عربي ودولي

الثّلاثاء 15 نوفمبر 2022 3:44 مساءً - بتوقيت القدس

ضغوط على روسيا خلال قمة مجموعة العشرين لإنهاء حرب أوكرانيا

نوسا دوا (اندونيسيا)- (أ ف ب) -رغم الانقسامات بين دول مجموعة العشرين حول الغزو الروسي لأوكرانيا، تصاعدت الضغوط على روسيا الثلاثاء خلال قمة مجموعة الاقتصادات الكبرى من أجل إنهاء الحرب ذات التكاليف المادية والبشرية الباهظة.


بدأ الثلاثاء أهمّ تجمّع للقادة العالميين منذ بداية جائحة كوفيد-19، بغياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جزيرة بالي الاندونيسية، بعد تسعة أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب بارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في العالم وبعودة التهديد باستخدام السلاح النووي.


لا يرد الغزو الروسي لأوكرانيا على جدول الأعمال الرسمي لقمة مجموعة العشرين، إلّا أنه يهيمن على الاجتماع ويكشف الانقسامات بين الدول الغربية الداعمة لكييف ودول أخرى ترفض إدانة موسكو، وعلى رأسها الصين.


مع ذلك، اتفق أعضاء مجموعة العشرين، التي تم إنشاؤها بالأساس لإدارة القضايا الاقتصادية، على مسودة بيان اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، لكن احتمال اعتمادها ضعيف نظرًا للانقسامات التي برزت في الأيام الأخيرة وضرورة موافقة موسكو عليها.


تتحدث هذه الوثيقة، في حال تبنّاها القادة، عن التداعيات السلبية لـ"الحرب في أوكرانيا"، متناولة مصطلح "الحرب" الذي لا تزال ترفضه موسكو التي تتحدث عن "عملية عسكرية خاصة".


 وتشير الوثيقة إلى أن "معظم الأعضاء ... يدينون بشدّة" النزاع، معتبرين استخدام السلاح النووي أو التهديد به "غير مقبول"، مع الدعوة إلى تمديد اتفاقية تصدير الحبوب.


تنتهي الجمعة الاتفاقية الموقعة في تموز/يوليو، برعاية تركيا، والتي سمحت بتصدير نحو عشرة ملايين طنّ من الحبوب الأوكرانية، ولا تزال موسكو تثير الشكوك حول نيتها بشأن تمديد الاتفاقية من عدمه، ما يثير مخاوف الأمم المتحدة من حصول مجاعة.


حتى لو لم تدن الدول الحليفة لروسيا كالصين والهند وجنوب افريقيا موسكو بشكل مباشر في القمة، وافق مفاوضو هذه الدول على نصّ يشدّد على أن تداعيات الحرب كانت العامل الأساسي في مشاكل إمدادات الطاقة والغذاء العالمية.


وتُعدّ الأرجنتين وتركيا، وهما أيضًا عضوان في مجموعة العشرين، من بين الدول الأكثر تأثرًا بهذه الأزمات.


وقال وزير الخارجية الأرجنتيني سانتياغو كافييرو "إن تجار الموت في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يعقدون صفقات أسلحة، أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فالأغذية نادرة ومكلفة، وليس الرصاص أو الصواريخ هو الذي يقتل بل الفقر والجوع".


بعد عودته من مدينة خيرسون المحررة بجنوب أوكرانيا، خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة مجموعة العشرين خلال الجلسة الافتتاحية لقمتهم عبر الفيديو الثلاثاء قائلا إن الوقت حان لإنهاء "الحرب المدمرة" التي تشنها روسيا.


ودعا إلى تمديد اتفاقية الحبوب، معتبرًا أنها "تستحق تمديدًا إلى أجل غير مسمى ... بغض النظر عن موعد انتهاء الحرب"، وحض على توسيع الاتفاق ليشمل موانئ أخرى.


وأضاف في خطاب عبر الفيديو باللغة الأوكرانية "أنا مقتنع أنه حان الوقت الآن الذي يجب والذي يمكن فيه وقف الحرب الروسية المدمرة"، مضيفا "سينقذ ذلك آلاف الأرواح".


لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان غائبا عن القمة بعد أن قرر عدم الحضور وارسال وزير خارجيته سيرغي لافروف إلى بالي ليمثل روسيا.


بقي وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف داخل الصالة خلال إلقاء زيلينسكي خطابه عبر الفيديو.
واعتبر أن شروط أوكرانيا لإعادة إطلاق المفاوضات مع موسكو "غير واقعية".


وقال لافروف للصحافيين "قلت مجددا إن جميع المشاكل ترتبط بالجانب الأوكراني الذي يرفض بشكل قاطع المفاوضات ويطرح شروطا من الواضح أنها غير واقعية"، مشيرا إلى أنه أعرب عن هذا الموقف أثناء لقاء "وجيز" مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.


ولفت المسؤول الروسي إلى أنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وناقش معه "العقبات" التي تحول دون تمديد اتفاقية الحبوب.


وأشار إلى أنه تحدث مع المستشار الألماني أولاف شولتس، نافيًا أن يكون معزولًا.


وقال مسؤول غربي "إن الروس معزولون جدًا. أعتقد أن بعض الدول منخرطة مع روسيا، لكن كان ذلك نهجًا شديد الحذر".


وتعرّض سجناء احتجزوا من طرفَي النزاع في الحرب الروسية على أوكرانيا إلى التعذيب بأساليب شملت الضرب والصعق الكهربائي والإهانة، وفق ما أعلن محققو الأمم المتحدة الثلاثاء.


وتتركّز جميع الأنظار على الصين التي تقرّب رئيسها شي جينبينغ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية الحرب، بحيث شكّلا جبهة مشتركة ضدّ ما يعتبرانها مساعي الهيمنة الغربية.


ورفضت بكين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.


متحدثًا خلال قمة مجموعة العشرين، دعا جينبينغ إلى معارضة تسييس مشاكل الغذاء والطاقة وتحويلها إلى أدوات وأسلحة"، بينما كرر في الوقت ذاته التعبير عن معارضته لسياسة العقوبات الغربية.


وطالب أيضًا هذه الدول بالحد من تداعيات رفع معدلات الفائدة، في وقت يشدد الاحتياطي الفدرالي الأميركي سياساته الرامية لمواجهة التضخم.


ولفت مسؤول أميركي كبير الثلاثاء إلى أن بلاده تسعى إلى إقناع الصين والأعضاء الآخرين في مجموعة العشرين ببذل المزيد من الجهد لتخفيف ديون أفقر الدول.


وسيتمّ التطرق إلى المسألة في البيان الختامي للقمة المنعقدة حتى الأربعاء، مشيرًا أن أن بلدًا واحدًا "يعارض" اعتبارها "مسألة أساسية من الدرجة الأولى يجب علينا العمل بشكل جماعي من أجلها".


 ولم يسمّ الدولة، لكن يبدو أن تصريحاته موجهة للصين الدائنة الرئيسية للعديد من البلدان الفقيرة.


وعلى صعيد البيئة، أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن الولايات المتحدة واليابان وكندا وست دول أوروبية تعهدت بجمع 20 مليار دولار على الأقل للمساعدة في إبعاد إندونيسيا عن استخدام الفحم والوصول إلى حياد الكربون بحلول العام 2050.


وأعلنت هذه الدول في بيان نشره البيت الأبيض أنها وقّعت الاتفاق مع جاكرتا على هامش قمة مجموعة العشرين، بغية ضمان "تحوّل عادل لقطاع الطاقة" بعيدًا عن الاعتماد على الفحم. 

دلالات

شارك برأيك

ضغوط على روسيا خلال قمة مجموعة العشرين لإنهاء حرب أوكرانيا

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 7)