فلسطين
الإثنين 24 أكتوبر 2022 7:05 مساءً - بتوقيت القدس
محللون لـ"القدس": عودة إسرائيل للاغتيالات بالتفجير "تخبُط" ويقود للتصعيد
رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم - يرى مختصون بالشأن الإسرائيلي ومحللون وكتاب سياسيون أن لجوء قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى عمليات الاغتيال بالتفجير والتي راح ضحيتها الشهيد تامر الكيلاني القيادي بمجموعة "عرين الأسود" هو فشل إسرائيلي وتخبط في الرد على عمليات تلك المجموعات، وإن عمليات الاغتيال ستقود لمزيد من التصعيد، وليس القضاء على المجموعة.
تخبط ومأزق إسرائيلي
يبدو أن عودة إسرائيل إلى الاغتيالات بالتفجير يدلل على أنها تقف عاجزة عن مواجهة "عرين الأسود"، حيث لم يتبق إلا استخدام المروحيات والدبابات والمسيرات والصواريخ، للرد على عمليات المقاومة، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل في حديث لـ"القدس" دوت كوم .
ويشير عوكل إلى أن عودة هذا النوع من الاغتيالات ينطوي على قدر من الإرهاب، فإسرائيل ليس هدفها التخلص من مقاوم فحسب، بل هي تشير إلى طابع تخويفي حتى يتراجع المقاومون عما يقومون به، وهذا أسلوب أصيل لدى إسرائيل التي تمتلك ملفًا طافحاً بالاغتيالات، وإسرائيل حاليًا ليست تصعد، بل إنها بحالة تعبر عن التخبط.
وبحسب عوكل، إن إسرائيل لجأت لاغتيال مقاوم شاب، وعمليات المقاومة تأتي بحدود ظاهرة ما تزال غير واسعة كثيراً، وهو ما يعني أن إسرائيل تتخبط وتفلفت من عقال الإرهاب بكل أشكاله، بدون أن تخشى ردود فعل دولية أو غيرها.
ويرى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي انطون شحلت في حديث لـ"القدس"، أن عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات هو دليل على مأزق أكثر من كونه تصعيداً في السياسة الإسرائيلية، ومن الواضح أن إسرائيل تعيش متاهة وحالة تخبط، لأن ما يجري في شمال الضفة الغربية كان غير متوقع حتى بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، "ففي حملات المداهمات التقليدية كان جيش الاحتلال لا يعرف من أين يأتيه إطلاق النار".
وبحسب شلحت، فإن سياسة الاغتيالات هي الآن إحدى المخرجات التي تعتقد إسرائيل أن استخدامها من الممكن أن يضع حداً للمقاومة في شمال الضفة الغريبة.
الاغتيالات وحصاد الانتخابات
وتأتي الاغتيالات هذه وفق الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، في حديثه لـ"القدس" دوت كوم، في ظل إدراك إسرائيل أن تنفيذها لعملية عسكرية واسعة في جنين أو نابلس لن تجدي نفعًا ولن تكون ذات نتائج مضمونة، قبل أسبوع من موعد انتخابات الكنيست.
وكي يجنبها أية أمور لا تريدها قبل الانتخابات، لجأت إسرائيل للاغتيالات، في سياق محاولة تحقيق نتائج لرئيس حكومة الاحتلال يائر لابيد ووزير جيش الاحتلال بيني غانتس، والترويج بأنها إنجازات خاصة مع الترويج بعدم وجود خسائر بصفوف جيش الاحتلال، يؤكد شاهين.
ويتابع شاهين، "إن هذا التصعيد يأتي وفق مؤشرات بأن نتائج الانتخابات المتوقعة لا تنطوي على تشكيل حكومة إسرائيلية تريد استئناف عملية سياسية، ما يعني أننا أمام حكومة يمينية متطرفة، لأن حكومة لابيد وحلفائه ضعيفة، والمحللون الإسرائيليون يتحدثون أن هذه الانتخابات قد تكون مقدمة لانتخابات أخرى".
التصعيد القادم
عمليات الاغتيال هذه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أنها ستقابل بمواجهة فلسطينية، وليس فقط أن تتخذ شكل الانتفاضة، فما يقوم به الاحتلال من ممارسات يومية وإعدامات وقتل واعتقالات وتدمير بيوت ومضايقات على الحواجز ياتي بمقابله توسع التصدي الفلسطيني بالاشتباك باستخدام الأسلحة، والذي يتسع يومًا بعد يوم من جنين إلى نابلس إلى الخليل.
وبحسب عوكل، فإن إسرائيل مغتاظة من حجم اتساع المواجهة، خاصة أن الشارع الفلسطيني بات يستجيب لهذا الاتساع من المقاومة، ويشكل حاضنة للمقاومين الفلسطينيين.
يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن إسرائيل أصبحت تستخدم الدم الفلسطيني كسياسة ثابتة قبيل الانتخابات، كما أن الممارسات الإسرائيلية قد تأتي في محاولات هجير الفلسطينيين وتهويد ومصادرة أراضيهم.
أما الكاتب المختص بالشان الإسرائيلي أنطون شلحت، فإنه يرى أن التصعيد القادم قد لا يكون في شمال الضفة الغربية فقط، بل ربما سيتسع، ولا أحد يعلم إلى أين ستصل الأمور، في ظل التخبط الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن عملية اغتيال الشهيد رائد الكرمي في الانتفاضة الثانية، قادت لمزيد من التصعيد.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن إسرائيل سوف تستمر بهذا الأسلوب من الاغتيالات خلال الفترة المقبلة، باستخدام العملاء، أو باللجوء إلى استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف أماكن محدد لتجنيب جنودها الخسائر، وإرضاء الجمهور الإسرائيلي بشكل واسع، دون اللجوء إلى عمليات عسكرية واجتياحات لشمال الضفة الغربية.
ويشير شاهين إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد تصعيداً إسرائيليًا، وردًا فلسطينيًا من المقاومين والذين يجدون حالة من الالتفاف الشعبي ويتحول المقاومين إلى "أيقونات"، ونماذج يقلدهم غيرهم، وهو ما يعني القيام بمزيد من العمليات ضد الاحتلال، "حيث أن إسرائيل تريد حسم الصراع وليس إدارته، وكل ذلك يوفر عوامل لتصعيد المقاومة".
ويشدد شاهين على أن عودة سياسة الاغتيالات بالعبوات الناسفة تأتي في ظل إعدامات ميدانية وعمليات قتل واعتقالات واقتحامات، واغتيالات للمقاومين في نابلس وجنين تتم بشكل يومي ولم تتوقف، كما أن إسرائيل استخدمت هذا النوع من العبوات لأنها ذات قوة تفجيرية محدودة.
وعمليات الاغتيال للمقاومين بحسب شاهين، هو إعدام خارج إطار القانون، حتى لو كان الشخص متهم بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال، فيمكن أن يتم اعتقاله وليس إعدامه، لكن إسرائيل تستسهل الاغتيالات في ظل ما تحظاه من دعم دول صديقة وحليفة لها.
العرين.. وقلق إسرائيلي متواصل
باتت مجموعة "عرين الأسود" تشكل قلقًا واضحًا لإسرائيل، وتعقد اجتماعات رسمية مكثفة بشأن الرد على عملياتها، وهو ما يدلل على الشعور الإسرائيلي بالفشل والإحباط من عمليات المقاومة، خاصة بعد عملية مخيم شعفاط، ورغم أنها أعلنت عن إحباط أكثر من 300 عملية إلا أن عمليات المقاومة متواصلة وتتنامى.
ويشدد المختص بالشأن الإسرائيلي أنطون شلحت على أن "عرين الأسود" باتت تقلق إسرائيل، خاصة أنها تكبد إسرائيل خسائر بعملياتها ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، وما يميز "عرين الأسود" أنها تنفذ عملياتها في المناطق المحتلة عام 1967.
والأهم كما يرى شلحت، أن ما يقلق إسرائيل ويشكل لها خطرًا كبيرًا أن "عرين الأسود" باتت تشكل مصدر إلهام للجماهير الفلسطينية، لذا فإسرائيل تحاول أن تهرب للأمام بعودة سياسة الاغتيالات، رغم أن العودة إليها ستشعل الأرض تحت أقدام الاحتلال الذي لا يريد كذلك تداعيات التصعيد!
دلالات
الأكثر تعليقاً
"الدولة" التي تعبث بالعالم
الرئيس عباس: نعمل على وضع آليات لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير
إحياء الذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في عدد من المحافظات
عشرون عاماً في حضرة الغياب.. دماءٌ غزيرةٌ جرت في نهر الحريّة
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
الأكثر قراءة
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
عشرون عاماً في حضرة الغياب.. دماءٌ غزيرةٌ جرت في نهر الحريّة
تداعيات تخلّي قطر عن دور الوساطة على جهود إتمام الصفقة
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
وزير الاقتصاد الإسرائيلي: فليذهب القطريون للجحيم
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
"الدولة" التي تعبث بالعالم
أسعار العملات
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 9:48 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.75
يورو / شيكل
بيع 3.99
شراء 3.98
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.29
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 17)
شارك برأيك
محللون لـ"القدس": عودة إسرائيل للاغتيالات بالتفجير "تخبُط" ويقود للتصعيد