فلسطين

الإثنين 24 أكتوبر 2022 8:19 صباحًا - بتوقيت القدس

مصير غامض يحيط بالصرح التاريخي الكبير "مدرسة اليتيم العربي" الصناعية في بيت حنينا

القدس- "القدس" دوت كوم - تقرير: واصل الخطيب- مازال الغموض يحط بمستقبل مدرسة دار اليتيم العربي المهنية الصناعية ومقرها في بيت حنينا بالقدس المحتلة، فيما حذر محام مختص ومتابع لقضية هذا الصرح التاريخي الكبير في قلب العاصمة،من اغلاقها وإعلان افلاسها بعد أن تم تحويلها إلى شركة غير ربحية وتراجع العملية التعليمية فيها.


وفي حديث مع "القدس" دوت كوم، يشرح المحامي بلال محفوظ المتابع لهذه القضية الطافية على السطح منذ فترة طويلة وتفاعلت بشدة خلال الأيام القليلة الماضية وصدرت منشورات بشأنها على الفيس بوك، القصة الكاملة لهذه المؤسسة ويقول: إن المدرسة بالأساس تابعة لمؤسسة أردنية تحمل اسم اليتيم العربي ترعى أموال الأيتام قامت قبل عام 67 بتخصيص قطعة أرض بمساحة 44 دونمًا لإقامة المدرسة الصناعية|، وهذه المؤسسة كان يقودها الأستاذ الراحل حسن القيق المعروف بإخلاصه ووفائه ووطنيته الصادقة، فقام بتثبيتها من خلال الصمود فيها أيام حرب حزيران 67 والفترة الحرجة التي أعقبتها في القدس العربية.


ويضيف محفوظ: توالت إدارات على المدرسة منذ العام 2006 إلى أن وصل الحال للإدارة الحالية والتي قامت بتشكيل شركة غير ربحية تدير المؤسسة، حيث تتجه نيتهم نحو إعلان افلاسها بهدف إغلاق المدرسة، مع العلم أن هناك مسؤولين في المؤسسة يتقاضون رواتب خيالية تناهز ال" 25" ألف شيكل شهريًا، الأمر الذي يعني وجود تناقض كبير فيما يدعون وفي ذات الوقت يدفع للتساؤل: "أين هي الأزمة المالية التي تتحدثون عنها؟".


ويشير المحامي محفوظ إلى أنه واللجنة المشكلة من أولياء أمور ومعلمين وأعضاء ملتقى أهالي القدس "العائلات المقدسية" منهم الشيخ نور الدين الرجبي وحمزة المغربي" أبو الرائد" وماهر الصوص وأسامة برهم وبسام عكة، حيث قام الشيخ الرجبي بتسليم كتاب موقع من المعلمين حول الإشكالية في هذه المؤسسة خلال مؤتمر صحفي مقتضب، لمدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب وأطلعوه على ما يجري من أمور تقلق المقدسيين عامة والفعاليات التي تتابع هذا الشأن وأهالي الطلبة على وجه الخصوص، موضحًا أن الخطيب طمأنهم أن المملكة الأردنية تضع هذا الموضوع نصب أعينها ولن تسمح بالمساس بالأرض، وأنها حسب اتفاقية وادي عربة مع الجانب الإسرائيلي، تابعة للأردن، غير أن الخطر قائم حول استمرار بقاء المدرسة، وأيضًا هناك مخاوف من دخول الجانب الإسرائيلي على الخط من خلال جهات تعمل بالخفاء وبالتالي يتم أسرلة التعليم فيها أو توجيه الطلاب نحو المؤسسات الإسرائيلية ذات العلاقة وافراغها منهم ومن ثم وضع اليد عليها.


ويتابع محفوظ في حديثه لـ "القدس" دوت كوم: من أجل استكمال الحوار طلبنا عقد اجتماع مع إدارة المدرسة ولكن إلى الآن لم يعقد، وكان قد حدد موعد لذلك يوم أمس الأول السبت غير أنهم لم يتقيدوا بهذا الموعد لأسباب لم نعرفها.


يشار إلى أن "القدس" حاولت الاتصال مرارًا مع الجهة المخولة بالرد على أسئلتها من قبل إدارة مدرسة اليتيم العربي غير أنها لم تجب.


ويوضح المحامي محفوظ في شرحه لموقفهم من توجهات إدارة المدرسة، أنهم في حال قرروا تأجير قطع من الأراضي لمنتفعين أصحاب مهن وورشات مختلفة مثل النشارة أو الحدادة أو الالمنيوم وغيرها فليس هناك أي مانع ولكن شريطة أن تكون الأرض قد استوفت عملية الوقف لدى الجانب الأردني الذي تمت مناشدته بهذا الخصوص من خلال دائرة الأوقاف الإسلامية، ومن جهة ثانية أن يتم "تحكير" المنتفعين حتى لا يصبح لهم أي ملكية في الأرض أو البناء والملك.


ويشرح محفوظ أن المدرسة تحوي معدات لتدريب الطلبة حديثة جدًا ولكنها غير مستعملة إضافة إلى وجود مشاغل تكنولوجية هائلة جدًا وفيها ماكينات مخصصة لذلك، إلا أنها لا تستعمل البتة، وهنا نتساءل: "لماذا ولمصلحة من هذا العبث؟".


ويقول محفوظ: إن المقدسيين وعبر اللجان التي تمثلهم عبروا عن استعدادهم لدعم المدرسة من مالهم الخاص وعلى شكل تبرع إذا كانت المدرسة تعاني فعلاً من أزمة مالية وأيضًا في حال كان هناك نقص في الخبرات والعقول فإنهم مستعدون لتأمينها، غير أن الطرف الآخر رفض ذلك !! مما يجعلنا نتساءل: "هل الأزمة مفتعلة؟".


يشار إلى أن إدارة المدرسة قامت بإنهاء خدمات عدد من المعملين في الآونة الأخيرة يقدر عددهم حسب المحامي محفوظ بأربعة مدرسين في تخصص التكنولوجيا المهم جدًا، وأيضًا تسريح الحراس واستبدالهم بشركة حراسة خاصة.


واختتم المحامي محفوظ بالقول: "هذا صرح عربي فلسطيني تاريخي في مدينة القدس وعلى الجميع التكاتف من أجل الحفاظ عليه كمؤسسة فلسطينية عنوانها كبير وفي منطقة حساسة وأعين الاحتلال تتجه صوبها، فلماذا نجعلها لقمة سهلة له؟".


وكان أولياء أمور مدرسة اليتيم العربي قد نظموا وقفة احتجاجية أمام المدرسة خلال الأسبوع الماضي، وسط دعوات لمشاركة مقدسية في وقفة أخرى كان من المقرر أن تتم السبت، وسط تحذيرات من مستقبل مجهول ينتظر أعرق مدارس القدس المهنية.


وتحت سؤال "ماذا يُقلق أولياء الأمور؟"، أجابت اللجنة في بيان نشرته على مواقع الكترونية : غموض يحيط بإدارة المدرسة، بعد أن تولت زمامها شركة مستأجرة، موجهةً اتهامات لرئيسة مجلس إدارة المدرسة بالدعوة إلى التطبيع "وفق المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع".


وطرحت الإدارة مقترحات أزعجت الأهالي منها تحويل الصف العاشر إلى صف أكاديمي وليس مهني، وإلغاء التوجيهي المهني (الأمر الذي يجرد المدرسة من خصوصيتها كأعرق مدرسة مهنية فلسطينية في القدس)، والسعي للاستغناء عن بعض التخصصات المهنية (قُلّص بعضها فعلا)، وإن المدرسة تعاني من ضائقة مالية ويُخشى أن ترضخ للتمويل الإسرائيلي أو تنجر وراء تبعية وزارة المعارف الإسرائيلية، وذلك وفقًا لزياد شمالي- رئيس اتحاد أولياء أمور مدارس القدس.


ويقول الأهالي إنهم اجتمعوا مع الإدارة عدة مرات بدون نتائج مرضية، فيما يشير تحاد أولياء مدارس القدس إلى إن ضبابية تحيط بمشهد المدرسة ولم يُنفذ أي مقترح لإنقاذ مستقبلها.


يذكر أن المدرسة تأسست على أراضي بيت حنينا وقلنديا البلد شمال القدس المحتلة بمساحة 42 دونمًا، وتقع اليوم في ما يسميها الاحتلال المنطقة الصناعية ومستوطنة "عطروت".


وتأسس فرعها الأول في حيفا عام 1940، على يد "لجنة اليتيم العربي"، وبعد النكبة عام 1948، تأسس فرعها الثاني في القدس إبان الحكم الأردني عام 1965.


وتمتاز بامتلاكها موقعًا كبيرًا وحساسًا يطمع الاحتلال به، إلى جانب أقدميتها وتفرد تخصصاتها، كما تتميز بدمجها بين التخصص المهني والتقني على مستوى القدس وفلسطين، ومنذ تأسيسها استقبلت الطلبة من كافة أنحاء فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وكانت تحتوي أقسامًا داخلية للطلبة الأيتام، حتى عام 2003، إضافة إلى أنها تحتوي على 12 مشغلا ومختبرات وصفوف دراسية بمساحة تزيد على 12500 متر مربع.


ويدرس فيها كادر مهني مؤهل، بعض أفراده يمتلك خبرة لأكثر من 40 عامًا، وتؤهل خريجيها للالتحاق بسوق العمل مباشرة بعد الثانوية العامة، أو إتمام الدراسة الجامعية وفق تخصصهم المدرسي.


والتخصصات الموجودة بمدرسة اليتيم العربي الصناعية هي: خراطة وتسوية، ميكاترونيكس سيارات، تمديدات صحية،تمديدات كهربائية، الإدارة الفندقية، النجارة والديكور، صيانة وبرمجة الحاسوب الاتصالات.


وكان المهندس حسن القيق قد تولى إدارة المدرسة لمدة 40 عامًا، وتوفي محافظًا عليها عام 2006، حيث حمى المدرسة من احتلال الجيش الاسرائيلي عام 1967، حيث عسكر الأخير فيها شهرًا كاملاً وطلب من القيق إخلائها، لكنه رفض ذلك وفعّل الأقسام الداخلية والمبيت الليلي، كما رفض القيق الارتهان المالي لوزارة المعارف الإسرائيلية رغم الإغراءات والعروض المتتالية، ورفض رفضًا قاطعًا تدريس المنهاج الإسرائيلي في المدرسة.

دلالات

شارك برأيك

مصير غامض يحيط بالصرح التاريخي الكبير "مدرسة اليتيم العربي" الصناعية في بيت حنينا

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 15 مايو 2024 9:44 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.65

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

يورو / شيكل

بيع 5.18

شراء 5.15

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%3

%97

(مجموع المصوتين 65)

القدس حالة الطقس