رام الله- "القدس" دوت كوم - أجرى اللقاء:واصل الخطيب - قال سفير دولة فلسطين في أوزبكستان الدكتور جواد عواد، إن الرئيس محمود عباس "أبو مازن" يفكر جديًا في تنظيم زيارة رسمية للجمهورية التي يقطنها نحو 40 مليون انسان، في الفترة القريبة القادمة، وذلك في اطار مساعي الدبلوماسية الفلسطينية لتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية مع هذا البلد الذي يقف صفًا واحدًا إلى جانب عدالة قضيتنا الوطنية والشعب الفلسطيني الذي يعاني من آخر احتلال في العالم.

وأضاف عواد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والمجلس المركزي لمنظمة التحرير، في لقاء خاص بـ "القدس"، جرى في المقر العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، إنه بدأ بالتحضير لهذه الزيارة المرتقبة للرئيس "أبو مازن" والتي لها أبعاد سياسية عميقة في ضوء الجهود التي تبذلها دولة فلسطين لتعزيز العلاقات مع هذه الدولة التي تعتبر مركز آسيا الوسطى، مشددًا على أن الرئيس يولي جل الاهتمام لهذه الزيارة وللعلاقات مع هذا البلد الذي يدعم حقوق شعبنا العادلة بقوة ويقف إلى جانبه في كافة المحافل الدولية، حيث يصوت دومًا لصالح القرارات التي تتخذ في الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية.

تحضيرات للتوقيع على اتفاقيات ،،

وتابع وزير الصحة السابق،إنه بدأ أيضًا وعبر الدوائر المختصة في السفارة، بالتحضير للتوقيع على سلسلة اتفاقيات بين دولة فلسطين وجمهورية أوزبكستان سيتم من قبل وزير الخارجية د. رياض المالكي في اطار الزيارة المذكورة التي سيقوم بها الرئيس "أبو مازن"، مؤكدًا أنه يعمل على مدار الساعة من أجل تمتين وشائج العلاقات بين البلدين الصديقين اللذان تجمعهما قضايا مشتركة عديدة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي أو الديني.

40 مليون نسمة يقفون إلى جانبنا،،

وقال عواد وهو سفير فوق العادة في أوزبكستان وسفير غير مقيم في دولة قرقيزيا، إن اوزبكستان هي مركز آسيا الوسطى وتضم 40 مليون نسمة لا يخفون مواقفهم المتقدمة المناصرة للحق الفلسطيني والمدافعة عن أبناء شعبنا الذين يتعرضون لأبشع عدوان اسرائيلي يشمل البشر والحجر والشجر، كما أن لديهم الشغف الكبير لتنظيم رحلات إلى الأراضي المحتلة وفي مقدمتها القدس ضمن حملة شد الرحال إلى المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك التي أطلقها الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة مؤخرًا من تركيا وفي أوزبكستان في خضم زيارته الهامة والناجحة للجمهورية الشهر الماضي، حيث تم التأكيد عليها خلال جولته الشاملة في العاصمة طشقند بمشاركة الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية عضو المجلس الثوري لحركة " فتح" حاتم عبد القادر ويونس العموري وكيل المؤتمر، واستمرت عدة أيام تم خلالها انجاز الكثير من القضايا الهامة لكلا الشعبين، وفي مقدمتها قضية شد الرحال والموضوع التعليمي والتشبيك في القضايا التي لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني.

تعزيز العلاقات الشاملة ،،

وأضاف:"نحن معنيون بتعزيز العلاقة السياسية والاقتصادية والدينية والسياحة بين فلسطين واوزبكستان، وقمت في هذا الاطار بتحضير عدد من الاتفاقيات للتوقيع عليها من قبل وزير الخارجية رياض المالكي في الزيارة المنتظرة التي أشرت إليها في بداية الحديث".

وتابع عواد الذي عمل وزيرًا للصحة عدة سنوات قبل أن ينتقل لخدمة القضية الفلسطينية من خلال منصبه الجديد كسفير، أنه تم توجيه دعوة رسمية لمفتي الجمهورية لزيارة الأراضي الفلسطينية، وهناك شغف كبير لتلبية الدعوة ونحن بدورنا نعمل على تسهيل الإجراءات اللازمة لاتمام هذه الزيارة الهامة من قبل أعلى سلطة دينة في الجمهورية الاوزبكية.

يشار إلى أن إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع اوزبكستان كون هذه الدولة لها ثقل اقتصادي كبير في منطقة مركز اسيا الوسطى.

الاجتماع الأخير للمجلس الثوري،،

على صعيد آخر تحدث د.عواد عن الاجتماع الأخير للمجلس الثوري لحركة "فتح"، مشيرًا إلى أنه اتخذ جملة من القرارات التي من شأنها النهوض بواقع الحركة كرائدة للنضال الوطني الفلسطيني، من بينها قرارات إصلاحية، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تضم 10 أعضاء من "الثوري" واللجنة المركزية للحركة لمتابعة القرارات التي اتخذت في الدورة الثامنة للمجلس المنعقدة مؤخرًا.

وقال عواد إن المجلس الثوري انعقد في ظرف حساسة ومعقد، مع تشكل الحكومة الإسرائيلية اليمينة الفاشية والتي بدأت تطلق التهديدات والتصريحات العدوانية قبل تولي زمام السلطة، الأمر الذي يحتم على حركة "فتح" الاستعداد الجدي للمرحلة القادمة بالتعاون مع كل الفصائل تحت شعار"توحيد الرؤى والمواقف والخطاب والرايات رغم اختلالف التكتيكات"، بمعنى ان التكتيك لا ينتهك الاستراتيجية.

تعزيز المقاومة الشعبية ،،،

وأضاف: "من هذا المنطلق علينا تعزيز المقاومة الشعبية في كل انحاء الوطن للتصدي للقادم الأخطر الذي يهدد المشروع الوطني برمته، إذ أننا سنواجه حكومة لا تؤمن بوجودنا ولديها خطة الغاء وشطب للقضية الفلسطينية عن الخارطة الساسية الدولية.  

وقال إن المجلس الثوري، شدد على موضوع المقاومة الشعبية لما لها من تأثير دولي  هام وكبير، حيث أنها تظهر الظلم الكبير الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني من جانب، وفي المقابل تبرز بشدة مدى العنف الذي يتعرض له أناس أبرياء يخرجون بشكل حضاري يعبرون عن رفضهم للاحتلال وبقائه على ارضهم واستمرار التعايش معه، وأيضًا يطالبون بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس كحق مكفول في القانون الدولي الذي تتنكر له إسرائيل بكل ما أوتيت من صلف وغطرسة.

واختنم السفير جواد عواد بالتأكيد على ما قاله الرئيس "أبو مازن" في خطابه أمام "الثوري"، بأن "فتح" ستبقى صمام الأمان للشعب الفلسطيني كما ستبقى ام المبادرات وصاحبة شعار "الوحدة الوطنية فوق الجميع" لأنها السلاح الأمضى ولأاقوى الذي نواجه فيه خطورة المرحلة القادمة.