقال أبو فرحة "هذه قرارات واجراءات تعسفية وهمجية، ونعتبرها النكبة الثالثة لنا، فحالياً هناك أكثر من 150 دونمًا من الأراضي المزروعة مهددة بالازالة، بينما لايوجد أماكن أخرى لزراعتها، فمساحة أراضينا الصالحة للزراعة محدودة وقليلة بسبب المصادرات المتتالية .. هذه الممارسات لن تنال من صمود وثبات الأهالي والمزارعين، فنحن ثابتون ومتمسكون بأرضنا ولن نتخلى عنها، لكن نطالب رئيس الوزراء ووزارة الزراعة وكافة الجهات المعنية، تحمل مسؤولياتها لمنع هذه النكبة ودعم المزارعين وتعزيز صمودهم فوراً لافشال مخطط الاحتلال الجديد".


المزارع الأربعيني علاء أبو فرحة، والذي يمتلك واخوانه أرضاَ مساحتها 13 دونماً، يعتاش منها 17 فردًا، كان ضمن المزارعين الذين سلمتهم قوات الاحتلال اخطاراً لازالة وهدم بيوته البلاستيكية، ويقول "ورثنا هذه الأرض عن أجدادنا ووالدنا، وعملنا فيها طوال سنوات عمرنا، فالأرض مصدر رزقنا الوحيد الذي نعتاش منه، وحالياً يوجد فيها بيوت بلاستيكية مزروعة ملوخية وبندورة وسبانخ وغيرها، وبشكل مستمر نرعاها ونهتم بها".


ويضيف: "رغم قربها من جدار الفصل العنصري، فإنها لا تشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي، ولحمايتها تحملنا دومًا ما كنا نتعرض له من مضايقات الاحتلال الدائمة، من مداهمة أرضنا واطلاق القنابل الغازية لطردنا منها وارغامنا على التخلي عنها".


وعبر المزارع علاء عن رفضه واستنكاره لقرار الاحتلال الجديد  وقال " ي قانون أو شريعة في العالم، تجيز طردنا من أرضنا وحرماننا من خيراتها .. تكبدنا أموال باهظة لبناء وزراعة البيوت البلاستيكية، والاحتلال يريد هدمها ونقلها لأماكن أخرى، بينما لا يوجد لنا أرض أخرى .. القرار جريمة خطيرة، واجراء تعسفي وظالم بحقنا كمزارعين وللقطاع الزراعي بشكل عام، وهذه حرب علينا كمزارعين وعلى اقتصادنا الذي يسعى الاحتلال لتدميره، لكن القرار مرفوض وسندافع عن قوت أولادنا حتى بأرواحنا".


التحرك العاجل ..


أبو فرحة، وباقي المزارعين، باشروا التحرك وقرع أبواب كافة الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الزراعة وهيئة مقاومة الجدار ، لمساندتهم وافشال المخطط الاحتلالي، وقال: "إذا نفذ الاحتلال القرار، لن يبقى لنا أرض أو مصدر نعتاش منه، لدينا عائلة كبيرة، واحتياجات ومصاريف كثيرة وطلاب يدرسون في الجامعات، فكيف سنعيش؟"، وأضاف "المطلوب من الجميع الوقوف معنا، لمنع الاحتلال من تدمير ومسح القطاع الزراعي والضغط على المزارعين لترك أراضيهم لتسهيل ضمها والاستيلاء عليها، رغم إنها تقع داخل حدود الجلمة وليس خلف الجدار، ونطالب كافة الجهات المسؤولة بتحمل مسؤولياتها قبل فوات الأوان".

دلالات

شارك برأيك

نكبة ثالثة تستهدف أصحاب الأراضي الزراعية المحاذية لجدار الفصل في جنين

-

محمد قبل ما يقرب من 2 سنة

احنا ناقصين نكبات يادعاة الانسانية والمساواة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)