Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 09 ديسمبر 2022 11:50 صباحًا - بتوقيت القدس

ثابت عباس وحقائق الواقع

بقلم:نبيل عمرو
الإعلام الرسمي الفلسطيني يصف خُطب الرئيس محمود عباس قبل أن يلقيها، بأنها ستكون بالغة الأهمية؛ ما يوحي بأن جديداً سيفاجئ به.
وتذهب التقديرات التلقائية إلى أن الرجل سيعلن وقفاً للتنسيق الأمني، وسحباً للاعتراف بإسرائيل، وإلغاءً للاتفاقات المبرمة معها ضمن منظومة أوسلو، مع دعوة صريحة إلى الانتقال من واقع التسوية إلى واقع المقاومة ومنها المسلحة بالطبع.
ويغذي هذه التقديرات ما تقوم به إسرائيل من اجتياحات بلا ضوابط لمدن وقرى الضفة، وما تعد به التركيبة الحكومية القادمة من تكثيف لجميع الظواهر الاحتلالية من استيطان وقمع واعتقالات بالجملة، مع أن الحكومة التي ستغادر بعد أسابيع لم تقصر في فعل ما سيفعل القادمون، فلا فوارق تذكر بين الحكومتين، وتحديداً في السياسة تجاه الفلسطينيين.
الرئيس محمود عباس الذي يكثر من الحديث في هذه الفترة، سواء بصورة مباشرة أو بتكليف من يتحدث نيابة عنه، لا يخفي تمسكه بثابت مركزي يُحسد على قدرته في مواصلة التمسك به، وهو البقاء في دائرة العمل السياسي مع الاحتفاظ بالاتفاقات المبرمة حتى لو كانت إسرائيل لا تعمل بها، وثابت كهذا جسَّد عبئاً ثقيلاً على الرجل، في ظل الواقع النفسي وقوامه الشعور الشعبي الجمعي بأن الاحتلال يتعزز والاستيطان يتواصل، بل ويتسع، والقمع الدموي لا يتوقف، وهذا ما يثير سؤالاً دائماً ومحرجاً... ماذا تعني الاتفاقات والمحافظة عليها في ظل وضع كهذا؟
غير أن التفسير الموضوعي لإصرار عباس على التمسك بالاتفاقات غير المعمول بها من قِبل إسرائيل، واستعداده لمواصلة التعامل مع أي حكومة إسرائيلية حتى لو كانت من عصارة اليمين ولا تتعامل معه، هو إدراكه للثمن الذي يتعين عليه وعلى كيانه السياسي دفعه لو خرج من دائرة العمل السياسي، أو لو أقدم على قرارات جراحية كتلك التي اتخذها المجلس المركزي قبل سنوات ونسيت بفعل التقادم؛ ذلك أن المجال الحيوي الذي يتنفس منه سوف يغلق عليه تماماً، لو اتخذ اتجاهاً مغايراً للاتجاه الراهن، فما دامت هنالك حاجة إلى علاقات على أي مستوى مع الأميركيين والأوروبيين ومن لفَّ لفهم على مستوى المنطقة والعالم، فسوف تتبدد هذه العلاقات، وفي إسرائيل ثعالب لديها الجاهزية الدائمة للاستغلال والانقضاض.
الرئيس الفلسطيني هو الآن في منطقة حرجة وغاية في الصعوبة، فإسرائيل الشريك الافتراضي للاتفاقات المبرمة تمارس جهد الحد الأقصى من العمل على الأرض ضد تطلعات الفلسطينيين، وتحديداً ضد المسامات الضيقة لما تبقى من أوسلو، وسواء كان على رأس الحكومة لبيد أو نتنياهو أو حتى أي شخص يشبه، رابين أو شيمعون بيريس؛ فإن ما آلت إليه الأمور الآن يقول «إن الحرب على الفلسطينيين أضحت شرط بقاء لأي حكومة، فما بالك والحكومة المرتقبة تضع هذه الحرب في صلب برنامجها ومبرر وجودها؟».
إن الخيار الرسمي في حالة كهذه ينحصر في أن الأحلى هو الأشد مرارة، والسياسة الرسمية الفلسطينية التي يمثلها الرئيس عباس لا تعاني فقط من التغول الإسرائيلي بما في ذلك على السلطة ذاتها، بل من تنامي الشعور الشعبي الفلسطيني بحتمية الرد على هذا التغول، وهذا ما لا تستطيعه السلطة وفق ميزان القوة والقدرة والقيود.
وضع كهذا يفتح أبواباً واسعة لمبادرات شعبية غير مسيطر عليها لا من السلطة ولا من الفصائل، أما إسرائيل مالكة أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط – على الأقل - وصاحبة الاحتلال الوحيد المتبقي في القرن الواحد والعشرين، لا تزال وستبقى عاجزة عن إغلاق الملف على النتائج التي تسعى إليها، أي أنها ستبقى بعيدة عن الأمن الذي تنشده، وستبقى كما قال نتنياهو واقفة على السلاح إلى ما لا نهاية.
حين سُئل الفائز في آخر انتخابات عامة في إسرائيل عن رؤيته لحل الصراع مع الفلسطينيين أجاب... سنتعامل بشأن السلام معهم حين يثوبون إلى رشدهم، أي حين يرضخون.
وقول كهذا مع ما يجري على الأرض يواجهه قول فلسطيني... سيحل السلام والأمن حين يثوب الإسرائيليون إلى رشدهم أولاً وينهون احتلالهم شعباً صار عدده في المنطقة والعالم ضِعف عددهم، ناهيك عن الملايين المنتشرة على القارات الخمس التي تعلن تضامنها معهم وترفع علمهم إلى جوار أعلامهم الوطنية...
فهل تثوب إسرائيل إلى رشدها وتقرأ جيداً هذه الرسالة الكونية وتفهم مغزاها؟
مع نتنياهو وسموتريتش وبن غفير لا فرصة لذلك حتى الآن.
بالاتفاق مع "الشرق الاوسط"

دلالات

شارك برأيك

ثابت عباس وحقائق الواقع

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)