فلسطين
الأربعاء 05 أكتوبر 2022 7:43 صباحًا - بتوقيت القدس
د. صوفيا الريماوي .. باحثة فلسطينية حصدت العديد من الجوائز
رام الله - "القدس" دوت كوم - سطّرت المرأة الفلسطينية عبر التاريخ نموذجًا مشرقًا ومجدًا أنار في كل المجالات، وفي كل المراحل كان لها مساهمات عظيمة، وقد حققت إنجازات متنوعة في المقاومة والطب والعلوم والأبحاث وفي كافة المجالات العلمية المختلفة، رغم كل العوائق التي واجهتها، إلا أنها أثبتت نفسها وحققت النجاح.
وحين نتحدث عن الأبحاث بشكل عام نخص الأبحاث العلمية المدعومة التي تعد من أهم مؤشرات جودة المقترح البحثي ومدى ملاءمته للتوجهات الوطنية التي تخدم قضايا المجتمع الفلسطيني لتكون أولوية وطنية لدى صناع القرار.
الدكتورة صوفيا الريماوي، التي لمع اسمها في المجال البحثي، ليس فقط لعملها المستمر في هذا المجال فقط، فقد فازت عام 2018 بجائزة "حمدان بن راشد آل مكتوم" في دبي لأفضل بحثٍ تربويّ على مستوى الوطن العربي، ضمن محور الأداء التعليمي المتميّز، كما بجائزة خليفة التربوية لعام 2014-2015 عن أفضل بحثٍ تربويّ على مستوى الوطن العربي، لتحقق نجاحا آخر للمرأة الفلسطينية يضاف الى سلسلة نجاحاتها.
من هي صوفيا الريماوي ..
"القدس" دوت كوم، حاور الدكتورة ريماوي كونها متخصصة في المجال التربوي ولها العديد من الأبحاث التي تخدم المجتمع ومسيرة حافلة بالعمل والعطاء، فهي تربوية عملت 30 عامًا في وزارة التربيه والتعليم، بدأت معلمه للفيزياء والرياضيات ثم انتقلت للعمل في الوزارة وتسلسلت في العديد من المناصب منها رئيس قسم دراسات التقويم في المعهد الوطني للتدريب التربوي، ومن ثم مديرة معادلة الشهادات، مديرة دائرة تطوير البرامج والأبحاث، وآخر منصب لها مدير عام المعهد الوطني للتدريب التربوي، وتعمل حاليًا مستشارة تربوية.
تقاعدت حديثًا لكن مازال اهتمامها في مجال البحث والمجالات التربوية، درست دبلوم علوم عامة في كلية رام الله للمعلمات، ثم قامت بالتجسير للحصول على شهادة البكالوريس في الفيزياء من جامعة بير زيت ضمن منحة بداية عام 1993، لتحصل من نفس الجامعة على شهادة الماجستير في مناهج وأساليب تدريس العلوم، وتختتمها بشهادة الدكتوراه في الإدارة التربوية من الجامعة الأردنية.
الأبحاث والجوائز ..
تقول ريماوي: أنا أعتبر نفسي عاشقة للبحث وأحبه بشكل كبير، وسبق وعملت مجموعة من الدراسات والأبحاث من ضمنهم بحثان تقدمت فيهما، كل بحث كان بالشراكة مع زملاء لي، البحث الأول بالشراكة مع الزميلة حنان جبريل تقدم لجائزة خليفة التربوية لعام 2014-2015 في دورتها الثانية، وفاز بالجائزة على مستوى الوطن العربي فئة البحوث التربوية العامة، البحث الثاني تقدم لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وحصل على أفضل بحث على مستوى الوطن العربي وكان بالتعاون مع زميلة إماراتية هي الدكتورة قدرية البشري، هذه الأبحاث التي تقدمت عن الوطن العربي.
تكمن أهمية الدراسات والأبحاث في كون نتائجها تعطي مؤشرات للرسم عليها عند صياغة القرارات، وخاصة عندما نريد تطوير قدرات الأفراد لا بد من ربط النظرية بالممارسة حتى تكون مستندة للواقع العملي وتؤتي نتائجها، والبحث كاملًا بشكل عام هدفه حل المشكلة وتطوير الواقع. كما قالت.
البحث الأول ..
وعن البحوث التي فازت على مستوى الوطن العربي، البحث الأول تم إعداده في الفترة التي كنت أعمل بها في المعهد الوطني للتدريب التربوي تحت عنوان "فعالية برنامج تدريبي مستند إلى التعليم بالخبرة والمهام في تعزيز الكفايات القيادية والتعليمية لمديري ومعلمي المدارس"، تناول البحث منهجية التدريب القائمة على الخبرة أو التعلم، التدريب يقوم على تعليم الكبار والتدريب يختلف عن التعليم، وهنالك قول يقال بأن التدريب لا يعطي أثره ومنقوص، وهذا القول استفزني داخليا، ما دفعني للتفكير هل هنالك نماذج يبنى ويعول عليها لاتباع منهجيات تطور من الممارسات التدريبية لتحقق المخرجات التي نبتغيها من التدريب.
وواصلت القول: أثناء العمل تناولنا أنموذجًا تدريبيًا مستندًا لنظرية التعلم بالخبرة، وحقيقة بهذا البحث وجهة نظر الممارسين أنفسهم، ووجدنا فعلاً بقدر ما نربط التدريب بالعمل وبممارسات الأشخاص الذين يقومون بالتدريب، والمتدربون أنفسهم فعلا يستطيعون أن يعطوا ما يتعلموه في الميدان في الواقع وهذا يعطينا مؤشرًا أننا عندما نطور برامجنا التدريبية وقدرات الأفراد لأنها مرتكز أساسي لتطوير جودة التعلم والتعليم كونها جوهر أهداف وغايات وزارة التربية والتعليم، لأننا حتى نحسن جودة التعليم والتعلم لا يمكن تجاوز جودة المعلمين القادة داخل المدارس، هذا كان البحث الأول عن كيفية تطوير البرامج التدريبية حتى فعليًا نطور قدرات معلمينا التي تنعكس في الميدان لتنعكس في الختام على الطلبة الذين هم غايتنا في التحرير والتحرر.
البحث الثاني ..
أما البحث الثاني والذي نال جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز عام 2018، فقد كان مختلفًا كليًا وتناول قضية التقدير الذاتي للأطفال في مرحلة عمرية صغيرة لم تتجاوز الصف الرابع الأساسي.
تحدثت ريماوي عنه قائلة: جاء هذا البحث نتيجة لمس مشكلة حقيقية لدى الأطفال حول تقديرهم لذواتهم، لأن مفهوم الذات يؤثر على الطفل وعلى تعامله مع الآخرين، ولأهمية تعزيز هذا الجانب لدى النشء لبناء شخصية متكاملة وسوية، جاءت فكرة البحث من خلال تدريسي بجامعة بيرزيت بكليه التربية لاحظت بعض الطلاب الذين لا يملكون الجرأه بالتعبير عن أفكارهم، وأنا كباحثة أدرك أن شخصًا واحدًا يؤثر بالسياق الفلسطيني، لذلك يجب على كل منا أن يمتلك الشخصية القوية التي يعبر من خلالها عن أفكاره ومشاعره ليقول أنا موجود، ومن هنا كانت البداية لأنه عندما ننظر إلى مرحلة الطفولة المبكرة والمرحلة الأساسية الدنيا من المفروض العمل على تنمية مفهوم الذات لدى الأطفال لتعزيز شخصيتهم.
واسترسلت: قمنا ببناء برنامج لكيفية تعزيز مفهوم الذات عند الأطفال ليكون قادرًا أن ينخرط مع مجموعة الأطفال الآخرين ليكون يمتلك مهارات قيادية ويثبت وجوده، وقد وجدنا أن هذه البرامج تصنع فارقًا بشهادة المعلمات اللواتي كن مشرفات معنا بالدراسة، فبقدر ما نعزز مفهوم الذات عند الطالب وعلاقات الصداقة ومفهوم الآخر عند الاطفال أنت قادر على صقل شخصيته، هذه التوصيات والنتائج تفتح عيون راسمي السياسات وصناع القرار كيف نحن من خلال مناهجنا وطرق التدريس والنشاطات نعمل تدخلات تكون متضمنة في السياق الصفي لتعمل فارقا ملموسا على أرض الواقع.
تنوع الدراسات التربوية ..
الباحثة ريماوي التي تسعى من خلال أي بحث تقوم على تقديمه أن يستشعر مشكلة قائمة أو ملموسة من أجل أن تتضمن نتائجه ومخرجاته حلا يساهم ببناء قرارات تنعكس ايجابًا على القرارات ليسد فجوة موجودة في الواقع ليعمل على تطويره حتى نصل إلى الواقع المأمول الذي نتمناه.
وأردفت : الإنسان جزء من عمله وهذا العمل ينعكس على اهتماماته، لذلك كان آخر بحث عملت عليه "نحو تنمية مهنية للمعلم العربي" للتطوير من قدراتهم، كما عملت أيضًا على بحث عن ممارسات التأمل عند الطلاب وكيف يعزز التعلم عند الطلبة في تعلمهم ليتمكنوا من تقييم أنفسهم دون انتظار المعلم ليقوم بتقييمهم من خلال الاختبارات، وهذا يخرجنا من نمط ونطاق التقييم التقليدي إلى نمط التقييم الأصيل ليكون هنالك أساليب جديدة يتم التقييم من خلالها لأن التعلم يجب أن يتمركز حول المتعلم.
وأضافت: في دراسة أخرى تناولت فعالية التقييم الذاتي في تعزيز تعلم الطلبة، كما حملت إحدى الدراسات عنوان "نحو أنموذج لتهيئة المعلمين الجدد"، وذلك لأنهم مهما اكتسبوا من مهارات ومعارف علمية وعملية أثناء الدراسة في كلية التربية، عند العمل في الواقع الحقيقي سيكتشفون وجود فجوة، لذلك كانت تهدف لعمل أنموذج يعمل على تهيئة المعلمين الجدد ليس فقط بالتركيز على التدريب لتهيئته وتمكينه وتم نشر هذه الدراسة في مجلة مؤتة.
وتابعت: وفي الفترة التي عملت بها مديرة برنامج الحوكمة بوزارة التربية والتعليم قمت بإعداد بحث عن حوكمة البيانات وخاصة بعد فترة الكورونا، لأن الاهتمام ازداد بالتقنيات والتعلم عن بعد، والمشكلة كانت بتنوع قواعد البيانات وتشتتها وعدم معرفة مصادرها، فقمت باعداد دراسة عن إمكانية حوكمة البيانات في النظم التربوية وكيف نبني نظاما لحوكمة البيانات في المؤسسات التربوية، وأعددت بحثًا عن استراتيجية اعداد وتأهيل المعلمين بفلسطين وغيرها من الابحاث المتنوعة، وحاليًا أصب اهتمامي حول موضوع التعلم العاطفي والاجتماعي عند الطلاب وفعاليته لتمكينهم من ايجاد الشخصية السوية.
رسالة ..
من خلال أبحاثها المتنوعة والمتعددة، تنوعت المشكلات سواء عند الطلبة أو المعلمين، ولكن أبرزها حسب الريماوي عند الطلاب تدور حول فهم المقروء والتعبير عن الأفكار وهذا مرتبط بتقييم الذات سواء بشكل لفظي أو سلوكي، وفي الجانب الآخر عند المعلمين لكن أبرزها الوقت وعبء العمل لذلك لا بد من توفير فرص لبناء مجتمعات تعلمية بين المعلمين وتعزيز التعاونية بينهم لا التنافسية ومنح الطلاب وقتا أكبر للتأمل وتقدير الذات.
ثم وجهت رسالة هامة تخدم المجتمع قالت فيها: البحث في الأصل يجب أن يخدم المجتمع من خلال مساهمته في صناعة القرارات والسياسات التي تمس مجتمعنا، وأن يؤخذ بنتائج الدراسات والأبحاث المعمول بها ليصاغ منها، ضمن أوراقها المفاهيمية ما يساهم بصناعة قرارات، لا أن تبقى أبحاث ودراسات موضوعة على الرف، خاصة مع وجود حركة بحثية في وطننا لأن الإشكالية تكمن في كيفية توظيف نتائج البحث لتكون الأساس والمرتكز في بناء سياسات وصناعة قرارات.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
د. صوفيا الريماوي .. باحثة فلسطينية حصدت العديد من الجوائز