Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 27 نوفمبر 2022 11:21 صباحًا - بتوقيت القدس

أهالي جلبون يتعرضون لاعتداءات وممارسات تعسفية لسرقة وتهويد أراضيهم خلف الجدار

جنين –"القدس" دوت كوم-علي سمودي – حرمت سياسات الاحتلال خاصةً منذ بناء جدار الفصل العنصري، داخل حدود قرية جلبون الجدارية والحدودية شرق جنين، العشرات من المزارعين وأصحاب الأراضي من الوصول لأراضيهم والاستفادة من خيراتها وخاصةً في موسم الزيتون.


ويقول المواطن فهيم أبو الرب لــ"القدس" دوت كوم: "بعد إقامة الجدار العنصري، ومنذ عام 2003، أصبحت وأقاربي ممنوعين من دخول أراضينا الواقعة خلف الجدار، وذلك ضمن سياسات الاحتلال لتدمير مقومات معيشتنا، والضغط علينا للتخلي عنها تمهيداً لمصادرتها".


 ويضيف: "حتى اليوم، يرفض الاحتلال منحنا تصاريح، وقد تأثرت هذه الأراضي والمناطق، بسبب تركها، فمطامع الاحتلال لم تتوقف، وهذه السياسة تؤدي لتدميرها".


فمع حلول موسم الزيتون في كل عام، تتعرض أراضي قرية جلبون الواقعة خلف الجدار العنصري أو المحاذية له، لاستهداف واعتداءات من المستوطنين الذين يتوزعون على المستوطنات الثلاثة الجاثمة فوق أراضي القرية منذ نكسة حزيران عام 1967.


 ويقول أبو الرب: "في كل موسم، تتجدد معاناتنا في ظل انفلات المستوطنين، الذين يقومون بسرقة محصول الزيتون وتكسير الأشجار وإطلاق الأبقار والخنازير لتدمير مزروعاتنا".


 ويضيف: "الكارثة الكبرى التي نعاني منها، قيام الاحتلال بمنع المزارعين من الدخول إلى الأراضي إلا بالتصاريح التي لا تعطى إلا لكبار السن والنساء، بينما غالبية أصحاب الارضي يرفض الاحتلال منحهم تصاريح منعاً باتاً، بذريعة الرفض الأمني، مما يؤدي لتدمير الأرض وخسارة المحاصيل الزراعية التي تعتبر لقمة عيش المزارعين الوحيدة، والذين يعيلون أسر كبيرة ولا أحد يعوضهم عن خسائرهم".


منذ نكبة عام 1948، أُدرجت قرية جلبون ضمن المناطق التي استهدفت من العصابات الصهيونية والاحتلال، بسبب موقعها الاستراتيجي، وامتداد حدودها داخل الأراضي التي احتلت في النكبة، وتقع القرية الواقعة على بعد 11 كيلو متر شرق جنين، على حدود خط التماس والهدنة، وبعد النكسة حاصرها الاحتلال بالمستوطنات ثم بجدار الفصل العنصري الذي يحيطها ويحاصرها من الجهات الثلاث الشمالية والشرقية والجنوبية والجهة الغربية.


 وبحسب رئيس جمعية جلبون علي أبو الرب، يبلغ تعداد سكانها حاليا 3100 نسمة، يعتمدون في معيشتهم على الزراعة والوظائف الحكومية والعمالة داخل الخط الأخضر.


 وذكر أن مساحة القرية الكلية بلغت 6500 دونم، تعرضت للمصادرة بشكل تدريجي، والتي بلغت ذروتها عام 2002، بمصادرة 2500 من دونمًا، أصبحت مغلقة ومحاصرة خلف الجدار، وغالبيتها مزروعة بأشجار الزيتون.


منذ بداية الاحتلال، عانى سكان القرية من اعتداءات المستوطنين، وإطلاق مياه المجاري في أراضيهم الزراعية وتلويثها، إضافة لتدمير المحاصيل، وبحسب فيهم أبو الرب، فإن آخر اعتداء تعرضت له أراضي القرية في شهر تموز من العام الجاري. 


ويقول: "تمكنا بالتنسيق مع الصليب الأحمر، من دخول أراضينا الواقعة خلف الجدار، وقمنا بزارعتها بكميات من التين الشوكي "الصبر"، كما تم تمديد صهاريج مياه وزراعة 2000 شتلة".


 ويضيف: "بعد فترة قصيرة، لم يبقى منها شتلة واحدة، فقد قطعها المستوطنين خلال الاعتداء على أراضينا، كما دمروا صهاريج المياه، إضافة لذلك يتعمد المستوطنون رعاية أبقارهم وأغنامهم في كامل المناطق الواقعة خلف الجدار، مما كبد المزارعين خسائر مادية فادحة".


كون موسم الزيتون والزراعة أهم مقومات الحياة لأهالي القرية، اضطر العشرات منهم بعد منعهم من دخول أراضيهم، للعمل في أراضي اخرى بأماكن متفرقة داخل القرية، وضمان مساحات مزروعة بالزيتون.


 ويقول أبو الرب: "غالبية أصحاب الأراضي الذين يملكون قواشين وأوراق ثبوتية بأراضيهم، فقدوا مصدر معيشتهم ودخلهم، وبعد فشل كافة الجهود لوقف اعتداءات المستوطنين التي تنفذ بحماية الجيش، استأجروا أراضي أو أصبحوا عمال لتوفير لقمة عيش كريمة لأسرهم، فهم لا يجيدون أي مهنة سوى العمل بالزراعة".


ووفق إحصائيات المجلس القروي في جلبون، فإن 100 عائلة تعتاش من أراضيها الواقعة خلف الجدار، وقد قيد الاحتلال حركتهم وفرض عليهم إجراءات تعسفية.


 وأوضح أبو الرب، أن الاحتلال يسمح فقط لحوالي 15-20 عائلة بالوصول لأراضيهم المحاصرة والمعزولة، من خلال تصاريح مقيدة وبعدد محدود، ويدخلون كل عام فقط في موسم الزيتون لساعات وأيام محددة، في ظل صعوبات ومعيقات كثيرة".


 ويضيف: "يعيش المزارعون معاناة قاسية ومؤلمة، في ظل التفتيشات اليومية على البوابة الوحيدة التي تخضع لحراسة مشددة، فالاحتلال يحتجز المزارعين حتى يجتمعوا ويجب أن يكونوا معا، ويفتح البوابة الساعة الثامنة صباحًا، ويفرض عليهم العودة قبل الثانية عشرة ظهراً، ولا يسمح لهم بالمرور حتى يتواجد الجميع، ويخضعون للتفتيش في الدخول والعودة".

يطلق الاحتلال على البوابة التي يمر منها المزارعون اسم البوابة رقم "2301"، والتي تشكل مصدر معاناة كبيرة لهم.


 ويفيد المزارع محمد خليل أبو الرب، الذي يشرف على توصيل المزارعين إلى أراضيهم خلف الجدار: "هذه بوابة الاحتلال، يخصصها الاحتلال لمرور المزارعين الذين يحملون تصاريح، ولا تفتح سوى بموسم الزيتون، بعد حصولهم على تصاريح مقيدة ومواعيدها أقل من متطلبات جمع ثمار الموسم".


 ويضيف: "في كل يوم، يتفنن الجنود في عقاب المزارعين والانتقام منهم، فرغم وصولنا في الموعد المحدد، يرغمنا على الانتظار ونحتجز، بسبب الإجراءات التعسفية حتى حضور الضابط المسؤول عن البوابة، مما يؤدي لتأخيرنا لساعتين تحسب من فترة وجودنا، للتضييق علينا ومنعنا من استثمار الوقت في الارض".


 ويكمل "خلال العودة، يرغموننا على الانتظار وتأخير وصولنا لمنازلنا، حتى حضور الضابط الذي يتحكم بمفتاح البوابة بشكل متعمد لإرهاقنا".


في نفس الوقت، أشار محمد أبو الرب إلى تعرض المزارعين للاعتداءات والممارسات التعسفية حتى خلال قطف الزيتون وعملهم في أراضيهم، ويقول: "دون سبب أو مبرر، يهاجم المستوطنين المزارعين، تارة يمنعونهم من قطف الزيتون، وأخرى الطرد وملاحقتهم، إضافة للشتائم والإهانات، ولكن رغم ذلك ما زال المزارعين، صامدون ويتمسكون بالأرض ويدافعون عنها بزراعتها ورعايتها، لمنع الاحتلال من سرقتها ومصادرتها وضمها للمستوطنات".


في المقابل، ما زال أهالي جلبون، يكافحون لحماية وإنقاذ أراضيهم المعزولة خلف الجدار، وقد نصب المستوطنون، يافطات كتب عليها بالعبرية "أن أراضيهم لليهود".


 وقال أبو الرب: "المناطق التي لا يسمح لأصحابها بدخولها، وهناك حركة ونشاط واسع للمستوطنين وتهديدات للأهالي حتى أصبحت مدمرة، بسبب قيام المستوطنين بتدمير أشجار الزيتون، وإطلاق ماشيتهم فيها، والخطر الأكبر يتهدد الأراضي المعزولة والتي يمنع الاحتلال ملاكها من دخولها ورعايتها".


 ويضيف: "المطلوب من كافة الجهات المعنية الوقوف لجانب أصحاب الأراضي والتحرك، لدعمهم وتقديم كل أشكال الدعم ورفع القضايا والشكاوي لإنقاذها من خطر النهب والتهويد قبل فوات الآوان".

دلالات

شارك برأيك

أهالي جلبون يتعرضون لاعتداءات وممارسات تعسفية لسرقة وتهويد أراضيهم خلف الجدار

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)