فلسطين
السّبت 01 أكتوبر 2022 6:57 صباحًا - بتوقيت القدس
تقوع: مدارس غير آمنة بفعل حراب جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين
بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج - باسنشهاد الطفل ريان ياسر سليمان (7 أعوام)ـ من سكان بلدة تقوع إلى الشرق من بيت لحم ظهر أول أمس الخميس، على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين لا حقوا عددًا من أطفال مدارس البلدة حتى محيط منزله الكائن في حي خربة الدير التابع للبلدة واقتحام منزله ليتوقف قلبه عن الخفقان خوفًا ورعبًا من هؤلاء الجنود الذين صوبوا بنادقهم باتجاه الأطفال بل استمروا بتصويب هذه البنادق القاتلة حتى باتجاه والده الذي استقل سيارته لينقل طفله وهو مصاب بحاله خطيرة على وجه السرعة فأخروه بمزيد من الوقت، لبتأكد أن الدراسة في تقوع هي على خط النار وبمزيد من الحراب المصوبة باتجاه أكثر من 1000 طالب وطالبة.
موقع المدارس الخطر
تقع مدارس البلدة الثلاث وهي مدرسة الخنساء الأساسية المختلطة ومدرسة الجرمق الأساسية للإناث ومدرسة تقوع الثانوية للبنين بمحاذاة الشارع الملتف حول البلدة التي يمر به المستوطنين وتحول الشارع على طول امتداده إلى ثكنة عسكرية مكثفة، حيث الأبراج والنقاط العسكرية والحواجز الطيارة ليس فقط في محيط مجمع المدارس وحسب بل في الكثير من المحاور.
ولم تكتف قوات الاحتلال بهذه الإجراءات بل يضطر هؤلاء الطلبة من كلا الجنسين من الولوج في ممر ضيق للغاية لا يتسع إلا لفرد واحد أثناء المرور، الأمر الذي يجعل الاكتظاظ خطير وغالبًا ما يصطدم الطلبة بعضهم ببعض أو بالأسلاك الشائكة التي أقامتها تلك القوات في محيط هذه المدارس بدعوى توفير الأمن لقطعان المستوطنين الأمر الذي حولها إلى ما يشبه بشكلها لسجن.
عذاب بلا حدود
وبهذا الصدد يقول تيسير أبو مفرح مدير بلدية تقوع، إن عذاب التلاميذ لم يقتصر عند هذا الحد بل إن جنود الاحتلال يتعمدون من التمركز في محيط هذه المدارس في الصباح لدى توجه الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية وفي ساعات الظهر لدى عودتهم، ويخضعون لإجراءات الجيش وبشكل متعمد، إذ يقوم الجنود بتوقيف التلاميذ وبمختلف الأعمار في الصباح ليفتشوا حقائبهم المليئة بالكتب والقرطاسية، وفي المساء أيضًا، وكأنهم يبحثون عن دبابات في داخل هذه الحقائب وهم يعرفون جيدًا محتواها.
وأضاف أبو مفرح: غالبًا ما يتعمد الجنود تأخير الطلبة من الوصول إلى مدارسهم أو العودة إلى بيوتهم ويلاحقونهم باستمرار، وما حادثة استهاد الطفل ريان سليمان إلا دليل آخر على مدى الخطورة التي يشكلها الجنود والمستوطنين على حد سواء، حيث يتعمد المستوطنين مداهمة محيط المدارس أيضًا وهم مسلحين بدعوى أنهم تعرضوا للرشق بالحجارة متسلحين ببنادقهم وبنادق الجنود أيضًا.
مكان غير آمن
وأشار إلى قيام الجنود باقتحام حرم تلك المدارس مرارًا ويتعرضون لمدرائها وأساتذتها أيضًا، إضافة إلى قيام الجنود وباستمرار بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الصفوف الدراسية أكثر من مرة، الأمر الذي يحول المدارس إلى مكان غير آمن، ويجعل الأهالي دومًا قلقون على أبنائهم وحياتهم.
ولعل استشهاد الفتى قصي العمور "17 عامًا" وهو طالب في التوجيهي برصاص الاحتلال في شهر كانون أول من عام 2017 حادثة تؤكد على مدى الخطورة للمدارس التي تتعرض لاطلاق النار والاعتداءات الاسرائيلية باستمرار، وقبل ذلك استشهاد الفتى وليد محمد البدن "17 عامًا" وإصابة عشرة تلاميذ آخرين بجراح في حادثة وقعت في العام 2000، إلى جانب إصابة عدد كبير من الطلبة بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع خلال السنوات الثلاث الماضية، وقبل عدة أشهر أصيب المدرس عيد صبيح بجروح في رأسه عقب اقتحام الحرم الدراسي واعتداء الجنود عليه بالضرب المبرح.
نار المستوطنين
وفي شهر آذار الماضي ترجل مستوطن من مركبته وقام بإطلاق النار من رشاشه الخاص باتجاه مدرستي الخنساء والجرمق ما أثار الرعب الشديد في صفوف التلاميذ الاطفال وحتى حضانة للأطفال لم تسلم من إقدام الجنود على اقتحامها قبل عدة أشهر.
قلق لا ينتهي
وزارة التربية والتعليم عبرت مرارًا عن قلقها من المخاطر التي يتعرض لها الطلبة والمعلمين على حد سواء وقال المربي بسام جبر نائب مدية التربية والتعليم في بيت لحم إن مدارس تقوع تتعرض للاستهداف المتواصل من قبل جيش الاحتلال وقطعان الاستعمار الاستيطاني، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات لن تثني عزيمة الأسرة التربوية عن ديمومة مسيرة تعليم الطلبة، وضمان حقهم في التعليم الحر والآمن.
وجددت وزارة التربية دعوتها لكافة المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية والإعلامية، لتحمل مسؤولياتها إزاء انتهاكات الاحتلال بحق التعليم، والعمل على فضحها، وتوفير الحماية والمناصرة للطلبة، خاصة في ظل العنف والإرهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال وقطعان الاستعمار.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
تقوع: مدارس غير آمنة بفعل حراب جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين