فلسطين

الأربعاء 24 أغسطس 2022 6:23 مساءً - بتوقيت القدس

قلق ينتاب ذوي الطلبة الفلسطينيين بالقدس من محاولات إسرائيل "فرض منهاجها الدراسي"

رام الله -  (شينخوا) - ينتاب أولياء أمور الطلبة الفلسطينيين في القدس الشرقية حالة من القلق والترقب بسبب ما يصفونه بـ"ضغوط لفرض المنهاج الإسرائيلي" بدلا من الفلسطيني في المدارس، ما ينعكس سلبا على الوعي الجمعي لأبنائهم.


ويبلغ عدد الطلبة في القدس بالمراحل الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية قرابة 100 ألف طالب وطالبة، يتوجه نصفهم إلى 146 مدرسة تتبع لمظلة التعليم الفلسطينية، وتشمل مدارس الأوقاف والمدارس الخاصة ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفق مركز الإحصاء الفلسطيني.


بينما يتوجه البقية إلى المدارس التابعة لإدارة وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس، وبحسب الفلسطينيين، يدرس الطلبة في بعضها المنهاج الفلسطيني المحرف (الذي يحتوي على معلومات مغلوطة بشأن التاريخ الفلسطيني)، فيما تختص أخرى بتعليم المنهاج الإسرائيلي من الصف الأول حتى الـ12.


وتشهد المدارس في القدس إجراءات عقابية بسبب رفض تدريس المنهاج الإسرائيلي، حيث ألغت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية نهاية يوليو الماضي تراخيص ست مدارس بحجة "التحريض ضد دولة إسرائيل وجيشها".


وقالت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية يفعات شاشا بيتون، في تصريحات صحفية إن التحريض على دولة إسرائيل وجنود الجيش في كتب الأطفال في المدارس ظاهرة "لا تطاق وسيتم التعامل معها بصرامة".


وأضافت أن المؤسسات التعليمية التي يثبت أنها تحرض على "الكراهية لدولة إسرائيل ورموزها ستلغى رخصتها الدائمة وبدلا من ذلك سيتم منحها ترخيصا مشروطا لمدة عام واحد من أجل تصحيح المحتوى".


وشملت المدارس التي ألغي ترخيصها، الكلية الإبراهيمية، التي تأسست عام 1931، ومدارس الإيمان بفروعها الخمسة، التي تأسست عام 1984، وتصنف المدارس على أنها خاصة أهلية وتضم أكثر من ألفي طالب وتتمتع بمعايير الجودة العالمية.


وقال الفلسطيني كريم جبران ولي أمر أحد الطلبة لوكالة أنباء (شينخوا) إن سحب التراخيص جزء من محاربة المنهاج الفلسطيني وفرض الإسرائيلي للسيطرة على وعي "أبنائنا وتزوير الحقيقة والتاريخ المتعلقة بأن القدس مدينة محتلة، وأن إسرائيل وفق القوانين الدولية دولة احتلال ولا يحق لها صياغة مناهج أو التحكم بها".


وأضاف جبران أن أولياء الطلبة مصرون على تدريس المنهاج الفلسطيني وما يتضمنه من تفاصيل تتعلق بتاريخ الصراع والممارسات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية خاصة القدس.


وشدد على رفض تدريس المناهج الإسرائيلية لأنها محاولة "لنشر الرواية الإسرائيلية وتزوير الحقيقة وإنكار وجود الاحتلال الإسرائيلي والمأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".


وأوضح جبران أن أولياء أمور الطلبة لا يمانعون إبقاء أبنائهم في المنازل وعدم إرسالهم إلى المدارس في حال أصرت وزارتا التربية والتعليم والمعارف في إسرائيل وبلدية القدس على موقفهما بمحاربة المنهاج الفلسطيني.


وقال مراقبون وخبراء فلسطينيون إن السلطات الإسرائيلية تصرف ميزانيات كبيرة على فرض المنهاج الإسرائيلي مع التركيز على طلاب الصف الأول، مشيرين إلى أن نسبة من يدرسون المنهاج الإسرائيلي بالصف الأول في القدس بلغت 16 في المائة العام الماضي.


وبالنسبة لرئيس لجنة أولياء الأمور للطلبة الفلسطينيين في القدس زياد الشمالي، فإن الإجراءات الإسرائيلية هي محاولة للسيطرة على التعليم في القدس كباقي المحاولات لاستهداف المسجد الأقصى وعمليات التهويد والتزوير في المدينة.



وقال الشمالي لـ(شينخوا) إن إسرائيل تريد خلق جيل مقدسي "خال من الانتماء لتاريخه الوطني الفلسطيني عبر طمس المعلومات وشطبها من المناهج الفلسطينية وفرض المنهاج الإسرائيلي الذي يتناول الرواية الإسرائيلية الكاذبة".


وأشار إلى أن العمل جار مع الجهات الرسمية الفلسطينية كوزارة القدس والمحافظة ومنظمة التحرير ووزارة التعليم والتربية للتواصل مع الجهات الدولية لعرض الواقع في القدس وما تتعرض له العملية التعليمية.


وتكفل المادة 50 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الشعوب تحت الاحتلال في الحصول على التعليم الذي يتماشى مع معتقداتهم وحماية ثقافتهم وتراثهم من التغيير أو التشويه.


وتقوم السلطات الإسرائيلية بحذف شعار السلطة الفلسطينية والعلم الفلسطيني وكافة الدروس التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والتمسك بالأرض وحق العودة وتمجيد الأسرى وهجرة المستوطنين لفلسطين والحواجز العسكرية من كتب المنهاج الفلسطيني.


وقال المحامي رائد بشير رئيس أولياء المدرسة الإبراهيمية لـ((شينخوا)) إن إسرائيل "تحارب الموروث الثقافي والتوعوي الفلسطيني، وذلك ضمن دائرة الاستهدافات والعناوين الكبيرة لتهويد مدينة القدس".


وتابع بشير أن إسرائيل توجهت لفرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس الخاصة أو التي تتبع للأوقاف بهدف محاربة المنهاج الفلسطيني وتغييب الواقع الحقيقي والتاريخ الحقيقي للشعب الفلسطيني وتعزيز روايتها.


وأشار إلى أن ما يجري جزء من خطة حكومية إسرائيلية أعلن عنها منتصف عام 2018 وحملت عنوان "الخطة الخمسية: تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتطوير لشرق القدس من 2018 حتى 2023" بميزانية قدرت بـ657 مليون دولار.


وتهدف الخطة لربط الفلسطينيين في القدس بالمنظومة الإسرائيلية بمختلف مستوياتها، وخصصت لقطاع التعليم العالي الحصة الكبرى من الميزانية بواقع 127 مليون دولار، و200 مليون مخصصة لتشجيع الانخراط في التعليم الإسرائيلي عبر زيادة عدد الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي.


وقالت مديرة إدارة المعارف العربية في بلدية القدس لارا مباركي، في تصريح إذاعي الأسبوع الماضي، إن إدخال المنهاج الاسرائيلي جاء ضمن خطة إسرائيلية لمنح الطلاب في المدينة المقدسة فرص متساوية للالتحاق بالجامعات الإسرائيلية بعد طلبات متكررة من السكان وعدد من المدارس.


ونفت مباركي مزاعم الفلسطينيين، وقالت "نحن لا نفرض أي شيء وهدفنا هو دعم الطلاب في القدس بشطريها الشرقي والغربي".


وتقابل الإجراءات الإسرائيلية في القدس بتنديد ورفض فلسطيني رسمين واتصالات مع أطراف دولية لوقفها.


وقال وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي لـ(شينخوا) إن قطاع التعليم في المدينة على رأس اهتمامات الحكومة الفلسطينية لما له من أهمية إستراتيجية على واقع ومستقبل القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.

واعتبر الهدمي المحاولات الإسرائيلية "المحمومة لفرض المنهاج المحرف أو فرض المنهاج الإسرائيلي بمثابة إعلان حرب على الهوية الفلسطينية العربية للمدارس الفلسطينية بالمدينة".


وأشار إلى توجيه رسالة إلى أكثر من 40 قنصلا وسفيرا في الأراضي الفلسطينية للتحرك السريع عبر حكوماتهم للضغط على إسرائيل لوقف هذه الإجراءات "العدوانية المنافية لكافة قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد أن القدس محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة".


وأشاد الهدمي بوقوف الفلسطينيين في القدس طلابا وأولياء أمور ومدارس ومؤسسات وقانونيين صفا واحدا في مواجهة المحاولات الإسرائيلية، معتبرا أنه استفتاء على رفض المنهاج الإسرائيلي والتمسك بالمنهاج الفلسطيني.


بدوره، قال مسؤول الإعلام في بعثة الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله شادي عثمان لـ(شينخوا) إن إسرائيل عليها التزامات بموجب القانون الدولي ومنها تمكين السكان الواقعين تحت الاحتلال من ممارسة حقهم بالتعليم، وهي مطالبة باحترام هذا الحق في داخل القدس الشرقية.


وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يعتبر القدس الشرقية جزءا من الأرض الفلسطينية وما يجب أن يدرس في المدارس الفلسطينية يجب أن يدرس في مدارس شرق القدس، لافتا إلى أن الاتحاد يتابع القضية مع الأطراف ذات العلاقة كون التعليم حقا أساسيا.


ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها. ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها العام 1950.


دلالات

شارك برأيك

قلق ينتاب ذوي الطلبة الفلسطينيين بالقدس من محاولات إسرائيل "فرض منهاجها الدراسي"

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 24 أبريل 2024 8:19 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.75

دينار / شيكل

بيع 5.36

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.01

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%22

%5

(مجموع المصوتين 155)

القدس حالة الطقس