فلسطين
الأربعاء 31 أغسطس 2022 6:58 صباحًا - بتوقيت القدس
بلدة سلواد.. استهداف متواصل وعقاب جماعي يكبد الأهالي المعاناة
رام الله- تقرير خاص بـ"القدس" دوت كوم - منذ أربعة أشهر يتصاعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لبلدة سلواد شرق رام الله، ما بين إغلاق مداخلها والاقتحامات شبه اليومية التي تتعرض لها البلدة، والتي أدت لاستشهاد شاب وفتى ووقوع إصابات واعتقال العشرات، في مقابل تزايد معاناة أهالي البلدة، والذين يتضررون في حياتهم اليومية.
اقتحامات واعتقالات..
على مدار الأشهر الأربع الماضية، لم تتوقف قوات الاحتلال عن الاقتحامات شبه اليومية لبلدة سلواد، والتي يتخللها مواجهات بينها وبين الشبان، ومداهمة المنازل وتنفيذ اعتقالات طاولت عشرات المواطنين، واستشهاد الشاب عمرو عليان والفتى محمد حامد.، وفق ما يؤكده رئيس بلدية سلواد رائد حامد في حديثه لـ"القدس" دوت كوم.
ويؤكد حامد أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات المواطنين خلال اقتحاماتهاشبه اليومية، وتكثفت في الأيام الأخيرة، حيث يتم مداهمة المنازل ومصادرة أجهزة تسجيلات الكاميرات وتخريب وتسكير محتويات المنازل، بزعم تعرض قوات الاحتلال لإطلاق نار، وفي بعض الأحيان يتم اقتحام البلدة بدون أن يكون هنالك إطلاق نار، في تصعيد واضح، وفي سياق العقاب الجماعي لأهالي البلدة، المتواصل منذ أربعة أشهر.
وبحسب العضو السابق لبلدية سلواد ماهر ثلجي، فإنه وقبل نحو شهرين زعمت قوات الاحتلال أنها تعرضت لإطلاق نار، واعتقلت في ليلة واحدة فقط نحو 30 مواطنًا، ثم قبل أسبوعين زعمت أن برجاً تعرض لإطلاق نار وأغلقوا مداخل البلدة ونفذوا اعتقالات، ثم قبل أيام زعموا أن حافلة للمستوطنين تعرضت لإطلاق نار فأغلقوا المداخل واقتحموا البلدة، ويتخلل تلك الاقتحامات مصادرة أجهزة تسجيل كاميرات مراقبة.
ويشير ثلجي إلى أن تلك الاقتحامات تعرض حياة المواطنين للخطر، حيث يتم تفجير أبواب المنازل، ويطلقون الرصاص بشكل عشوائي ويسقط الرصاص الطائش داخل المنازل، كما أنهم دخلوا منازل أصحابها مغتربين.
على مدار عقود مضت قدمت سلواد قافلة كبيرة من الشهداء والجرحى والأسرى ومن بينهم من الأسرى ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات، ورغم ذلك، تواصل قوات الاحتلال استهدافها باعتقال أبنائها، أو إصابتهم وقتلهم.
معاناة الأهالي من الإغلاق..
تكبد إجراءات الاحتلال بإغلاق طرق سلواد معاناة كبيرة، فطريقهم الرئيسية من سلواد إلى رام الله تستغرق معهم 10 دقائق كي يقطعوا مسافة 11 كيلو متراً، وبإغلاق الطرق فإنهم يضطرون إلى سلوك طرق بديلة سواء من طريق دير جرير إلى رام الله أو من سلواد إلى ترمسعيا فإنها تستغرق معهم نحو 30 كيلو متر بمعدل ساعة من الوقت تقريبًا، وفق ما يوضحه رئيس بلدية سلواد رائد حامد.
ووفق حامد، فإن قوات الاحتلال تغلق مداخل سلواد الثلاثة بين الحين والآخر، لكنها ومنذ أيام تواصل إغلاق المدخلين الجنوبي والغربي للبلدة، ما يعني تكبيد المواطنين معاناة كبيرة، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال وبحسب المزاج تفتح المداخل لدقائق وتغلقها.
بدوره، يشير العضو السابق لبلدية سلواد ماهر ثلجي، إلى أن عمليات الإغلاق وكذلك الاقتحامات التي قد تستمر حتى وقت مبكر من الصباح، تؤخر طلبة المدارس من قرية يبرود المجاورة من أجل الوصول إلى مدارسهم في سلواد، وكذلك يؤخر وصول المعلمين إلى مدارسهم، كما أن غالبية العمال قد يتأخرون للوصول إلى أعمالهم، علاوة على أن الاقتحامات تسبب القلق والرعب للأهالي وخاصة الأطفال.
وبحسب رئيس البلدية رائد حامد، فإنه إضافة إلى ذلك، فإن الطلبة الجامعيين من البلدة يتأخرون بالوصول إلى جامعة بيرزيت، وكذلك تكبدهم الإغلاقات تكاليف أكثر.
عدا ذلك، وبحسب حامد، فإن إغلاق المدخل الغربي لسلواد قد يدخل الأهالي بأزمة بيئية لأنهم عبره يصلون إلى مكب النفايات وإلى مكان تفريغ مياه الصرف الصحي، وفي حال القيام بتفريغها في مناطق أخرى من البلدة، فإن ذلك يتسب بمكرهة صحية وانتشار الحشرات والروائح الكريهة بين المنازل، إضافة إلى أن مقبرة البلدة توجد من الناحية الغربية.
سلواد 5 آلاف دونم فقط ضمن المخطط الهيكلي..
تبلغ مساحة بلدة سلواد نحو 20 ألف دونم، لكن ما يدخل ضمن المخطط الهيكلي للبلدة ويقع في نطاق صلاحيات بلدية سلواد، من أجل ممارسة النشاط العمراني والسكاني 5 آلاف دونم فقط، وفق ما يؤكده رئيس بلدية سلواد رائد حامد.
ويشير حامد إلى أن قوات الاحتلال وعلى مدى العقود الماضية، استهدفت أراضي سلواد بالاستيطان حيث تبلغ الأراضي المصادرة لأغراض الاستيطان نحو ألفي دونم، فأقامت مستوطنة "عوفرا" على أراضي البلدة، وكذلك أقامت قاعدة عسكرية على أراضي جبل العاصور من أراضي القرية، إضافة إلى أن الشارع الاستيطاني رقم (60) يمر من أراضيها.
ويبلغ عدد سكان بلدة سلواد نحو 10 آلاف نسمة، وتعد البلدة الأكبر في منطقة شرق رام الله والبيرة، ويعمل أهلها بالتجارة والزراعة والإنشاءات، وجزء من أهلها مغتربون، وتمتاز البلدة بوجود خدمات هامة مثل وجود مدرسة خاصة ومدرسة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وكذلك فيها خمس مدارس حكومية تشمل جميع المراحل وفي المرحلة الثانوية فيها غالبية الأفرع، كما يوجد فيها مركز طبي تابع لوزارة الصحة بإشراف البلدية، إضافة إلى وجود مركزين صحيين خاصين وعيادات خاصة، وكذلك وجود سيارة إسعاف تتبع لبلدية سلواد.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
بلدة سلواد.. استهداف متواصل وعقاب جماعي يكبد الأهالي المعاناة