فلسطين
الأربعاء 24 أغسطس 2022 11:52 مساءً - بتوقيت القدس
قلقيلية أنموذجًا.. استصلاح الأراضي الزراعية.. "مقاومة صامتة" ضد الاستيطان
قلقيلية-"القدس" دوت كوم- مصطفى صبري- على مرمى حجر أصبحت المستوطنات قرييبة من منازل الفلسطينيين في الكثير من المناطق، ما دفع المزارعين أو المستثمرين للأراضي الزراعية القريبة من تلك المستوطنات، إلى أن يستصلحوا الأراضي كجزء من "المقاومة الصامتة للاستيطان".
ثبات على الأرض
محافظة قلقيلية أصبحت تحتل المرتبة الأولى بعدد المستوطنين والمستوطنات، حتى إن عدد المستوطنين أصبح قريباً من عدد مواطني المحافظة، نتيجة زيادة وتيرة الاستيطان، لذا لجأ المزارعون لاستصلاح أراضيهم.
المواطن ماهر نوفل من قلقيلية استثمر عشرة دونمات جنوب المدينة بأراضي "راس عطية"، وعلى مسافة الصفر من جدار مستوطنة "الفيه منشه"، وهو يقول لـ"القدس": "قمت باستصلاح الأرض بإحضار جرافات كبيرة اتزعت الصخور، وتم إحضار شاحنات مليئة بالأتربة لزراعة الأرض بسهولة، وهي بعيدة عن سياج مستوطنة (الفيه منشه) 40 متراً فقط، وأنا أعتبر هذا الأمر نوع من الثبات على الأرض".
ويضيف نوفل، "إن الأرض عندما تكون مزروعة يصعب مصادرتها، فإصلاح الأرض له فائدة بمنع المصادرة، عدا عن مردودها الاقتصادي، حيث قمت بزراعة الارض من كل أصناف أشجار الفواكه، وقمت بإيصال المياه إليها، ولم أكن الوحيد باستصلاح الأرض، بل هناك العشرات ممن أحدثوا تغييرًا بالمنطقة من خلال الاستصلاح الكامل للأرض، والكل في المنطقة سعيد بهذا الإنجاز الفريد من نوعه".
ويقر نوفل بأن استصلاح الأراضي الزراعية في المناطق "ج" مكلف، لكنه يؤكد أن الإنسان الفلسطيني يشعر بأنه يقوم بعملية إنقاذ للأرض من صفقات بيع مزورة أو مصادرة، بحجة أن "الأرض غير مستخدمة".
إقبال على الاستصلاح
وليد جلعود يعمل على بئر ارتوازي في منطقة عزبة "جلعود" جنوب قلقيلية، يؤكد أن زيادة رقعة استصلاح الأراضي من مستثمرين جدد زاد من عمل البئر الارتوازي أضعافًا مضاعفة، ويقول لـ"القدس": "إن استصلاح الأراضي يحتاج إلى مياه، وبالأعوام الأخيرة زاد الضغط على البئر الارتوازي، وأصبحت ساعات العمل على مدار الساعة".
أما التاجر جمال قزمار وهو موزع مواد زراعية، فإنه يقول لـ"القدس": "إن استصلاح الأراضي زاد من قبل الفلسطينيين بدافع ذاتي، ولم تعد أرض غير مستخدمة في المنطقة، ولو كان الأمر سابقاً بهذا التفكير، لما استولى المستوطنون على الأأراضي، فعدم استخدام الأراضي يدفع الاحتلال إلى مصادرتها".
بالنسبة لقزمار، فإن هذا الاستصلاح يعتبر علامة فارقة بحياة الفلسطينيين، إذ لم يعد الفلسطيني ينتظر الحلول، "فالانتظار يعني عدم إنقاذ الأرض، والاحتلال كما نشاهده يسابق الزمن، فالمستوطنات تتوسع يومياً على حساب أراضينا، وقد شرع الاحتلال في السابق بإقامة مدينة استيطانية في المنطقة بين مستوطنات: (شعاريات تكفا)، و(اورانيت)، و(الكناه)، وغيرها من المستوطنات، حتى يتم إحكام السيطرة على ما تبقى من الأرض".
تسهيلات لاستصلاح الأراضي
في قرية كفر لاقف شرق قلقيلية تم استصلاح مئات الدونمات أمام أكبر تجمع استيطاني في شمال الضفة الغربية، والمعروف بـ"تجمع القرنين"، حيث يقول المواطن عاهد عساف لـ"القدس": "لقد تم استصلاح مساحات واسعة من أراضي القرية من مستثمرين من مدينة قلقيلية، وباقي التجمعات الأخرى في المحافظة، وتم توفير البنية التحتية لهم، حتى يتم استصلاح الأراضي من الجهة الشمالية للطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس".
ويقول المواطن غالب نوفل لـ"القدس"، وهو الذي كان له السبق في الاستثمار، "في البداية لم تكن هنالك اية مظاهر استصلاح في المكان، وقبل عشرين عاماً قمت بشراء أرض، وبعدها تتابعت عمليات الشراء وإصلاح الأراضي، وأصبحت المنطقة عامرة، نحن نقابل مستوطنات كبيرة من جهة الجنوب، إلا أن وجودنا في المكان جسد فيه بصمة الثبات على الأرض".
أهمية الاستثمار بالريف
بالنسبة للمهندس ياسر جعيدي صاحب فكرة مشروع (ريف قلقيلية) في منطقة جيوس بقلقيلية، فإنه يقول لـ"القدس": "إن البناء في الريف، واستصلاح الأراضي أكبر خدمة نقدمها بمسيرة الدفاع عن الأرض، لذا كان مشروع (ريف قلقيلية) من مجموعة من المهندسين فكرة إبداعية، وفي المنطقة التي تم اعتبارها حقلاً للمشروع أقيمت مشاريع سياحية قريبة منه، وهذا الأمر له فائدة عظيمة من الناحية العمرانية والتوسع السكاني، وأيضاً من الناحية الوطنية".
ويضيف جعيدي، "إالاحتلال له طريقة خبيثة بعملية استهداف المناطق للاستيطان والأغراض العسكرية، منها: تصوير المنطقة جوياً لعدة سنوات، حتى يثبت أنها فارغة وغير مستخدمة، وبعدها ينقضّ عليها لبناء مستوطنات في المنطقة، لذا فالواجب على الكل الاستثمار في الريف الفلسطيني بكافة المواقع، والزراعة فيه، إذا لم يكن بالإمكان البناء".
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
قلقيلية أنموذجًا.. استصلاح الأراضي الزراعية.. "مقاومة صامتة" ضد الاستيطان