أقلام وأراء
الخميس 25 أبريل 2024 11:22 صباحًا - بتوقيت القدس
وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي
تلخيص
يوافق اليوم مرور 74 عاماً على اعلان وحدة الضفتين بتاريخ 24 نيسان عام 1950م ، حيث جاء إعلانها على اثر انعقاد مؤتمر أريحا عام 1948م ومطالبة الحضور اقامة وحدة بين الاردن والاراضي الفلسطينية المتبقية بعد حرب عام 1948م، والمنادة أيضاً بالمغفور له الملك عبد الله الاول ملكا عليها، مع التأكيد على أن الوحدة المنشودة جاءت لصون الهوية الفلسطينية مع الابقاء على حق الشعب الفلسطيني مستقبلاً بتسوية نهائية تضمن اقامة دولته المستقلة، فأعلن في 11 نيسان عام 1950م عن اجراء الانتخابات البرلمانية والتي فاز فيها عشرون نائباً عن الضفة الشرقية، ومثلهم (20 نائباً) عن الضفة الغربية، ليجتمع على اثرها البرلمان الجديد المنتخب للمصادقة على وحدة الضفتين، ورفع قرار الوحدة للملك للمصادقة عليه، كما تشكلت وزراة جديدة برئاسة سعيد المفتي وعين فيها خمسة وزراء من فلسطين، تلاها عقود مباركة على طريق بناء المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين والاردن. وعلى الرغم من فك الارتباط الاداري والقانوني بين الضفتين عام 1988م، الا ان الملك الحسين بن طلال استثنى الاوقاف الاسلامية والمسيحية من القرار، لتستمر الوصاية والرعاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، اضافة الى دعم مجالات أخرى في مختلف القطاعات.
ان تاريخ العلاقة بين فلسطين والاردن حافل بمحطات دعم واسناد اردني هاشمي للقضية الفلسطينية، انطلاقاً من تمسك الشريف الحسين بن علي بفلسطين لتكون جزءا من الدولة العربية، التي طالب بحريتها واستقلالها عند اعلانه الثورة العربية الكبرى عام 1916م، كذلك رفضه وعد بلفور عام 1917م، وعلى خطاه اكمل ملوك بني هاشم المسيرة فكان الملك عبد الله الاول (موحد الضفتين وشهيد الاقصى)، والجيش العربي الاردني دور بارز في حروب عام 1948م وحرب عام 1967م وقدم الاردن الكثير من الشهداء والجرحى على ثرى فلسطين كلها، كما استمرت جهود الملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال في دعم المؤسسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية، وإعمار المقدسات الاسلامية والمسيحية، واليوم يستمر صاحب الوصاية الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين برعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وحمل ملف القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية للمطالبة بالسلام العادل، اضافة الى توفير المساندة للسلطة الفلسطينية، الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني وتوفير كل ما يلزم بما في ذلك المساهمة في تدريب اجهزة الامن الفلسطينية ودعم ومؤازرة كافة مؤسسات السلطة.
واليوم وعلى اثر الصراع في قطاع غزة استمر الاردن في دعمه السياسي بمطالبة العالم ومنظماته بوقف الحرب واجراء مفاوضات سلام لحل القضية الفلسطينية، ومناشدة كافة المنظمات بضرورة الدعم الانساني للشعب الفلسطيني، اضافة الى جهود الاردن السباقة في الانزالات الجوية للمساعدات الاغاثية الغذائية والطبية وارسال المستشفيات الميدانية العسكرية الاردنية، وتوفير الامكانيات كافة للاشقاء والدول الصديقة لنقل مساعداتهم جوا عن طريق الاردن لغزة ومدن فلسطين، الى جانب تسيير القوافل البرية، وبموازاة ذلك ساهم الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله، وولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني في ايصال صوت السلام ومساعي رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني خاصة في غزة للعالم كله عبر وسائل اعلام عالمية.
وما يلفت الانتباه اليوم هو التحول الكبير في مسار التطورات الميدانية، خاصة في الصراع الدائر الان في غزة والضفة الغربية، وهذا التحول هو دخول ايران ودعمها لحماس حسب تصريحات قادة حماس والاعلام، وفي خضم هذا الصراع المعقد فان الاردن مازال من ناحية موقفه مع القيادات السياسية الفلسطينية محايداً وفي نفس الوقت لا يتراجع الاردن عن دعمه ووقوفه المعلن والكامل مع اهلنا المدنيين في فلسطين بما في ذلك قطاع غزة، وعلى الرغم من الدور الاردني الكبير والمستمر في المساندة الا أن هناك مخططات ومساعي خارجية للزج بالشارع الاردني في منعطف خطير، يتمثل برفع الهتافات التي تمس سيادة الدولة الاردنية التي تدير مصلحة وطنية اردنية عليا، خاصة اننا دولة لها مصالحها وشؤونها وأولوياتها الوطنية الدبلوماسية والاقتصادية والامنية، والتي تتطلب الالتفات لقضايا مركزية وطنية ببناء الاقتصاد ومواجهة مشكلات الفقر والبطالة وتحديات السياحة وغيرها.
ان الاعتراف الدولي بفلسطين عضو مراقب في الامم المتحدة عام 2012م جعل الاردن وفي ظل وجود معاهدات والتزامات دولية للاردن مع السلطة الفلسطينية من جهة ومع اسرائيل بموجب معاهدات السلام والاتفاقيات الاقتصادية، ان يدير علاقاته بدبلوماسية فذة تلتفت للمصلحة الوطنية والقومية وتحترم علاقاتها الدولية ، فمن المعروف تاريخياً أن فك الارتباط الاداري والقانوني بين الضفتين عام 1988م كان بطلب فلسطيني وعربي في قمة الرباط، ومع ذلك تمسك الاردن بامانة الوصاية ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وما زال يقدم الكثير من الجهود والتضحيات، مما يجعل من واجب الجميع احترام سيادته وعدم جلده والدفع باجنداتهم الخطيرة الى داخل الشارع الاردني، ان قوة الاردن وتعزيز سيادته وعدم العبث بامنه وشعبه قوة للدول العربية بما في ذلك فلسطين.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي