فلسطين

الجمعة 14 أكتوبر 2022 5:39 مساءً - بتوقيت القدس

فتور لدى الشارع الفلسطيني حيال اتفاق المصالحة الأخير المعلن من الجزائر

نابلس – "القدس" دوت كوم - تقرير: عماد سعادة / مدار للصحافة والاعلام – تُظهِر ردة فعل الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية فتورًا ملحوظًا حيال اتفاق المصالحة الأخير الذي أُعلن عنه من الجزائر ووقّع عليه، الخميس، أربعة عشر فصيلاً فلسطينيًا على رأسهم "فتح" و"حماس" بحضور الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون.


ويبدو أن تجارب واتفاقيات المصالحة السابقة التي انتهت جميعها بالفشل قد خلقت نوعًا من عدم الثقة لدى الجماهير الفلسطينية بمثل هذه الاتفاقيات والاعلانات والمواقف؛ ويؤكد كثيرون أن تحقيق المصالحة بات ضربًا من الخيال مع وجود برنامجين متباينين لكل من "فتح" وحماس"، ومع وجود شرخ كبير بين الطرفين يمتد من القمة إلى القاع.


ورأى آخرون أن توقيع اتفاق المصالحة الأخير في الجزائر، ليس أكثر من إعلان مجاملة، وربما جاء خجلاً من الجزائر التي تبذل جهودًا حثيثة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ولكن هذا الإعلان سوف يلقى في الأدراج بمجرد مغادرة قادة الفصائل أرض الجزائر، لأنه لا يستند إلى رغبة حقيقية لدى الطرفين "فتح" و"حماس" غير الجادتين في تحقيق المصالحة، في الوقت الذي يغيب فيه تأثير الفصائل الصغيرة على هذه القضية.


وفي إطار ردود الشارع الفلسطيني حيال موضوع المصالحة الأخير، قال الباحث طاهر المصري، بأنه قد قيل عن حوار الجزائر أن هناك أجواء إيجابية وأن هناك توجهًا لتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود النضال الوطني، وهذا شيء جيد من الناحية النظرية، ولكن من الناحية العملية فإننا نعيش مرحلة تم فيها اجهاض وتبديد نضالات الشعب الفلسطيني بتوقيع اتفاق "أوسلو" الذي ثبت أنه يصب فقط في مصلحة الاحتلال.


وأضاف المصري بأن مكونات النظام السياسي الفلسطيني لم تعد تعبر أو تمثل طموحات الشعب، وهذا ما تثبته الأحداث الأخيرة والمستمرة، كما أن هذه المكونات لم تعد قادرة على تحريك الشارع، بحكم أنها فقدت مصداقيتها لدى شرائح فلسطينية واسعة.


وتابع بأنه في ظل حالة الفساد ونزعة تغليب المصالح الشخصية والحزبية على المصالح الوطنية، بالاضافة إلى كره الآخر المختلف، لا يمكن أن يكون هناك ترتيب فعلي للبيت الداخلي الفلسطيني.


وخلص المصري إلى أن "قيادة وطنية موحدة" تقود النضال الوطني لا يمكن أن تفرض من الأعلى، وإنما تتشكل ميدانيًا من المتمترسين في الخنادق وليس في الفنادق.


من ناحيته، قال المدير التنفيذي لجمعية بذور للتنمية والثقافة، الدكتور رائد الدبعي، بأن التجارب السابقة التي لم يكتب لها النجاح، بالاضافة إلى أن بيان الجزائر لم يأت بأي جديد لكي يشكل نافذة جديدة قادرة على إحداث اختراق، إذ أنه من الممكن أن يطلق عليه بيان "حفظ ماء الوجه"، إذ أن وثيقة الجزائر كغيرها من الوثائق في مكة وصنعاء والقاهرة والشاطىء، تفتقد إلى الغوص في التفاصيل، وتترك الأمور للعموميات حيث تبدأ الخلافات، وتترك المجال واسعًا أمام مختلف أطراف الانقسام لترجمة الخطاب العام وفقًا لمصالح ورغبات كل طرف.


وأضاف الدبعي: إن قضايا اصلاح منظمة التحرير والبرنامج الحكومي لحكومة الوحدة الوطنية المقترحة، وشكل المقاومة وأساليبها قابلة لتأويلات مختلفة ومتناقضة، وهو الأمر المشترك في جميع الاتفاقيات السابقة، معربًا عن اعتقاده بأن الأمر ليس مجرد تجاوز لحدود القصور الفكري لدى أطراف الانقسام والفصائل الوسيطة، بل هو تعبير عن غياب الإرادة من جهة، وعن اصرار المنتفعين من استدامة الانقسام على إدارة الانقسام بدلاً من حله جذريًا، وهو ما يخدم مصالح أقلية في طرفي الانقسام، تلك الأقلية التي تعلم تمامًا أن إنهاء الانقسام وإحداث اختراق ديمقراطي، أو بناء مؤسسات تحتكم لسيادة القانون، ووجود مؤسسات رقابية، سيجعلها خارج المشهد السياسي برمته، وبالتالي فإن انتهاج ذات الأسلوب في كل مرة وتوقع نتائج مختلفة هو أمر مقزز وفظيع ويجب أن ينتهي، من خلال إشراك الضحايا الحقيقيين للانقسام من قوى شعبية وأهلية في انهائه وعدم ابقائه بين أيدي المنتفعين من استدامته.


عضو المجلس الوطني الفلسطيني، تيسير نصر الله، رأى بأن كلمة "جزائر" لها وقعٌ خاص في عقول الفلسطينيين وقلوبهم، والشعب الفلسطيني يحترم الجزائر ومواقفها تجاه قضيته الوطنية.


وأضاف بأنه عندما تحتضن الجزائر لقاءً جديدًا للمصالحة الفلسطينية فإنها تُضيف حرصًا فوق حرصها، وجهدًا مميزًا لكل جهود الأشقاء العرب التي، للأسف الشديد، لم تُفض إلى طيّ صفحة الإنقسام السوداء حتى الآن، ليس لأن هذه الصفحة معقدة ومتداخلة المصالح والبرامج فحسب، بل لأن الصراع على السلطة ما زال محتدمًا، ومن حاز عليها بالقوة العسكرية فلن يسلّمها بالحوار أو بالمفاوضات؛ من هنا نجد عدم اهتمام المواطن الفلسطيني بما يجري في الجزائر، لأن ما يُكتب على الورق يصعُب تطبيقه على أرض الواقع، ولأن "إسرائيل" ما زالت تحتفظ بأوراق لإفشال أي جهد يؤدي إلى المصالحة، فهي المستفيدة الأولى من إستمرار الإنقسام وإطالة عمره.


من ناحيته، رأى الإعلامي خالد الفقيه، بأن ما شهدناه ليست أكثر من جلسة علاقات عامة جديدة وفرصة لالتقاط الصور، والمنطق يقول بأن العرس البهي والجميل لا يعني حياة مستمرة ومستقرة.


وأضاف بأن تجارب الفلسطينيين السابقه مع قطبي الانقسام تؤكد بأنه في أقصى الأحوال سيكون هناك اتفاق على إدارة الانقسام بشكل جديد أو تأكيد الشكل السابق.


وتابع الفقيه: "اعتقد أن من يجب أن يكونوا هناك هم أولياء الدم الذي سفح خلال الانقسام؛ فبدون تحقيق مصالحة مجتمعية ستبقى جمرة الحرب والثأر بانتظار الفرصة".


وتساءل عن جدوى مشاركة قوى لا تأثير لها على الأرض ولا تؤثر في مواقف طرفي الانقسام في مثل هذه اللقاءات.


بدوره، قال الأسير المحرر، ماهر حرب، بأن الفتور لدى الشارع الفلسطيني بشأن المصالحة جاء نتيجة عدم الثقة بالمجتمعين والمتحاورين وبأنهم يغلبون مصلحة شعبهم على مصالحهم.


وأضاف: إن الجماهير متيقنة أن المصالحة، وإن تمت، لن تكون على أساس برنامج وطني تحرري استراتيجي ينهي كل الخلافات ويؤسس لوحدة وطنية حقيقية.


 وتابع حرب، على كل طرف مشارك في الحوار أن ينهي انقسامه وتشرذمه هو أولاً قبل أن يذهب للتحاور من أجل إنهاء الانقسام.


 وخلص إلى أن الشعب يعلم أنه هو من سيستعيد الوحدة ويملي برنامجه الوطني التحرري الذي تحضر فيه فلسطين كل فلسطين.


 من ناحيته، رأى الإعلامي عصام الكرد، بأن المصالحة تعني تخلي أحد الطرفين عن موقفه وهذا لن يحدث، فلا "فتح" تستطيع التخلى عن اتفاقية "أوسلو" وامتيازاتها للفئة المتنفذة، فيما تتمسك "حماس" بحكمها لقطاع غزة.


وقال الكرد بأن الجانبين على طرفي نقيض، ومشروع كل منهما يسير باتجاه مختلف تمامُا ولا يمكن أن يلتقيا، وتجارب المصالحات السابقة لا زالت في الذاكرة، معبرًا عن قناعته بأن المصالحة تحتاج إلى تيار ثالث، وهو أمر لا زال بعيد المنال.

الناشط ورجل الاعمال، زاهي الزلموط، أكد أن المصالحة الفلسطينية هي بمثابة مطلب فلسطيني مقدس وأمنية وحلم للجميع، ولكن ثقة الجماهير اليوم  بمحاولات لم الشمل وانهاء الانقسام مهزوزة، انطلاقًا من عدم القناعة بوجود نوايا صادقة لدى المتحاورين لطي هذه الصفحة.


وأضاف الزلموط بأن التجربة والمحاولات قد تكررت كثيرَا وبنفس الأشخاص والوجوه التي اعتدناها والتي فشلت مرارَا في تحقيق  المالحة، ولو تم تغيير هذه الوجوه لربما كان هناك بارقة أمل.


آخرون عبروا بكلمات مقتضبة عن عدم ثقتهم بنتائج حوار الفصائل في الجزائر، إذ قال سامر القطب وهو صاحب مكتبة في نابلس، بأن ما نشهده ليس فتورًا وإنما عدم مبالاة من الشاعر الفلسطيني.


وأضاف: "أنا شخصيًا لا أتمنى اصطلاحهم؛ لأنهم لو اصطلحوا سوف يتحالفون علينا".


وقال الفنان، احمد اسليم: " لقد غاب أمل الشعب وما عاد يلهث خلف السراب، لو كانت هناك رغبة حقيقية لدى كل الأطراف في المصالحة لما احتاج الأمر لكل هذا الوقت والاجتماعات .. الكل يرى الوطن مجرد كعكة ويسعى للاستحواذ على أكبر قطعة منها، وقد غاب الوطن والشعب عن حساباتهم جميعًا".


بدوره، أكد المهندس سامي حمدان من مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، أنه لا توجد أرضية للمصالحة، ولم يتم تهيئة الظروف لإنهاء الانقسام، والأمر بحاجة إلى الىنية وإرادة وعمل وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية. 


وأضاف: لا أحد مهتم لأنها ليست أول مرة ولا آخر مرة يتم فيه الحديث عن الوصول إلى اتفاق ينهي الانقسام.

دلالات

شارك برأيك

فتور لدى الشارع الفلسطيني حيال اتفاق المصالحة الأخير المعلن من الجزائر

-

موسى قبل حوالي 2 سنة

قمع مسيرة الخليل الجمعه دليل على فشل المصالحه لا امل الشعب له وعي سياسي للاسف لا ثقه في المجتمعين ولو كانوا صادقين امل ان يسمعوا راي الشعب فيهم

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%50

%50

(مجموع المصوتين 2)