حملت لنا الأخبار مشاهد مروعة عبر شاشة تلفزيون الجزيرة عكست لنا صورة مأساوية في شمال غزة عن بشاعة الجريمة المركبة التي تمثلت في إستهداف الأبرياء ، ثم منع المسعفين من الوصول إليهم لإنقاذهم ، ثم تركهم فريسة للكلاب الضالة لتنهشهم أحياء أو أموات ، في مشاهد مرعبة تقشعر لها الأبدان ، و يشيب لها الولدان ، مشاهد فاقت حد التصور ، و يصعب تصديقها ، و هذه الجرائم التي يرتكبها جيش الإحتلال كشفت لنا مدى إنحدار إلى درجة الإنعدام لقيم الإنسانية و الإنهيار الأخلاقي الذي وصل إليه العالم بأكمله ، حيث ظل صامتاٌ حيال هذه البشاعة ، حتى بلغت الأحداث إلى مستوى غير إنساني و غير أخلاقي ، و كأن المجتمع الدولي يطلب من الإحتلال المزيد ، و كيف له الصمت هو يرى بأم عينه ، و بدم بارد الصور المأساوية لكلاب ضالة و هي تنهش جثث الشهداء
مشاهد في قمة القسوة و تنعدم فيها كل صور الإنسانية ، و تقشعر لها أبدان كل من شاهدها أو سمع بها ، و خصوصاً أنها فضحت العالم ، لانها عكست إختلال المعايير الأخلاقية التي تتعامل بها أمريكا و الغرب و كل العالم تجاه القضايا الإنسانية ، و كما كشفت عورة العالم الإسلامي و العربي اللذان ظلا في جمود وهما يتابعان هذه المشاهد المروعة (كلاب تنهش أجساداً آدمية) .
هذا الحدث اللا إنساني سيكون بمثابة أداة قياس للتأريخ ، يؤرخ به حقبة ما قبل هذا الحدث و ما بعده ، و لن تمر هذه الأحداث على الإنسانية مرور الكرام ، حيث يعتبر تقبلها وصمة عار على الأمتين الإسلامية و العربية ، و ما هو معلوم بالضرورة عن سلطة الإحتلال التي تريد بهذه الأفعال الشنيعة حيونته إنسان غزة بتجريده من محتواه الإنساني و إفراغ آدميته ، و هذا الأمر يبرز حجم الفجوة الضخمة بين المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهل غزة و اللا مبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي تجاه المآسي التي تجري هنالك ، و التي تُظهر حجم الفوضى و الوحشية التي وثقتها عدسات الكاميرات و كان ٱخرها الكلاب التي تنهش جثث الآدميين و لم يهتز للعالم طرف أو يمتعض له وجه .
نحن نتساءل عن هذا الصمت المتعمد و غياب العدالة الدولية ، و نتساءل أيضاً عن المؤسسات التي تدعى حماية الحقوق الإنسانية ، و التي نجدها دائماً تتدخل في شؤون الدول الضعيفة ، و نتساءل أيضاً أين أحرارالعالم ؟ ، كان من الواجب على الجميع رفع صوتهم عالياً لأجل إنهاء هذه التجاوزات و الفظائع في حق الإنسانية التي خالفت أي سلوك للفطرة السوية .
غزة المكلومة و المنطقة بشكل عام تشهد تجاوزات عصيبة و معاناة مستمرة ، و الوضع في المنطقة يتطلب تضافر جميع الجهود الإنسانية من أجل تقديم المساعدات الضرورية العاجلة ، و خصوصاً أن الحروب هي السبب الرئيسي في أن يصبح الإنسان ضحية لفقدان إنسانيتة ، سواء من خلال العنف المباشر أو من خلال الإهمال و الصمت الدولي الذي يتبعه .
إذا إنعدمت العدالة في الأرض فإننا ننتظر عدالة السماء ، و الحكمة الإلهية التي تتعلق بالإرادة المطلقة ، وندعو جميع الذين يقعون تحت هذا السلوك الذي يخالف الفطرة للتفاؤل لأن التفاؤل من الإيمان ، و نحث الناس إلى عدم اليأس لأنه من الكفر ، و من المهم أن تظل أصوات الذين يناهضون الظلم مرتفعةً ، و أن تستمر الدعوات لتحقيق العدالة و السلام ، مهما كانت التحديات .
و الله من وراء القصد
شارك برأيك
صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة