فلسطين
السّبت 27 أغسطس 2022 6:05 مساءً - بتوقيت القدس
أعادت الذاكرة لمعركة نيسان الشهيرة.. ليلة من ليالي المقاومة في مخيم جنين تربك حسابات الاحتلال
جنين – "القدس" دوت كوم - علي سمودي – أحبطت مجموعات الإرباك الليلي، كمينًا للوحدات الاسرائيلية الخاصة التي حاولت الوصول لعدد من المقاومين المطلوبين، وتحولت تلك المحاولة من عملية تسلل لمخيم جنين، فجر يوم الأربعاء، إلى معركة مسلحة تعتبر "الأعنف والأوسع والأشد"، منذ فترة طويلة، كما يرى الأسير المحرر أبو جهاد الذي عاش تجربة المخيم في معركة نيسان 2002، ويعتبر شاهد حي على المعارك التي اندلعت بين الاحتلال والمقاومين الذين استبسلوا في التصدي والمقاومة، وبعد كل هذه السنوات، ما زال يعبر عن قناعته وثقته أن "المخيم لا يُكسر ولن يرفع الراية البيضاء".
ووثق نشطاء من فرق "الإرباك الليلي" ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو ترصد لحظة دخول الوحدات الخاصة إلى منطقة الجابريات المطلة على مخيم جنين، الذي يستهدفه الاحتلال منذ فترة طويلة بدعوى وجود مطلوبين من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام، وفصائل أخرى، يقاتلون بشكل موحد.
وأفاد شهود عيان لمراسل "القدس" دوت كوم، أن النشطاء رصدوا تحركات مشبوهة للاحتلال وسيارات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية منذ الساعة الأولى من فجر يوم الأربعاء المنصرم، ولوحظ تحركات من حاجز سالم ومعسكر "دوتان" وحاجز الجلمة، بما يشمل كافة المداخل الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مدينة ومخيم جنين، كما سجل تحليق منخفض للطائرات فوق سماء المنطقة وبشكل مستمر منذ ساعات مساء الثلاثاء وحتى بدء العملية الجديدة، وتقول المواطنة "أم خالد"، "شعرنا برعب من الطائرات .. كانت منخفضة وكأنها داخل منزلنا .. لم ننام لشدة الخوف، وازددنا قلقًا عندما سمعنا صوت الرصاص".
وفي حوالي الساعة الثانية فجرًا، توقفت شاحنة كبيرة تحمل لوحة ترخيص فلسطينية في مدخل المخيم الرئيسي المحاذي لحي الجابريات قرب مدخل منزل الشهيد زياد العامر المؤدي لأزقة المخيم، وبحسب النشطاء، فإن الاحتلال سعى لاستغلال الوقت المتأخر وظلمة الليل للتسلل عبر أزقة المخيم، كما يبدو للوصول لهدف كانت ترصده الطائرات الإسرائيلية التي لم تغادر سماء المنطقة للحظة واحدة، وعندما بدأت الشاحنة بإفراغ حمولتها من أفراد الوحدات الخاصة المدججين بالسلاح وبرفقتهم الكلاب البوليسية، تنبهت لهم فرق "الإرباك الليلي" التي تقوم بحراسة المخيم بشكل مستمر منذ معركة "سيف القدس" وتوالي عمليات الاغتيال والملاحقة لقادة المقاومة والمطلوبين.
وبحسب الشهود، انهمر الرصاص الفلسطيني نحو الشاحنة وأفراد الوحدات بشكل جنوني مما أربكهم، حتى تحول من كمين هدفه شق طريق للوصول إلى قلب مخيم جنين، لكمين للمقاومة حول المشهد لحصار لهم، كما قال سكان المنطقة لمراسلنا.
ويقول أحد المواطنين: "لم ننتبه لوجود الشاحنة، وحركة الوحدات الخاصة لأنها كانت تتسلل بحذر شديد ودقة .. حتى دوى أزيز الرصاص في المنطقة، فنهضنا مذعورين".
وعبر نوافذ المنازل، شاهد المواطنون وحدات الاحتلال وهي تلوذ بالفرار نحو أزقة المخيم، بينما كان الرصاص الفلسطيني ينهمر نحوهم من كل ركن وزاوية، وقال المواطن رباح محمود: "لم أصدق عندما نظرت من نافذة منزلي.. شاهدت جنود الاحتلال يقفزون من حافلة ويركضون بسرعة جنونية نحو شوارع المخيم، اعتقد أنهم كانوا مصدومين ومذعورين".
اكتشاف الكمين، ووقوع المواجهة، قلب المعادلة، فالوحدات الخاصة لم تتمكن من الوصول لقلب المخيم الذي أُعلنت فيه حالة الاستنفار، واشتعلت مواقع التواصل بفضح ونشر صور الجنود وارتكابهم وخوفهم وصور المواجهات المسلحة العنيفة التي رافقها انتشار عناصر المقاومة والعشرات من الشبان الغاضبين في الشوارع والأزقة، لتستمر المواجهة بالرصاص والعبوات الناسفة والحجارة وكل ما وقعت عليه أيديهم.
في غضون ذلك، عزز جيش الاحتلال من قواته، ودفع بأكثر من 50 دورية وآلية عسكرية للمخيم، حتى اعتقد البعض من التعزيزات والحشود الكبيرة، أن الاحتلال بدأ بفرض حصار ومحاولة تنفيذ تهديداته بعملية سور واقي رقم 2، ويقول الأسير المحرر أبو أسامة: "شعرنا أننا في ساحة حرب حقيقية .. لم يتوقف إطلاق الرصاص لفترة طويلة، وهذا لم يحدث سوى خلال معركة مخيم جنين في نيسان 2002، التي اعتقلت خلالها كمثل المئات من أبطال المخيم .. الرصاص والاشتباكات والتعزيزات التي شاهدتها تتوغل،جعلتني أشعر، أن هناك اجتياحًا جديدًا وكبيرًا للمخيم الذي ما زال شوكة في حلق الاحتلال".
بسرعة جنونية، تدافعت دوريات الاحتلال بكافة أشكالها وأنواعها نحو المخيم عبر جميع مداخل جنين، وسط إطلاق نار رهيب، لكن المشهد لم ينتهي، فقد تواصل تبادل إطلاق النار وأصوات الانفجارات المدوية في المخيم، وسط صرخات التحدي للاحتلال الذي كان يضغط بقوة كما يقول "أبو جميل" من فرق "الإرباك الليلي"، لإخراج الوحدات الخاصة من منطقة الجابريات، وقد استخدم تكتيك يوحي باقتحام واسع واجتياح وحصار للتخفيف من وطأة الاشتباكات التي لم تتوقف حتى انسحاب آخر جندي، حيث أعلنت قوى المقاومة عن تمكنها من إفشال محاولة اغتيال واعتقال قادتها.
وللتغطية على فشله، اعتقل الاحتلال خمسة شبان بينهم أسرى محررين، لكن أسرهم، نفت أن يكونوا من المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلية، مؤكدةً أنهم كانوا يعيشون حياة طبيعية.
دلالات
فلسطيني قبل حوالي 2 سنة
الى خرفان لم اجد اسم لك فأخذت اول كلمة لك تهاجم فيها المجاهدين الفلسطينيين اقول لك....بدأت نهاية اسرائيلكم التي افهمتم العالم انها لا تقهر....تخاذل الجيوش العربية اوهمكم انكم اقوياء...لا تغتر حبيبي....انتظر لترى حالكم
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
أعادت الذاكرة لمعركة نيسان الشهيرة.. ليلة من ليالي المقاومة في مخيم جنين تربك حسابات الاحتلال