Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 26 نوفمبر 2022 8:03 صباحًا - بتوقيت القدس

منى ماضي.. قهرت البطالة بالعودة إلى الأرض واستثمار ترابها السخي

سلفیت - "القدس" دوت كوم - بإنشاء بيت بلاستيكي، كسرت "منى" قيد البطالة وعادت إلى تخصصها الجامعي كمهندسة زراعية للعمل فيه، وتحقيق حلمها، وإيجاد مصدر دخل لها من جهة أخرى، من خلال بيع منتوجاتها في السوق المحلي.

وتروي منى لـ "القدس" دوت كوم، قصة نجاحها بعد تمكنها من إنشاء بيت بلاستيكي في المنطقة لزراعة دونم كامل من المزروعات المتنوعه كالملوخية والخس وغيرهما دون تلقي أي مساعدة من أحد، إلا أن الطموح والإرادة القوية يستطيعان تجاوز وتخطي العقبات مهما كان حجمها للوصول إلى الهدف.

إستصلاح الأرض البور..


وتقول منى ماضي لـ "القدس" دوت كوم: إيماني دائمُا بتخصصي وبأن نجاحي فيه يختلف تمامًا عن نجاح أي شخص آخر لاني أغير فيه معالم الأرض ومظهرها واستصلح الأرض البور، كما أن رعاية النباتات الهشة ورؤيتها تكبر أمام عيني حتى تصير نباتًا حان موعد قطافه، شعور لا يضاهيه أي شعور في الدنيا، ورغم أنني تخرجت منذ ثماني سنوات عام 2014، إلا أنني بحثت كثيرًا عن وظيفة بمجال تخصصي وتنقلت بين العديد من الوظائف البعيدة عنه، إلا أنني لم أفقد الأمل بتحقيق حلمي بامتلاك مشتل أو أرض زراعية يومًا ما، وفعلاً بعد سنوات طويلة قررت العودة لتخصصي ودراستي والانتصار على الظروف الصعبة، وتقدمت لمديرية الزراعة التي أعلنت عن مشاريع زراعية، حيث تقدمت لها، وكان من ضمن هذه المشاريع تربية النحل أو البيوت البلاستيكية، وطبعًا اخترت هذه الأخيرة، لأن دراستي هي الإنتاح النباتي وهذا كان عام 2019 أي قبل ثلاثة أعوام.


وتضيف: في شهر شباط من عام 2020 تم تركيب البيت البلاستيكي لي من قبل مديرية زراعة سلفيت، ولكن شاءت الاقدار في ذات اليوم الذي تم تركيبة أن كانت الرياح قوية جدًا لدرجة أن البيت طار مع الرياح، ولم يتم تعويضي مع انتشار وباء "كورونا"، وبقيت انتظر التعويض مدة سنة كاملة حتى شهر كانون الثاني من العام الماضي وعوضوني، ولكن تكلفة التركيب كانت مرتفعة جدًا ولا استطيع تغطيتها، كما أن الأرض تحتاج لتجهيزها فأخذت "قرض حسن" وقمت بتركيب البيت البلاستيكي وكان هذا بعد شهر رمضان مباشرة، وفي نهاية أيار من العام الماضي،  قمت بإعداد الأرض من تنظيف ووضع التربة الحمراء والسماد الحيواني، وأحضرت شبكة ري وكل ذلك على حسابي الشخصي، بالإضافة إلى تقديم اشتراك المياه.


وتتابع: بدأت الزارعة داخل الدفيئة وقمت بزراعة الملوخية والخس والسبانخ والكوسا والبقدونس، والحمدلله قمت بقطاف الملوخية والخس وبيعها بالكامل، أما حاليًا فقد زرعت السبانخ والفاصوليا والبقدونس والكزبرة والنعنع والبصل الأخضر والجرجير والسبانخ.

آفات زراعية..


وتواصل منى: قديمًا كانت الأرض الزراعية خصبة تنمو فيها النباتات بلا آفات أوأمراض لكن في العقود الأخيرة كثرت الآفات الزراعية والأمراض التي تصيب النباتات وتقلل الانتاجية، إضافة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وهذه عوامل أدت إلى التأثي على الزراعة التقليدية وظهرت في المقابل طريقة الزراعة في البيوت البلاستيكية كوسيلة للتغلب على هذه المشكلات.

وتتابع: البيوت البلاستيكية هي عبارة عن هياكل معدنية ضخمة مغطاة بالبلاستيك الشفاف، ويتم الزراعة داخلها كونها تسمح بالتحكم في الطقس داخلها وبالتالي يتم زراعة جميع أنواع النباتات طوال العام، دون التأثر بالتقلبات الجوية وتغيرات الطقس وهي حليف حقيقي للزراعة التقليدية لكنها تحتاج إلى معرفة ودراية وخبرة للزراعة فيها والإلمام الكامل بكل الجوانب التي تخص الزراعة ومعرفة المشاكل التي يمكن أن تواجهنا.

مساحة الأرض المستصلحة..


وتقول ماضي: تبلغ مساحة الأرض التي قمت بإستصلاحها وبدأت فيها حلمي، دونمًا واحدًا، أخذت مني أسبوعًا للتجهيز والتحضير من تنظيف ووضع التراب والسماد وحراثتها، وأسبوع آخرلتمديد شبكة الري، وكان هذا بمساعدة والدتي وإخوتي الذين دعموني وشجعوني ووقفوا إلى جانبي وساعدوني كذلك بالزراعة التي احتاجت تقريبًا إلى ثلاثين يومًا.

وتضيف: الأرض طبعًا تحتاج إلى عناية ورعاية لذلك انطلق كل يوم في السادسة والنصف صباحًا إلى أرضي التي تحتاج مني يوميًا أربع ساعات للري ورش المنتوجات لحمايتها من الحشرات التي من الممكن أن تتجمع على المزروعات وتتلفها بسبب الرطوبة العالية ودرجات الحرارة، وحتى لا يصيب النبات أي أعراض، وهذا يحتاج إلى ما يقارب الساعة من العمل الجدي في تفقد المزروعات، والآن يتوفر خزان مياه كبير في الأرض، علمًا انه في البداية كنت أقوم بالتسميد لوقت طويل وهذا يحتاج لجهد أكبر لأن آلية العمل كانت تتم عن طريق وضع السماد في برميل كبير، ثم استخدم "الدلو" والكوب لاستطيع ايصاله لكل نبتة، لكن هذا التعب كله يهون ويحل مكانه الشعور بالسعادة عند رؤية المزروعات وهي تثمر وكيف تحولت الأرض من بور قاحلة إلى جنة خضراء.

معيقات تم التغلب عليها..


ورغم بعض المعيقات في البداية بسبب قلة الخبرة وعدم الممارسة، واجهتني صعوبات بالنسبة للاشتال ونوعية البذور في أول مرة اشتريتها وكانت جودتها عالية، لكن في المرة الثانية كان عمر الاشتال كبير وبسبب الهرمونات كانت تبدو صغيرة ما جعل بعض الخس ينمو بحجم أكبر من الآخر، ولم استطع بيعه، لكني اليوم ومع الوقت اكتسبت الخبرة الكافية في شراء الاشتال والبذور.

حلمي تحقق رغم الصعوبات..

واختتمت منى حديثها بالقول: غرست وسقيت وحصدت وحاليا شعوري لا يوصف لأنني منذ تخرجت وحتى اليوم وأنا عندي حلم أن يكون لدي دفيئة أو مشتل أو محل زراعي والحمدلله الذي وفقني وحققت حلمي رغم كل الصعوبات، وبدأت بزراعة الملوخية لانها أسهل شيء يمكن زراعته، فقد بدأت بالسهل رغم أني قررت في البداية زراعة الورد والأناناس، إلا أنها تحتاج لخبرة كبيرة وكنت بالبدايات، ومع الوقت أصبح هنالك تنوع كبير في الثمار التي أزرعها، وسأقوم بتنويعها أكثر، إضافة إلى إنني زرعت المساحة الصغيرة الموجودة أمام البيت البلاستيكي "فول و بازيلاء"، وبالنسبة للمبيدات فأنا ابتعد عنها قدر الإمكان واعتمد السماد الطبيعي بشكل كبير "السماد العضوي" رغم أننا في فترة ما، يجب أن نستخدم السماد الكيماوي لوجود احتياجات للنبتة موجودة فقط فيه، ولأن الأرض "بور"، فإنني أدعو الشباب لأن يكون كل منهم لديه هدف، ويسعى لتحقيقه وأتمنى أن أزرع مساحات أكبر واشغل أيدي عاملة معي.

وشكرت كل من ساعدها سواء من زملائها أو المهندسين الزراعيين في مديرية سلفيت الذين أفادوها بخبرتهم متمنية على الحكومة أن تدعم المشاريع الشبابية وأن يلتفت لهم الإعلام حتى لا يصيبهم الإحباط بعد كل الجهد والتعب المبذولين.

دلالات

شارك برأيك

منى ماضي.. قهرت البطالة بالعودة إلى الأرض واستثمار ترابها السخي

-

محمد قبل ما يقرب من 2 سنة

بالارادة تتحقق المعجزات

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)