فلسطين

الثّلاثاء 22 نوفمبر 2022 3:48 مساءً - بتوقيت القدس

والد الأسير راتب البالي: الاحتلال خطط لقتل ابني واحتضنته وحميته من أمام القناصة والمستعربين

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي - بأعجوبة بالغة نجا المطارد راتب رائد البالي (22 عاماً) من الموت، بعدما حاصره رصاص المستعربين وقوات الاحتلال مع أسرته في منزلهم في حي الهدف، صبيحة يوم الإثنين، وبشجاعة والده الذي رفض الخضوع لضابط المخابرات، كتبت له حياة جديدة.


وتزعم قوات الاحتلال، أن راتب الجريح والأسير المحرر مطلوب للمخابرات، بتهمة الانتماء للجناح العسكري لحركة "فتح"، كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في المقاومة، لذلك يؤكد والده لمراسل "القدس" دوت كوم، أن هدف عملية الاحتلال بمهاجمة منزله، كان إعدام واغتيال نجله وليس اعتقاله.


وأظهر شريط فيديو نشره نشطاء، لحظة وصول المستعربين بشاحنة تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، لمحيط منزل البالي في حي الهدف الذي يتبع لمدينة جنين ومتاخم للمخيم، والذي هبته مقاومته لنجدته والتصدي لقوات الاحتلال، مما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة استمرت حتى انسحاب الجيش، وكان الأبرز في العملية أن الجيش ووحداته الخاصة لم يدخلوا للمنزل الذي حوصر من كافة الجهات.


في ساعات الصباح الباكر، شوهد المستعربين في حالة استنفار وهم يحاصرون منزل البالي، بدعم وغطاء من طائرات رصد واستطلاع إسرائيلية، وسرعان ما انضم إليها تعزيزات عسكرية كبيرة، اقتحمت الشوارع الرئيسية المؤدية للمدينة والمخيم ومنطقة الهدف.


 ويروي المواطن رائد البالي لـــــــ"القدس" دوت كوم، "أن راتب ورغم كونه مطارد، كان يحرص على التسلل لمنزله للاستراحة، بسبب السهر الطويل لحراسة المخيم مع رفاقه المطلوبين والملاحقين من الاحتلال".


 ويقول: "في ساعة مبكرة، تسلل راتب تحت جنح الظلام كعادته للمنزل، وتناول الإفطار، ودخل غرفته للنوم ونيل قسط من الراحة، لكن سرعان ما سمعنا فجأة ودون سابق إنذار، إطلاق نار كثيف وقريب جداً".


الموت اقترب منا..

كباقي سكان المنطقة، استيقظت عائلة البالي، على دوي الرصاص وأزيز الطائرات التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض دون معرفة أن منزلها المستهدف، ويقول الوالد: "أمام كثافة إطلاق النار، سمعت ابنتي وزوجتي تصرخان، وبدأنا نزحف على الأرض دون معرفة أن منزلنا المستهدف، حتى شاهدنا زجاج النافذة يتطاير فوق رؤوسنا والرصاص ينهمر لداخل المنزل".


ويضيف: "شعرنا بخوف ورعب عندما شاهدنا عبر أحد النوافذ الجنود حول منزلنا المحاصر، فطلبت من زوجتي وأسرتي الزحف على الأرض والتوجه نحو منطقة الصالون، لكن فجأة اهتز المنزل بعدما أطلقوا قذيفة "انيرجا" نحو درج المنزل، وتجعنا في سرداب الحمام".


وتكمل زوجته:  "شعرنا أن الموت قريب منا، فالرصاص كان يتطاير واخترق بشكل خاص غرفة راتب، فقد كانوا يعرفونها جيداً، وتم إطلاق النار دون مراعاة لوجود أطفال ونساء".


المخيم.. ساحات مواجهة..

خلال ذلك، انتفضت المقاومة في مخيم جنين، واستنفرت مجموعات لواء الشهداء التابعة لكتائب شهداء الأقصى وكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس وعش الدبابير، وهبت للتصدي لقوات الاحتلال بالرصاص والعبوات الناسفة، بينما حول الاحتلال الحي لثكنة عسكرية ومنطقة مغلقة، فالدوريات أطبقت الحصار على المنطقة التي يقع بالقرب منها عدد من المدارس، وتعتبر منطقة سكنية مكتظة.


 وقد أكد الأهالي لمراسل "القدس" دوت كوم، أن الجيش احتل العمارات والمنازل المطلة على الموقع ومنزل البالي، واحتجز المواطنين ومنعهم من الحركة، وحرم الطلبة من التوجه لمدارسهم، وبحسب الشهود شارك في العملية أكثر من 30 دورية، إضافة للطائرات التي لم تغادر سماء المخيم، الذي تحولت أزقته وشوارع لساحات مواجهة عنيفة.


ضغوط إسرائيلية ..

في هذا الوقت، كانت عائلة البالي، تعيش كوابيس رعب، كما يعبر رب الأسرة، في ظل استمرار الاحتلال بإطلاق النار ومحاولات المخابرات الضغط عليها، ويقول الوالد: "وسط مشاعر الخوف والقلق على ابني وأسرتي، تلقيت اتصالاً على هاتفي الخلوي من ضابط المخابرات، الذي طلب مني الخروج مع عائلتي وإخلاء المنزل وترك راتب داخله، فرفضت، وقلت له، لن أتركه وسنخرج معه".


 ويضيف: "زعم الضابط خلال حديثه معي، أن راتب معه سلاح، وكرر طلبه لي بالخروج وتركه، فقلت له، لا يوجد معه سلاح، وأوقفوا إطلاق النار فهناك أطفال، وسنخرج جميعًا ومعنا راتب لخوفي على حياته واغتياله وإعدامه".


احتد النقاش بين الوالد وضابط المخابرات في ظل إصراره على وجود سلاح مع راتب داخل المنزل، لكنه والده تمسك بموقفه، ويقول: "أمهلني ضابط المخابرات دقيقة لنخرج من المنزل، ولكن خلال نزولي نحو الدرج لفتح الباب، واصلوا النار، فلم يكون الضابط وجنوده، يريدون خروج ابني، فاحتضنته".


ويضيف: "والدته وشقيقته سارتا خلفه وأنا أمامه وملاصق له، و مشيت معه خطوة خطوة وأمامه أمام القناصة والجنود حتى لا يطلقوا النار عليه".


 وتابع: "عندما وصلنا للجنود، اعتقلوا راجح وحاصروه وعزلوه عني وضربوه، وباشروا استجوابي والتحقيق معي، أين السلاح؟، فقلت لهم لا يوجد معه، فقال لي ضابط المخابرات، يوجد معه سلاح ويخفيه داخل مركبته".


 ويكمل: "وسط حراسة الجنود الذين وجهوا بنادقهم نحوي، أخرجت سيارة راتب من موقفها في المنزل، وبعد تفتيشها لم يعثروا على شيء، فقاموا بتفتيش دقيق للمنطقة وانسحبوا".


شجاعة الوالد ..

آثار القصف والرصاص الاسرائيلي، بدت واضحة في كافة أرجاء منزل البالي، خاصة في غرفة راتب، الذي اعترف الاحتلال بنقله فوراً للتحقيق، بينما حمل والده الاحتلال كامل المسؤولية عن حياته.


 وقال: "لو أرادوا اعتقاله، لطالبوه بتسليم نفسه، لكنهم رغم حصار منزلنا، أطلقوا النار والقذائف نحونا مباشرة وعرضوا حياتنا للخطر، وهذا يؤكد أن الاحتلال أراد إعدامه وتصفيته، لكني لم 

أخشاهم وأتردد لحظة حد التضحية لإفشال خطتهم".


ويضيف: "وضعت روحي وجسدي أمامه في ظل انتشار المستعربين والقناصة في كل مكان، ورفضت تركه والابتعاد عنه، وكرمني رب العالمين بنجاته، وإن شاء الله سيتحرر قريبًا من سجون الاحتلال التي اكتوى بعذاباتها كما تعرض لرصاصه قبل فترة".


اعتقال وإصابة.. الجريح والأسير ..

ويعتبر رائد باكورة أبناء أسرته المكونة من 3 أفراد، اعتقل عام 2019، وقضى عام رهن الاعتقال الإداري، وبعد تنسمه الحرية، انضم لصفوف المقاومة وكتائب شهداء الأقصى، اشتدت ملاحقته بعدما أصيب بخمسة رصاصات خلال عملية للاحتلال في جنين فجر 5-8-2021.


 ويقول والده: "منذ إصابته، أصبح مستهدفًا ومطاردًا ومهددًا، فقد نجا من الموت، عندما أصيب برصاص القناصة في المنطقة الصناعية في جنين، ولم يتمكن من الحصول على العلاج بشكل منتظم بسبب ملاحقته".


ويفيد والده أن ابنه الثاني أسامة (21 عاماً)، يقبع في سجون الاحتلال الذي اعتقله قبل 24 يوماً، وما زال رهن التحقيق في زنازين الجلمة.


استهداف مستمر ..

ويستهدف الاحتلال مخيم ومدينة جنين بشكل مستمر، وقد تزايدت المداهمات والعمليات العسكرية مؤخراً بشكل كبير، وكانت قوات الاحتلال ووحدة المستعربين، اغتالت قبل أسبوعين القائد في كتيبة جنين فاروق سلامة في عملية خاصة بمخيم جنين، الذي يتذكر أهله العديد من عمليات الاغتيال والإعدام التي تعرض لها مقاومين بعد اعتقالهم، كما حدث مع الشهيد إسلام الطوباسي خلال انتفاضة الأقصى، وقد شهد المخيم خلال عملية اعتقال البالي اشتباكات مسلحة عنيفة مع المقاومة التي ألقت عبوات ناسفة على دوريات الاحتلال، وقد أطلق الجيش النار بكثافة، مما أدى لاستشهاد الطالب محمود السعدي (17 عامًا) خلال توجهه لمدرسته "حشاد " القريبة من حي الهدف، بينما أصيب ثلاثة شبان.


دلالات

شارك برأيك

والد الأسير راتب البالي: الاحتلال خطط لقتل ابني واحتضنته وحميته من أمام القناصة والمستعربين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 71)

القدس حالة الطقس