رام الله- "القدس" دوت كوم - أطلق مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين ووزارة الزراعة الفلسطينية مساء أمس الجمعة، "سوق بلدي" والذي يشارك فيه 20 مزارعًا فلسطينيًا، والذي تم تنظيمه في منتزه بلدية رام الله.

ويهدف "سوق بلدي" إلى دعم المزارعين الفلسطينيين في تسويق منتجاتهم وتشجيع المستهلكين على شرائها، علمًا بأن "سوق بلدي" هو سوق سنوي ينظم من قبل الاتحاد الأوروبي ووزارة الزراعة لعرض وترويج وتسويق المنتجات الزراعية الفلسطينية للجمهور الفلسطيني.

وعرض في "سوق بلدي" مجموعة متنوعة من الفواكه الطازجة والعضوية والخضروات ومنتجات الألبان والمربى وغيرها الكثير، حيث تم الترويج للسوق من خلال حملة إعلامية تحت شعار "أكلك بلدي"، وقد شهد السوق إقبالاً واسعًا من قبل المستهلكين الفلسطينيين، ولقيت منتجات المزارعين استحسانهم.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في فلسطين شادي عثمان لـ"القدس" دوت كوم، على هامش إطلاق السوق، "إن إطلاق السوق أمر مهم للتواصل بين المنتج والمستهلك، ويعطي فرصة للمزارعين الفلسطينين في عرض منتجاهم، وكذلك فرصة للمؤسسات الدولية العاملة في فلسطين للتواصل مع المزارعين".

وشدد عثمان على أن الاتحاد الأوروبي داعم مهم لقطاع الزراعة، وهنالك عدد كبير من المشاريع التي ينفذها الاتحاد من شمال فلسطين إلى جنوبها سواء بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وكذلك قطاع غزة، من أجل أن يطور المزارع الفلسطيني إنتاجه وفتح أسواق جديدة له خارج وداخل البلاد، فيما أشار إلى أن الاتحاد الأوربي يدعم سنويًا مشاريع بقيمة 30 مليون يوريو.

بدوره، قال ممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون فون بورغسدورف في هذه المناسبة، "يسعدني أن أكون جزءاً من (سوق بلدي) مع المزارعين الفلسطينيين الذين يكافحون يوميًا لزراعة أراضيهم وحماية محاصيلهم".

وتابع بورغسدوف، "في ظل هذا الواقع، يعمل الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء سويًا مع السلطة الفلسطينية والمجتمع المدني لتمكين المزارعين والحفاظ على إنتاجهم، إن التنمية الزراعية هي متطلب أساسي للدولة الفلسطينية المستقلة مستقبلاً، وإن دعمنا هو جزء من مساهمتنا نحو المحافظة على الأمل بحل الدولتين".

من جانبه، قال الوكيل المساعد للقطاع الاقتصادي في وزارة الزراعة، طارق أبو لبن لـ"القدس" دوت كوم، على هامش إطلاق السوق، "إن هذا السوق واحد من الشاطات المشتركة بين الاتحاد والوزارة، كجزء من دعم المزارعين والزراعات ذات الجودة والزراعة الآمنة، وكذلك لدعم المزارعين لعرض منتجاتهم والتواصل مع المستهلكين دون وسطاء".

وشهد "سوق بلدي" ابتهاجًا من قبل المزارعين المشاركين فيه، وسط تعبير عن آمالهم أن تفتح مشاركتهم فيه آفاقًا جديدة.

السيدة بسمة سعادة من قرية عابود غرب رام الله شاركت في السوق بمنتجاتها ضمن مشروعها "الختيارة" الذي أطلقته قبل 8 سنوات، ويركز على المنتجات التراثية الغذائية، تأمل كما تقول لـ"القدس" دوت كوم، أن تساعدها المشاركة بهذا السوق أن يعرف المستهلكين منتجاتها.

أما رامي موسى من بلدة بيت لقيا غرب رام الله فقد قال، إنه "يشارك في هذا السوق لأول مرة، ويأمل أن يتعرف وينخرط بالسوق لاجل أن يعرف الناس وحاجتهم للمنتجات"، وهو يعتبر أن الزراعة هي أسلوب حياة أكثر من كونها مهنة.

ورامي شارك بمنتجاته التي يزرعها في "مزارع اللامارة لفاكهة التنين"، فهو يزرع تلك الفاكهة إلى جانب 13 صنفًا من الصباريات المثمرة، وكان قد بدأ مشروعه منذ 11 عامًا، لكنه ومنذ 3 أعوام اجتهد بتطويره.

في حين، فإن المزارع كامل شواهنة من بلدة كفر ثلث في قلقيلية يؤكد لمراسلنا، أنه يزرع العديد من الفواكه والخضروات ويعمل بمنتجات العسل، وهو يأمل أن يشكل هذا السوق له نافذة هامة لتسويق منتجاته وتعريف الناس بها.

ويعمل الاتحاد الأوروبي على دعم المزارعين الفلسطينيين في المناطق المصنفة (ج)، حيث يتعرضون فيها لاعتداءات المستوطنين ومصادرة أراضيهم وحرمانهم من مصادر المياه ومن زراعة أراضيهم.

كما يدعم الاتحاد الأوروبي القطاع الزراعي في فلسطين مع التركيز على النُهُج التي تراعي السوق والتي تعزز البيئة المواتية للأعمال الزراعية، وتخفف من المخاطر المتزايدة على سبل العيش القائمة على الزراعة، لا سيما في المنطقة (ج) وقطاع غزة.

ويهدف ذلك بوجه خاص، إلى تيسير حصول النساء والشباب، والفئات المهمشة بوجه عام، على فرص أفضل على امتداد سلاسل القيمة المختارة لقدرتها التنافسية والاستدامة المحتملة، ويتم ذلك من خلال دعم خلق فرص العمل، وتجميع وتطوير مبادرات الأعمال الزراعية الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز المهارات الإدارية والتقنية للمزارعين الفلسطينيين، مع إيلاء اهتمام خاص للمبادرات المراعية للبيئة والمناخ.

وإلى جانب شركاء التنمية في الاتحاد الأوروبي، يوجه الاتحاد الأوروبي هذا الدعم من خلال البرامج التي تنفذها المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والسلطة الفلسطينية.

من الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوربي أعلن في أغسطس\ آب الماضي عن تقديم 2.6 مليون يورو للمزارعين في قطاع غزة لدعم برنامج السلطة الفلسطينية بعنوان "إعادة إعمار القطاع الزراعي الخاص في غزة.