فلسطين
السّبت 17 ديسمبر 2022 8:45 صباحًا - بتوقيت القدس
الأسير ناصر أبو حميد.. المعركة الأخيرة مع السرطان
رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم- لا تعول عائلة الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة كثيرًا على المؤسسات الدولية ولا على محاكم الاحتلال الإسرائيلي، بالاستجابة لمطلبها بالإفراج عن ناصر، بل صار همها ومطلبها حاليًا أن ينقل إلى مستشفى مدني ويسمح لوالدته أن تكون معه، كي يموت بين يديها!
حرمان من الموت بين يدي أمه!
حتى أمنية الموت بين يدي أمه، تحرمه قوات الاحتلال الإسرائيلي منها، ورغم خطورة وضعه الصحي والذي بات في مرحلة بالغة من الخطورة، ولا ينقطع الأوكسجين الصناعي عنه وتلازمه أسطوانة الغاز باستمرار، إلا أن سلطات الاحتلال تبقيه في سجن الرملة، وينقل لساعات أو ليوم، للمستشفى ثم يعاد ناصر إلى السجن مجددًا.
ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عن ناصر رغم خطورة وضعه الصحي، وترفض حتى نقله للعلاج بمستشفى مدني، ليموت بين أحضان أمه! رغم كل المناشدات التي أطلقتها العائلة والجهود القانونية والدبلوماسية التي تبذل، يوضح ناجي شقيق ناصر في حديث لـ"القدس" دوت كوم.
يقول ناجي: "إن العائلة لم تعد تطالب بالإفراج عن ناصر، بل أصبح جل همها أن يموت وأمه بجانبه، الزيارة التي حدثت مؤخرًا وتمكنت والدتي من احتضان ناصر مهمة لكنها لا تفي بمطلبنا بنقله لمستشفى مدني، أو الإفراج عنه، رغم كل التدخلات، والزيارة الأخيرة جاءت بتنسيق من الصليب الأحمر الدولي".
والإثنين الماضي، زارت عائلة أبو حميد ابنها ناصر بينهم والدته، في سجن "عيادة الرملة"، حيث استمرت الزيارة لمدة 45 دقيقة، بحضور طاقم من الصليب الأحمر، وقد تمكنت والدته في نهايتها من احتضانه، حيث أحضر ناصر على سرير، وتحدث بكلمات محدودة مع عائلته، وكانت ترافقه أنبوبة الأوكسجين طوال الوقت.
الانتقام من ناصر بعد استشهاده
يدرك رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، في حديثه لـ"القدس" دوت كوم، أن سلطات الاحتلال مصرة على إبقائه بالسجن، حيث تدخلت دول عدة، وكان هنالك حراك دبلوماسي وقانوني لكن دون جدوى، حيث يريد الاحتلال الانتقام منه.
والأخطر بحسب أبو بكر، أن سلطات الاحتلال ستستعى على احتجاز جثمان ناصر حتى بعد استشهاده، كما حدث مع عدد من الأسرى الشهداء، بزعم أنهم متهمون بقتل إسرائيليين، ومن أصحاب الأحكام العالية، وهذا الأمر يأتي من باب الانتقام من ناصر!
وأبو بكر يشير إلى أن ناصر أبو حميد بات في معركته الأخيرة مع مرض السرطان، بعدما استشرى المرض في جسده، ولم يعد للدواء أو العلاج أي تأثير عليه، عدا أن ناصر من الممكن أن يعلن عن استشهاده بأية لحظة، فهو بحالة غاية في الخطورة.
ناصر يصارع المرض
منذ أن أصيب ناصر في أغسطس\ آب من العام الماضي، بمرض السرطان، وحالته الصحية تزداد سوءًا، ولم يعد العلاج الطبي كيماويًا ولا غيره يستجب مع جسده، حتى وصل إلى حالته الصعبة، وسط جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء) التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقه.
وما كان لافتًا خلال زيارة عائلته الأخيرة، واحتضان والدته له، أن الكلمات تصدر منه بشكل متقطع، ويبدو أن لديه مشكلة بالذاكرة، كما أنّ الورم السرطاني بارز من صدره، وجسده أشبه بهيكل عظمي.
وكانت إدارة سجون الاحتلال نقلت أبو حميد قبل يوم من زيارة عائله له، إلى مستشفى "أساف هروفيه" بعد ارتفاع في درجة حرارته، وهبوط في دقات القلب، وأعادته مساء إلى سجن "الرملة"، حيث يقبع مؤخرًا، إلى جانب الأسرى المرضى.
وناصر يعاني إلى جانب كل تلك الأعراض من انخفاض حاد بنسبة الدم والوزن، وفقدان الشهية، إضافة لوجود مياه في رئتيه، وتضرر اليسرى لديه وعدم قدرته على التنفس إلا بواسطة انبوبة الاكسجين، إضافة لانتشار الأورام والخلايا السرطانية في كل أنحاء جسمه.
وناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة محكوم بالسّجن المؤبد 7 مرات و(50) عامًا، واعتقل عدة مرات قبلها، كما أن له أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، وشقيق آخر شهيد وهو الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي ارتقى عام 1994، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات كان آخرها عام 2019.
تصاعد لافت بمصابي السرطان
كان لافتًا تصاعد أعداد الأسرى المصابين بالسرطان هذا العام، حيث سجلت 17 إصابة جديدة بين الأسرى بأنواع مختلفة من السرطان منذ بداية العام الجاري حتى الآن، كان آخرها إصابة الأسير وليد دقة، ليصبح العدد 25 أسيرًا، بعدما كان 8 فقط! يوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر.
ويقول أبو بكر: "إن هذا التصاعد بأعداد الأسرى المصابين بالسرطان يؤكد وجود إهمال طبي مقصود، لقد طالبنا منظمة الصحة العالمية من خلال وزارة الصحة الفلسطينية، بضرورة إجراء فحص دوري للأسرى كما توصي المنظمة نفسها، لكن إسرائيل ترفض، بل إنها تضيق وتمنع وفود وممثلي المنظمات الدولية بدخول فلسطين للإطلاع على أوضاع وحقوق الأسرى".
ويشدد أبو بكر على أن من بين الأسباب الهامة التي تفاقم حالة المصابين بالسرطان، الإهمال الطبي وعدم تشخيص السرطان بشكل مبكر عمدًا، ما يجعل من إمكانية علاجهم أمرًا صعبًا.
يذكر أنّ سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها نحو 600 أسير مريض من بينهم نحو 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة، من بينهم 25 أسيرًا ومعتقلًا يُعانون من السرطان، والأورام بدرجات متفاوتة.
دلالات
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
الأكثر قراءة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
الأسير ناصر أبو حميد.. المعركة الأخيرة مع السرطان