فلسطين
الأربعاء 19 أكتوبر 2022 7:17 صباحًا - بتوقيت القدس
عمال غزة في الخط الأخضر.. معاناة كبيرة وحقوق مفقودة
ترجمة خاصة بـ "القدس" دوت كوم - سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية، الصادرة الأربعاء، الضوء على معاناة العمال الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، والذين سمح لهم في الأشهر الأخيرة بالعمل داخل مناطق الخط الأخضر.
ونشرت الصحيفة تحقيقًا مطولًا عن معاناة أولئك العمال منذ وصولهم إلى حاجز بيت حانون "إيرز"، ومعاناة الدخول عبره بسبب الاكتظاظ وسياسة التفتيش المتبعة، وصولًا لانتظارهم في نقاط معينة بمناطق مثل عسقلان ونتيفوت وغيرها، للبحث عن مشغلين يعملون على نقلهم لمناطق أخرى بحثًا عن العمل.
ويشير بعض العمال الذين تحدثوا للصحيفة أنهم يضطرون للمبيت في حاجز "إيرز" أو محيطه من الجانب الفلسطيني، لكي يستطيعوا الدخول باكرًا عندما يفتح الساعة الخامسة صباحًا، خاصة وأن ساعات العمل على المعبر محدودة، وطوابير الانتظار طويلة، وهي أكثر الشكاوي شيوعًا بين سكان غزة الذين يتوجهون للضفة ومناطق الخط الأخضر.
وذكر العمال إلى أن الجانب الإسرائيلي يحظر على سكان غزة إحضار أي طعام أو حقائب أو شواحن هواتفهم المحمولة، مع السماح لهم فقط بإحضار ملابس للتغيير، مشيرين إلى أن الازدحام على المعبر بشكل كبير يكون يومي الأحد والإثنين.
ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن السلطات الإسرائيلية تسمح حاليًا لنحو 17 ألف من سكان بغزة بالدخول للعمل، والتصاريح الممنوحة لهم تحت مسمى "الاحتياجات الاقتصادية" أو تصاريح "التجار"، ولا تشمل تصاريح العمل، وهو الأمر الذي يسمح بتشغيلهم بشكل غير قانوني.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه التصاريح تمثل شريان الحياة بالنسبة للكثير منهم، ويظهر استطلاع لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن متوسط الراتب للعمال من غزة حاليًا زاد ستة أضعاف عما كان يحصلوه داخل القطاع، لكن حياة الآلاف منهم بعيدة كل البعد عن السهولة، فهم ضعفاء ويعلمون بدون حقوق اجتماعية أو براتب ثابت، ويعيشون في ظروف سيئة، كما تضيف الصحيفة.
المحامية ميخال لوفط الخبيرة بحقوق الإنسان وقانون الهجرة والتي تمثل فلسطينيين يسعون لإصدار تصارح عمل، تقول إنه من المستحيل الاستمرار لفترة طويلة في واجهة تصاريح الاحتياجات الاقتصادية، فهي تمكن من استغلال العمال، ولا توفر لهم أي شبكة أمان في حالة وقوع حوادث عمل وتؤذي أصحاب العمل على المدى الطويل أيضًا".
تقول "هآرتس"، في آذار الماضي تم اتخاذ قرار حكومي يهدف إلى تنظيم عمل سكان غزة في "إسرائيل"، بحيث يتم ذلك وفقًا للقانون يحق للعمال الحصول على راتب منتظم وتأمين صحي ومساهمة في صندوق التقاعد، وحدد القرار كوتة بنحو 20 ألف رخصة/ تصاريح عمل مخصصة لسكان القطاع في قطاعي البناء والزراعة فقط، وبدأ إصدارها في آب الماضي، ولكن حتى الآن لم يتم إصدار سوى حوالي 300 تصريح، فيما يستمر باقي العمال بالعمل بالصيغة القديمة، وربما يكمن سبب الفجوة في الحقيقة أن العمال لا يستطيعون إصدار التصاريح الجديدة بأنفسهم، لكنهم بحاجة إلى صاحب عمل إسرائيلي للقيام بذلك نيابة عنهم.، ومن الناحية العملية، لا يعرف الكثير منهم الإسرائيليين على الإطلاق.
وتشير إلى أن أصحاب الأعمال يرحبون بهذه الخطوة، لكنهم يحددون بعض العوائق المهمة التي تزعج العمال أنفسهم، فهذا النظام يزيد من اعتماد العمال على أرباب العمل نظرًا لأنه هو من يصدر تصريح العمل، وفي حال استقال العامل يعني ذل فقدانه لتصريحه وعليه العودة لغزة.
ويفسر النظام الأمني الإسرائيلي الحاجة لمثل هذا النظام، بضرورة فرض سيطرة أكبر على تحركات سكان غزة، بعد أن اعتقل "الشاباك" أحد العمال الذين دخلوا بتصريح تجاري، وهو يجمع معلومات حول أماكن بطاريات القبة الحديد وتصوير جنود إسرائيليين سرًا.
ويشير بعض العمال في حديث للصحيفة، إلى فقدانهم لحقوقهم، حيث أن أحدهم كسرت ساقه قبل بضعة أشهر خلال عمله في موقع بناء، فقام صاحب العمل بنقله إلى تقاطع ومن هناك ركب حافلة باتجاه "إيرز" وعاد لغزة وتلقى العلاج فيها، بدون أن يحصل على أي تعويض، وهو ما يجعل العمال خاضعين تمامًا لصاحب العمل الإسرائيلي، كما تؤكد المحامية لوفط، والتي أشارت إلى قضية سهولة سحب التصاريح بحجة المنع الأمني وتم مصادرة العشرات منها تحت هذه الحجة دون السماح بالاستئناف على القرار.
وفي تقرير صدر مؤخرًا عن منظمة مسلك، اتهم إسرائيل بمواصلة التعامل مع التصاريح كأوراق مساومة، على الرغم من تصريحات كبار المسؤولين في تل أبيب أن الاستقرار الاقتصادي في غزة مصلحة إسرائيلية.
وجاء في التقرير أن "إسرائيل تنتهك سيطرتها على حركة المرور من وإلى غزة وتستخدمها كوسيلة غير لائقة لممارسة الضغط والحرب الاقتصادية .. إن القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الأشخاص والبضائع تلحق أضرارًا جسيمة باقتصاد القطاع، خلافًا لالتزامات إسرائيل كقوة محتلة ، وبذلك تنتهك حقوق سكان قطاع غزة وأوضاعهم المعيشية الأساسية".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير في سلطة السكان للصحيفة العبرية، "إن السلطة ترحب فعلاً بزيادة عدد التصاريح لسكان غزة، وستكون سعيدة إذا حلت هذه التصاريح محل العمال الأجانب في الصناعات التي لا يوجد فيها عدد كافٍ من العمال الإسرائيليين .. أنا أفضل الفلسطيني لأنه يأتي في الصباح ويغادر في المساء .. إذا احتجت غدًا عدد أقل، فأنا أعطي التصاريح وفق الحاجة".
وأشار إلى أن سلطة السكان تدرس إمكانية توظيف عمال فلسطينيين من خلال شركات عمالية كما هو الحال حاليًا مع العمالة الوافدة من الخارج، وأنه في حالات الاستغلال أو الإضرار بالعمال، يمكن التواصل مع مفوض حقوق العمال في وزارة الاقتصاد.
فيما قال منسق العمليات الحكومية الإسرائيلية، إن السلطة الفلسطينية هي من اقترحت إصدار تصاريح عمل لسكان القطاع، وتم إصدار 15.500 تصريح، والمئات منهم قاموا بترتيب رخصة العمل الخاصة بهم وهناك مئات آخرون في طور إصدار مثل هذه الرخصة التي تنظم حقوقهم، وهي مشروطة باستيفاء المعايير التي تخضع أيضًا لتصريح أمني.
فيما ذكرت وزارة الجيش الإسرائيلي أنها بصدد تحديث حاجز "إيرز" وتكييفه مع المستوى المطلوب لدخول عدد أكبر ممكن من العمل، وذلك من خلال إدخال تقنيات جديدة ومتقدمة تسمح بإجراء فحص أسرع، ومن المتوقع أن تكتمل بحلول نهاية النصف الأول من العام 2023.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
حظر الكنيست لـ"الأونروا" ... إسرائيل حاكمة الكون انتدبت نفسها لشطب قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها
الأكثر قراءة
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
عمال غزة في الخط الأخضر.. معاناة كبيرة وحقوق مفقودة