ترجمة خاصة بـ "القدس" دوت كوم - قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، إن إسرائيل التي سعت كثيرًا لمحاولة إخماد الوضع الأمني في الضفة الغربية، كانت عملياتها في تلك المناطق وخاصة شمالًا في جنين ونابلس، جزءًا من إشعال الأوضاع.

وترى الصحيفة - كما جاء في تقرير تحليلي لمراسلها ومحللها العسكري عاموس هرئيل - أنه لا يمكن تجاهل حقيقة الظروف السياسية في ظل استعداد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد، ووزير الجيش بيني غانتس للانتخابات، ومخاوفهما من اتخاذ بادرة حسن نية حقيقية تجاه الفلسطينيين قد تظهرهم في موقف ضعف، خاصة في ظل أن رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو سيستغل ذلك للانقضاض عليهم.

ولفت هرئيل، إلى أن حكومة لابيد تحاول قدر الإمكان منع اشتعال الأوضاع وإخماد أي حرائق أمنية قبل موعد انتخابات الكنيست في الأول من نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل،لافتًا إلى أن أزمة واحدة يمكن أن ترجح الكفة لصالح الليكود.

وأشار إلى أن الأشهر المقبلة قد تؤثر على الاستقرار الأمني خاصة في الضفة الغربية، في حال لم ينفذ حزب الله تهديداته بسبب قضية الحدود البحرية، مشيرًا إلى أن الضفة تعتبر الساحة الأكثر قابلة للتفجر بشكل أكبر مما هي عليه الآن في ظل استمرار الهجمات المسلحة سواء تجاه أهداف إسرائيلية أو خلال عمليات الاقتحام التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.

وقال إن المستوى السياسي في حال ذعر، والمستوى العسكري قلق على صورته ولذلك نشأت حالة من الفراغ، مشيرًا إلى إمكانية تدهور الأوضاع بشكل أكبر خاصة مع الأعياد اليهودية والتي يمكن أن تتسبب بحالة توتر في الأقصى تزامنًا مع الأحداث في شمال الضفة.

وأشار إلى تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، حول عجز الأجهزة الأمنية الفلسطينية في بسط سيطرتها على شمال الضفة الضفة، لكن كوخافي - كما يقول هرئيل - مثل باقي المسؤولين يتجاهل الدور المتواصل لإسرائيل في المسؤولية عن هذا الواقع، في ظل امتناعها منذ سنوات عن التقدم في العملية السياسية، وتتعامل مع السلطة على أنها مقاول لها لشؤون الأمن وتغدق التسهيلات والمكافآت على سلطة حماس في القطاع، التي لا تعترف أبدًا بإسرائيل وتعارض المفاوضات المباشرة معها. كما قال.