أقلام وأراء
السّبت 27 أغسطس 2022 10:43 صباحًا - بتوقيت القدس
الرئيس محمود عباس الضامن الوحيد للمرحلة القادمة
بقلم: د. سليمان عيسى جرادات
حقق الرئيس محمود عباس بحنكته ودبلوماسيته الهادئة وخطواته الحكيمة إنجازات سياسية كبيرة أمام كافة الضغوطات الدولية والابتزاز السياسي والمالي والاقتصادي والحصار والانقسام الداخلي، ومحاولة تغيير معادلات داخلية بديلة من أطراف أصبحت مشاريعها تتناقض مع المشروع الوطني الفلسطيني الجمعي، الامر الذي اثبت بان الرئيس هو الانجح في وقف وتعطيل وإبطال كافة المؤامرات التي تتقاطع خيوطها مع الذين يعملون ليل نهار على تشويه انجازات حققت على الارض الفلسطينية ولولا وجوده كصمام أمان لأنحدرت المعادلة الفلسطينية باتجاه قضايا مصيرية.
منذ سنوات بدأ الرئيس والقيادة الفلسطينية بالانفتاح لإستراتيجية بناء جديدة معززة بمرجعيات "منظمة التحرير الفلسطينية، المجلس المركزي، المجلس الوطني، اللجنة المركزية لحركة فتح" والحكومة، لتواكب المتغيرات والتحديات الداخلية والإقليمية والدولية، ولاتخاذ قرارات مصيرية مدروسة تدريجيا لمواجهة سياسات الاحتلال الاسرائيلي على الارض ، وإنهاء الانقسام ووقف التدخل الاقليمي والدولي بالملفات الداخلية لإبقاء الحالة الفلسطينية كما هي ، وتحديد موقف واضح بين الاطراف السياسية الفلسطينية لتحديد المصالح الوطنية العليا، وبناء جسور الثقة في العلاقات الفلسطينية الداخلية لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتعزيزه للانتقال الى الاستحقاق الشعبي لإجراء انتخابات ديمقراطية في المحافظات الشمالية والجنوبية والقدس الشرقية، تكون هي الفيصل مستقبلا بين الاطراف، وهذا ما تم التيقن منه خلال فترة رئاسته بالعمل الجاد على تحقيق تلك الاهداف والاستمرار في بناء مؤسسات الدولة ومواجهة سياسات الاحتلال الاسرائيلي وحجز الأموال الفلسطينية وغيرها من الاجراءات والانتهاكات وتنصله من أي التزام سياسي ، وتنكر المجتمع الدولي للقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية أسوة بالقضايا الاقليمية والدولية ، وتجفيف مصادر الدعم المالي الدولي من الاشقاء والأصدقاء، ومع ذلك فان تلك الاجراءات لم تعيق استمرارية الحكومة الفلسطينية في تعزيز صمود المواطنين على الارض وتجسيد العدالة ومواصلة تحقيق الآمن والسلم المجتمعي وتقديم الخدمات وفق الامكانيات والظروف الاستثنائية المحيطة بها .
وفي ظل الحالة الراهنة وما يحتاج اليه الشعب الفلسطيني من استمرار سفينته نحو الحرية والاستقلال يدور الحديث للاختبار الأول من نوعه منذ سنوات طويلة في تاريخ الحركة الوطنية والثورة والمنظمة والدولة والشعب الفلسطيني حول من هو شخصية الرئيس المقبل للشعب الفلسطيني بعد عمر طويل للرئيس محمود عباس والذي سيلقى الدعم والمساندة والمؤازرة من الاغلبية العظمى من ابناء الشعب الفلسطيني ومكوناته.
على ضوء تجربة الانتخابات الرئاسية عام 2005م وإجماع الشعب الفلسطيني على شخص الرئيس محمود عباس ليستكمل مسيرة البناء والعطاء للدولة الفلسطينية بعد استشهاد رفيق دربه الرئيس الراحل ياسر عرفات، ما زالت الغالبية تدعم قرار الرئيس عباس في خطواته الاصلاحية على جبهات عدة ، "فتح"، المنظمة، السلطة ومؤسساتها، والبدء في تحديد مواصفات المرحلة المقبلة وخارطة الطريق بالتشاور مع القيادات الفلسطينية في (ترشيح) رئيس الدولة والتي ستحسم عبر انتخابات رئاسية .
فالواقع أثبت بان الشعب الفلسطيني كفؤ في البناء والتطور والحداثة والنهضة من الناحيتين النظرية والعملية وتجربته في بناء مؤسسات الدولة المدنية والأمنية خير شاهد على ما حققته مقارنه مع دول قائمة منذ عقود مضت ، هذا يعطي تساؤلاً من سيقود المرحلة المقبلة ؟ فكل من سيجري ترشيحهم مستقبلا من الجيل المؤسس والجيل الجديد هم قيادات لهم دورهم التاريخي والنضالي ووزنهم السياسي وأصحاب تجربة وتأثير، صقلت شخصياتهم الوطنية بالتضحية والنضال والاعتقال والعلم والمعرفة والبناء والتمسك بالثوابت في ظل متغيرات اقليمية ودولية لرسم خارطة سياسية وجغرافية عالمية جديدة، واستكمال مسيرة من سبقه بالإصلاحات المطلوبة داخلياً مهما كانت ، وقدرته على إمساك الدفة ، وانحيازه للوطن والقيم الدينية وللديمقراطية، وتغير معادلات سياسية وأمنية لصالح القضية الفلسطينية التي تجسدت اليوم بمؤسسات الدولة، والمرحلة القادمة ستكشف حكمة وقوة الرئيس وثقة الشعب الفلسطيني ودعمهم لحنكته، لأنه الاكثر معرفة وعلماً وفهماً كزعيم فلسطيني وسياسي مخضرم إقليمي ودولي وقائدا عاما لأنبل حركة تحرر عرفها التاريخ المعاصر،ومتابعا لقضايا الوطن والعالم وكيفية التعاطي معها وسبل معالجتها،... نعم هو الخيار الافضل وسيكون الأفضل للشعب الفلسطيني والشعوب المحبة للسلام والتسامح والتعايش، ولان الغالبية تؤمن بمسيرته ومواقفه وثوابته وخطواته الدبلوماسية التي وضعت حكومة الاحتلال في زاوية الانحدار السياسي والأخلاقي، وتحجيم دول كانت وما زالت معظم دول العالم تؤمر بأمرها، لاستقلاليته بالقرار الفلسطيني وعدم السماح بالتدخل لأي طرف إقليمي أو دولي على رسم السياسة الفلسطينية أو تغيير مساراتها الثابتة على الثوابت، ووضع حد لأشخاص كانت رؤيتهم تدمير المشروع الوطني لضيق أفقهم السياسي والوطني.
نعم خيار الشعب الفلسطيني لهذه المرحلة هو الرئيس محمود عباس الاكثر صلابة ومعرفة وإدراكا وقائدا صلبا لقيادة السفينة الفلسطينية التي تلاطمت إبحارها في البحار والمحيطات بأمواج سياسية واقتصادية محلية وإقليمية ودولية، ولكنها استمرت بالنضال والتضحيات والصبر والتقدم وعدم فقد الامل بالنصر والتحرير .
ولخطورة المرحلة والتحديات والمتغيرات الاقليمية والدولية وإجراءات الاحتلال الاسرائيلي على الارض، ولتجنب النزاعات وصراع الاجنحة التي قد تتغذى من أطراف متعددة تعبث بالملف الفلسطيني خاصة في ظل استمرار الانقسام ، يتطلب موقفاً قياديا وشعبيا داعما لخطوات الرئيس على خليفته الذي سيكون شخصيته بصفات وقدرات وإمكانيات وكاريزما الرئيسين الزعيمين المغفور له الشهيد ياسر عرفات والرئيس محمود عباس اطال الله في عمره ، قادراً على قيادة المرحلة المقبلة عانى ويعاني المعاناة اليومية ،التمسك بالثوابت والشرعية الدولية، مفاوض عنيد ومقاوم شرس، استكمال ما حققه من سبقه في بناء مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والدستورية وتحديثها، ورمزاً يؤمن بالقيم الدينية والمرتكزات الديمقراطية بحرية الرأي ويدافع عنها، عمل ويعمل بقوة كقاسم مشترك جمعي على المستوى القيادي والمجتمعي ، توافقي يرضي الجميع بالقانون، ليس لديه خصومات مع أحد ومعروف بنزاهته ، لهذا شخصية الرئيس القادم مهمة الرئيس محمود عباس وأركان القيادة فهو الضامن الوحيد لمن سيكون ويقود السفينة المقبلة للإبحار على شواطئ الامن والسلام والاستقرار وتحقيق أماني الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
*رئيس الهيئة الفلسطينية لحملة الدكتوراه في الوظيفة العمومية
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
احتفالات الميلاد.. تغيب للسنة الثانية عن أرض الميلاد
راسم عبيدات
جحيم الإبادة في شمال القطاع
بهاء رحال
قيادات قيد التحقيق لدى المستعمرة
حمادة فراعنة
تصريحات بابا الفاتيكان وجيك سوليفان
د. أحمد رفيق عوض
يمكننا تحقيق حل الدولتين ولكن ذلك يتطلب تغيير طريقة تفكيرنا وقيادة الشعبين
جرشون باسكين وسامر سنجلاوي
عندما تصبح جثامين الشهداء هياكل عظمية
حديث القدس
الرضيعة عائشة القصاص تجمد جسدها حد الموت
بهاء رحال
ترامب.. الرئيس القوي
د. ناجي صادق شراب
نحن لا نتضامن مع جنين.. نحن لسنا إلا جنين نفسها!
د. رمزي عودة
الأمن العربي في خطر.. البداية فلسطين والدول المحيطة
فوزي علي السمهوري
الاستيطان والاحتلال والفكر البراغماتي
د. دلال صائب عريقات
دولة الزينكو...
حسام أبو النصر
الذكاء الاصطناعي: أداة ربات البيوت الفلسطينيات في إدارة المنزل وتدريس الأبناء
بقلم : صدقي ابوضهير " باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
من أنا؟ الذكاء الاصطناعي يجيب!
عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
أنفاسٌ مكتومةٌ تحت الركام!
ابراهيم ملحم
أكبر كارثة في العالم ..تحصل في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
رجب: عملية "حماية وطن" تتقدم وتحقق نجاحات وإنجازات في حماية أهلنا بمخيم جنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
واشنطن ترفض تقرير "هيومان رايتس ووتش" بشأن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بغزة
صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة
تشييع جثمان المناضل الوطني اللواء فؤاد الشوبكي
صحيفة:الولايات المتحدة دعمت مجموعة مسلحة لإطاحة النظام في سوريا
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 45,227 شهيدا و107,573 مصابا
الأكثر قراءة
قوات خاصة إسرائيلية تعتقل مواطنا من كفر عقب شمال القدس
رحيل الأسير فؤاد الشوبكي بعد 21 عاما في سجون الاحتلال
صحيفة:الولايات المتحدة دعمت مجموعة مسلحة لإطاحة النظام في سوريا
عملية استشهادية في مخيم جباليا لأول مرة منذ بداية الحرب
"حماس" و"إسرائيل" تقتربان من الصفقة
وصفوه بالإيجابي.. وفد امريكي يلتقي "الشرع" في دمشق
رجب: عملية "حماية وطن" تتقدم وتحقق نجاحات وإنجازات في حماية أهلنا بمخيم جنين
أسعار العملات
الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
يورو / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.76
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 287)
شارك برأيك
الرئيس محمود عباس الضامن الوحيد للمرحلة القادمة